هل السفر عبر الزمن ممكن؟ العلم يقول نعم!

2021-07-27

تعتبر نظرية أينشتاين أن الجاذبية تنحني للمكان والزمان، مما يتسبب في إبطاء مرور الوقت/ Istockهل يمكن السفر عبر الزمن، الحقيقة أن الجميع يسافر في الزمن كل يوم وبنفس السرعة؛ أي ثانية واحدة في الثانية. ولكن ماذا عن الماضي؟ هل يمكن العودة إليه؟

تمنحنا تلسكوبات ناسا الفضائية طريقة للنظر إلى الماضي؛ إذ تساعد هذه الآلات الضخمة على رؤية النجوم والمجرات البعيدة جداً.

يستغرق الضوء القادم من المجرات البعيدة وقتاً طويلاً للوصول إلينا. لذلك، عندما ننظر إلى السماء باستخدام التلسكوب، فإننا نرى كيف بدت تلك النجوم والمجرات منذ زمن بعيد جداً، حسب ما نظر موقع Space.

ومع ذلك، عندما نفكر في عبارة "السفر عبر الزمن"، فإننا عادة ما نفكر في السفر أسرع من ثانية واحدة في الثانية. يبدو هذا النوع من السفر وكأنه سيناريو لفيلم أو أحد كتب الخيال العلمي.

هل يمكن أن يكون حقيقياً؟ يقول العلم نعم!

ولكن قبل أن نستعرض قابلية تطبيق الأمر علمياً، فإن الفيزيائي ستيفن هوكينغ قال في كتابه "الثقوب السوداء والعوالم الصغيرة": "إن أفضل دليل على أن السفر عبر الزمن غير ممكن، ولن يكون أبداً، هو أنه لم يتم غزو الأرض من قبل جحافل السياح من المستقبل".

لكن هذه الإجابة الرافضة لهذه الفكرة تقابلها نظرية نقيضة وإن كانت ضمن حدود.

فمنذ أكثر من 100 عام، توصل العالم ألبرت أينشتاين إلى نظرية حول كيفية عمل الوقت؛ أطلق عليها اسم نظرية النسبية.

تقول هذه النظرية إن الزمان والمكان مرتبطان معاً، وقال أينشتاين أيضاً إن الكون لديه حد أعلى للسرعة؛ إذ لا يمكن لأي شيء أن يسافر أسرع من سرعة الضوء.

كيف ترتبط هذه النظرية بالسفر عبر الزمن؟
وفقاً لهذه النظرية، كلما سافرت بشكل أسرع، كان الوقت أبطأ.

أجرى العلماء بعض التجارب لإثبات صحة ذلك.

على سبيل المثال، في إحدى التجارب تم استخدام ساعتين مضبوطتين على نفس الوقت بالضبط. بقيت إحدى الساعات على الأرض، بينما طارت الأخرى في طائرة (تسير في نفس الاتجاه الذي تدور فيه الأرض).

بعد أن حلقت الطائرة حول العالم، قارن العلماء بين الساعتين. كانت الساعة على متن الطائرة متأخرة قليلاً عن عقارب الساعة على الأرض.

لذلك، فإن الساعة التي كانت على متن الطائرة تسير (تسافر) في الزمن أبطأ من ثانية واحدة في الثانية.

تعتبر نظرية أينشتاين أن الجاذبية تنحني للمكان والزمان، مما يتسبب في إبطاء مرور الوقت/ Istock

هل يمكننا استخدام السفر عبر الزمن في الحياة اليومية؟
لا يمكن استخدام آلة الزمن للسفر مئات السنين إلى الماضي أو المستقبل. هذا النوع من السفر يحدث فقط في الكتب والأفلام. لكن حساب السفر عبر الزمن يؤثر على الأشياء التي نستخدمها كل يوم.

على سبيل المثال، نستخدم الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لمساعدتنا في معرفة كيفية الوصول إلى أماكن جديدة.

يستخدم علماء ناسا أيضاً إصداراً عالي الدقة من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتتبع مكان وجود الأقمار الصناعية في الفضاء. لكن هل تعلم أن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يعتمد على حسابات السفر عبر الزمن لمساعدة المستخدمين في التجول في المدينة؟

تدور الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) حول الأرض بسرعة 14000 كيلومتر في الساعة.

يؤدي هذا إلى إبطاء ساعات القمر الصناعي بجزء صغير من الثانية، على غرار مثال الطائرة أعلاه.

ومع ذلك، فإن الأقمار الصناعية تدور أيضاً حول الأرض على ارتفاع حوالي 20200 كم فوق السطح.

يؤدي هذا في الواقع إلى تسريع ساعات الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بجزء أكبر من الثانية.

توضح وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أو Nasa الطريقة على الشكل التالي:

تعتبر نظرية أينشتاين أن الجاذبية تنحني للمكان والزمان، مما يتسبب في إبطاء مرور الوقت.

وفي مكان مرتفع حيث تدور الأقمار الصناعية، تكون جاذبية الأرض أضعف، ما يؤدي إلى تشغيل الساعات الموجودة على أقمار GPS الصناعية بشكل أسرع من الساعات الموجودة على الأرض.

والنتيجة المجمعة هي أن الساعات الموجودة على الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) تشهد وقتاً يمر أسرع قليلاً من ثانية واحدة في الثانية.

لحسن الحظ، يمكن للعلماء استخدام الرياضيات لتصحيح هذه الاختلافات في الوقت.

إذا لم يصحح العلماء ساعات نظام GPS، فستكون هناك مشاكل كبيرة، لن تتمكن أقمار GPS الصناعية من حساب موقعها أو موقع المستخدم بشكل صحيح.

قد تضيف الأخطاء بضعة كيلومترات كل يوم، وهي مشكلة كبيرة؛ إذ لن تتمكن الخرائط من تحديد المواقع بدقة.

باختصار:

نعم، السفر عبر الزمن هو بالفعل شيء حقيقي، لكن ليس كما تم تصويره في الأفلام وأدب الخيال العلمي.

في ظل ظروف معينة وغير متوافرة للجميع، من الممكن تجربة مرور الوقت بمعدل مختلف قليلاً عن ثانية واحدة في الثانية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي