نشطاء الإيغور في الخارج: بكين "عذبت أقاربنا" لإسكات أصواتنا

2021-07-27

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" شهادات مروعة لنشطاء إيغور قالوا إن أقاربهم تعرضوا للتعذيب والقتل والاعتقال لأعوام طويلة بسبب نشاطاتهم الحقوقية وفضحهم انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها بكين بحق سكان إقليم شينجيانغ، غربي البلاد.

ومن بين القصص المؤلمة، تلك التي يرويها الناشط الإيغوري عبد الولي أيوب، والذي قتلت ابنة شقيقه داخل إحدى المعتقلات عقابا له على نشاطه الحقوقي الذي يمارسه بمنفاه في النرويج.

وكان آخر ضحايا عائلته، ابنة شقيقه عالمة الزارعة، ميهرياي إركين التي قضت في ظروف غامضة داخل إحدى السجون بشينغيانغ، حيث ادعت السلطات أن وفاتها كانت ناجمة عن مرض أصابها.

وبحسب أيوب، فإن ابنة أخيه كانت تطمح بعد انتهاء دراستها أن تخدم المزارعين الفقراء من أبناء منطقتها من خلال علمها واختصاصها في مجال علوم الزراعة والفلاحة.

وأوضح أيوب إن ابنة أخيه كلنت آخر فرد في عائلته تقع ضحية لقمع السلطات، فقد سبق ذلك اعتقال شقيقه، مشيرا  إلى أن الثلاثة قدتم استهدافهم  بسبب جهوده في إلقاء الضوء على محنة الإيغور.

وقال أيوب: "الناس لا يعانون هناك فقط من التقيد وتغيير عقائدهم وثقافاتهم فحسب، بل يجري تعذيبهم وقتلهم أيضا.. والحكومة الصينية تستخدم أساليب التهديد بقتل أقاربنا حتى نصمت ونفقد الأمل".

 سر "الوجه المبتسم"

وأشار أيوب إلى أن أخاه إركين كان مسؤولا محليا في الحزب الشيوعي، وقد أخبر ابنته في العام 2016 أن هناك حملة قمع ويخشى أن يكون أحد ضحاياها.

وقد ابتكر الأب طريقة لكي يطمئن ابنته التي كانت متواجدة في طوكيو على سلامته عبر إرسال أيقونة "إيموجي" لوجه مبتسم كل صباح عبر تطبيق "وي تشات".

ولكن وفي أحد الأيام لم يصل للابنة ذاك "الوجه المبتسم"، لتتصل بوالدتها التي أخبرتها أن والدها قد جرى اقتياده إلى أحد معسكرات الاعتقال التي تضم مئات آلاف السجناء من الإيغور، ومنذ ذلك الحين كان  الابنة ميهرياي تبكي كل يوم وفقا لشهادة إحدى صديقاتها في العاصمة اليابانية.

وأوضحت تلك الصديقة أن ميهرياي كانت قلقة جدا على والدها، وخسرت الكثير من وزنها، وأنها بدأت تتلقى رسائل صارمة من والدتها، بضغط من السلطات الصينية، حتى تخبر عمها بالتوقف عن نشاطه الحقوقي أو أن تعود هي إلى البلاد.

الناشط الإيغوري أيوب ويعرض على حاسوبه صورة ابنه أخيه التي توفيت في الصين

 

حلمها .."رصاصة رحمة"

وبالفعل وبعد نحو عامين من اعتقال والدها، قررت ميهرياي العودة إلى الصين في يونيو 2019، لتخبر صديقتها  من المطار أنها ترغب في العثور على والدها حتى لو كان الثمن حياتها.

ويعتقد أيوب أن السلطات قد اعتقلت ميهرياي، في فبراير 2020 للانتقام منه بعد أن ساعد وسائل الإعلام الدولية على الإبلاغ عن وثيقة حكومية مسربة توضح كيفية تعقب الإيغور واختيارهم للاحتجاز.

وأكد أن عائلة السيدة إركين تسلمت جثمانها، لكن مسؤولي الأمن طلبوا منهم عدم استقبال ضيوف في جنازتها وإخبار الآخرين بأنها توفت في المنزل.

في بيان لصحيفة نيويورك تايمز،  قالت حكومة شينغيانغ إن ميهرياي عادت من الخارج في يونيو 2019 لتلقي العلاج الطبي. وفي 19 ديسمبر، توفيت في مستشفى في كاشغر بسبب فشل في الأعضاء نتيجة فقر الدم الحاد.

وقالت الحكومة في بيانها أنه منذ أن ذهبت إلى المستشفى حتى وفاتها، كان عمها وشقيقها الأصغر يعتنيان بها دائمًا.

قبل عودتها إلى الصين، بدا  أن ميهرياي قد أدركت أن عودتها يمكن أن تنتهي بشكل مأساوي.

وكتبت في رسائل نصية إلى عمها عندما حاول ثنيها عن العودة إلى المنزل: "كلنا نغادر وحدنا ، الأشياء الوحيدة التي يمكن أن تصاحبنا هي حب الله وابتسامتنا".

وفي إحدى الرسائل اعترفت "أنا خائفة جدا"، مضيفة "آمل أن أقتل برصاصة واحدة"، في إشارة إلى خوفها من التعرض إلى عمليات تعذيب مروعة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي