عدلان يوسف.. تحولات ما بعد الثورة

2021-07-29

 (من أعمال عدلان يوسف)

يتعامل الفنان السوداني، عدلان يوسف، في منحوتاته مع الخرّدة ومخلّفات الحديد التي يطوعها لتقديم أشكال حيوانية وإنسانية، حيث يصنع من قطع غيار السيارات القديمة ذيلاً لعقرب أو جناحاً لطائر أو غزال يعدو أو جرادة أو خيولاً.

وفي تشكيلاته التي تحاكي الإنسان، يركز على حالات الصراع الداخلي من اضطراب وقلق واغتراب عن المجتمع والزمن، في محاولة لإبراز ذلك التناقض والتنافر الشديدين بين مادة الحديد الصلبة والقاسية وصعبة التشكيل وبين الضعف والألم والهشاشة التي تحسّ به شخصياته المنحونة.

يُفتتح معرض يوسف الجديد بعنوان "تحوّلات" في "المعهد الفرنسي" بالخرطوم عند التاسعة من صباح الأحد، الأول من الشهر المقبل، ويتواصل حتى التاسع منه، وفيه يعبّر عن مفاهيم "ما بعد الحرب، وما بعد الثورة"، بحسب بيان المنظّمين.

يتناول المعرض مواضيع مختلفة راهنة في المجتمع السوداني بعد انتفاضته الشعبية عام 2019، مثل النجاة، والإعاقة الحركية، والمعاناة، والأمل، من خلال استخدام إعادة التدوير كوسيط فني يحاول الفنان إيصال رسائله.

 (من أعمال عدلان يوسف)

يميل يوسف إلى إبراز الحالات المزاجية على وجوه منحوتاته، مستفيداً من انثناءات الحديد وتعرّجاته التي تمنح العمل عمقاً وتكثيفاً في نقل المشاعر والأحاسيس التي يمكن قراءتها ضمن تأويلات مختلفة، وتحرير عناصرها من دلالاتها السابقة لتصبح جزءاً من التكوين الفني.

الفنان الذي تخرج من أكاديمية الفنون في "جامعة السودان" متخصصاً في النحت، يشير في مقابلة صحافية سابقة إلى بحثه عن الاختلاف والمغايرة، من خلال اللجوء إلى مادة الحديد التي تعبّر عن الصراعات العسكرية في العالم العربي، حيث يعيد استخدامها نازعاً إياها من تداولها في التدمير والخراب ووضعها في سياق فني جمالي.

في أحد أعمال المعرض، يقدّم يوسف رجلاً يسير على عكازين بعد أن بُترت رجله اليمنى، وهو يحمل حقيبة سفر وسيفاً على كرة من المعدن، وكأنه هاربٌ من جحيم الحرب وهائم على وجهه في محاولة للنجاة من واقعه. وفي منحوتات أخرى، يبدو الجسد فاقداً لاتزانه وغير قادر على تثبيت نفسه على الأرض.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي