الجيش الأميركي لن يتحول للمركبات الكهربائية قريبًا وهذه هي الأسباب

2021-07-18

جمال نازي

يمتلك الجيش الأميركي أحد أكبر أساطيل المركبات في العالم، ويبدي اهتماما كبيرا في الآونة الأخيرة بعمليات تطور المركبات الكهربائية EV.

لكن، بحسب ما جاء في تقرير نشره الصحافي الأميركي المتخصص كايل ميزوكامي في مجلة Popular Mechanics، فإنه يجب على الجيش الأميركي أن يوازن بعناية بين أي خطوة لاستبدال محركات الاحتراق الداخلي التقليدية ICE لتحل محلها تكنولوجيا المركبات الكهربائية المتطورة.

كميات هائلة من الوقود

ويشير ميزوكامي إلى أن الجيش الأميركي حريص على التخلص من عيوب المركبات التي تعمل بمحركات ICE، ومن بينها الحاجة إلى شحن كميات هائلة من الوقود إلى ساحة المعركة، ولكنه لا يرى أن المركبات المدرعة الأكبر حجما، وبخاصة الدبابات، يمكن أن تعمل بمحركات كهربائية في أي وقت قريب.

واستشهد ميزوكامي في تقريره بما جرى خلال حدث تكنولوجي ترويجي، تم تنظيمه تحت رعاية الجيش الأميركي، قائلًا إن الشركات المشاركة قامت بعرض أحدث تقنيات المحركات الكهربائية، من بينها نسخة كهربائية من مركبة فرقة المشاة الجديدة، التي طورتها شركة جنرال موتورز في غضون 12 أسبوعًا فقط.

ولكن يُقال إن الجيش الأميركي يفكر في استخدام السيارات الهجينة والتكنولوجيا الجديدة، التي تقلل من الاعتماد على الوقود، بشكل تدريجي، حيث إنه ليس مستعدًا للتحول إلى الاعتماد على محركات كهربائية فقط بعد، بخاصة أن المركبات القتالية المدرعة الأكبر حجمًا والأثقل وزنًا، التي يجري تطويرها للعمل بمحركات كهربائية لم تدخل في طور الاهتمام الفعلي على نطاق واسع بالمرحلة الحالية.

نصف مليون غالون وقود يوميا

يستخدم الجيش الأميركي 225 ألف مركبة من جميع الأنواع، بداية من عربات همفي إلى دبابات أبرامز، التي تعمل جميعها بمحركات الاحتراق الداخلي، والتي يمكن الاعتماد عليها بشكل موثوق لكنها تستهلك أيضًا كميات هائلة من وقود الديزل والبنزين. ويتطلب توفير الوقود اللازم للمركبات بمحركات ICE في حالة خوض فرقة مدرعة واحدة لعمليات عسكرية إلى نقل ما يصل إلى 500000 غالون من الوقود يوميًا، والذي يمكن أن يتطلب الأمر شحنه ونقل عبر خطوط إمداد ربما تمتد آلاف الكيلومترات إلى منطقة المعركة.

وعلى الرغم من أن المركبات الكهربائية أخذت في التفوق على منافسيها من محركات المركبات التقليدية ICE، إلا أنه في عام 2020 لم تشكل مبيعات المركبات التي تعمل بمحركات كهربائية EV سوى 2.6% من مبيعات السيارات العالمية، وإن كانت تلك النسبة تعبر عن زيادة بنسبة 40% عن المبيعات السابقة.

وتضع الكثير من البلدان خططًا من شأنها التحول إلى الاعتماد محركات EV مثل فرنسا، التي تسعى للتحول بشكل كامل في 2040، فيما تتخذ ولايات أميركية مثل كاليفورنيا ونيويورك خطوات لحظر معظم محركات ICE بحلول عام 2035. ومن المرجح بشكل متزايد أن البوصلة تتجه نحو المركبات الكهربائية في المستقبل.

لكن يرى الخبراء أن الجيش الأميركي يمكن أن يكون في موقف معقد عندما يتعلق الأمر بالمفاضلة بين مركبات تعمل بالمحركات التقليدية والمركبات الكهربائية. يرغب الجيش الأميركي في الحصول على أفضل المحركات أداءً لتوفير التنقل في ساحة المعركة، ولأكثر من قرن، كانت محركات الاحتراق الداخلي ICE هي الخيار الوحيد المتاح، وبالتالي تم تعلم كيفية التعايش مع سلبياتها، ولاسيما الحاجة إلى شحن الوقود إلى مناطق بعيدة من العالم. وتشمل مشكلات المحركات التقليدية الأخرى أصواتها الصاخبة أو احتمالات تعرضها لحوادث حريق عند تلف السيارة أو تعطيلها، والتي غالبًا تكون ذات عواقب مميتة.

مشكلة البطاريات

وبينما توفر المركبات ذات المحركات الكهربائية إمكانيات مثيرة للاهتمام، إذ لا يتطلب تشغيلها استخدام وقود، ويمكن لأسطول المركبات الكهربائية بالكامل أن يمثل حلًا لمشكلة خطوط إمداد الوقود الأكبر والحلقة الأكثر ضعفًا في الجيش الأميركي ببساطة. كما تتميز المحركات الكهربائية بتشغيلها بهدوء، مما يسهل تشغيلها خفية في ساحة المعركة. كما أن تصميم المركبات الكهربائية لا يحتوي على خزان وقود سائل قابل للاشتعال يمكن أن يتسبب في كوارث لا نهائية للجنود على متنها في حالة الحوادث.

ويعتقد الخبراء أنه على الرغم من تلك المميزات فإن هناك قيودا كبيرة على المركبات الكهربائية، فعلى سبيل المثال، يمكن إعادة تزويد المركبة التكتيكية الخفيفة المشتركة التي تعمل بالديزل بالوقود في غضون دقائق، بينما سيتطلب إعادة شحن بطاريات مركبة مماثلة، تعمل بالكهرباء، مزيدًا من الوقت.

ولا يزال وقود الاحتراق الداخلي السائل يتمتع بنسبة طاقة إلى وزن أعلى بكثير من البطاريات، مما يعني أن الجيش الأميركي سيحتاج إلى شحن أرطال من البطاريات تزن أكثر من كميات الوقود السائل. وبالطبع يمكن إعادة شحن البطاريات في مسرح العمليات، لكن ستتطلب هذه الخطوة استخدام مولد يعمل بوقود الديزل أو الطاقة النووية.

لا يمكن للجيش الأميركي أن يخطط للاستمرار في استخدام مركبات ذات محركات تقليدية ICE إلى الأبد، لكنه أيضًا لا يمكنه التحول للاعتماد بشكل كامل على المركبات الكهربائية EV حتى الآن، لأن القيود التكنولوجية كبيرة للغاية. ويمكن أن يكون خيار التحول التدريجي والاعتماد على المركبات الهجينة التي تجمع بين الوقود والطاقة الكهربائية خيارًا مناسبًا للجيش الأميركي على الأقل في المستقبل القريب.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي