خطوات تساعدك على الارتقاء في السلم الوظيفي

2021-07-10

 

لا شك أنّ التطور سمة نبحث عنها جميعًا في حياتنا، سواءً على المستوى الشخصي، أو فيما يتعلق بجوانب حياتنا العملية. يتمثل التطور المهني في الارتقاء في السلم الوظيفي داخل المؤسسة التي نعمل بها. في هذا المقال سنتحدث عن الخطوات التي تساعدك على الارتقاء في السلم الوظيفي.

 يمثل السلم الوظيفي عملية الصعود في الوظيفة بطريقة عمودية، فأنت مثلًا تنتقل من مبتدئ (Junior) لتصبح خبير (Senior)، ثم ربما تكون مسئول عن أحد الفرق (Team Leader). بالطبع لا توجد قاعدة حول التقسيم الصحيح والانتقال بين الوظائف، فالأمر يعود إلى طبيعة عمل الشركة في النهاية. لكن يبقى السؤال الأهم هو: هل شركتك تتيح لك الارتقاء في السلم الوظيفي؟

في الواقع ليس ضروريًا أن تتيح جميع الشركات الارتقاء في السلم الوظيفي، إذ يعود ذلك إلى طبيعة عمل الشركة ذاتها، ومدى قدرتها على تطوير الموظفين للوصول لمستويات أعلى. فأن تكون عضوًا ناجحًا في الفريق، لا يعني بالتبعية أن تصبح قائدًا متميزًا، بل هناك قدر من التمكين المطلوب لتحقيق هذا الأمر.

كما أنّ بعض الشركات تفضل الاعتماد على نمط آخر للتوظيف في المناصب الإدارية، فهي بدلًا من توظيف شخص من داخل الفريق، فهي تفضل الاستعانة بشخص من الخارج، يكون له قدر من الخبرات الكافية. لذا، لا بد من معرفة هل تتيح لك شركتك الارتقاء في السلم الوظيفي أم لا.

إذا كانت الإجابة هي لا، فلا يعني ذلك أنّه ينبغي عليك ترك الشركة، لكن فقط أنت بحاجة إلى فهم الأبعاد الخاصة بذلك، والاستفادة من وجودك في الشركة في التعلم المستمر، حتى تقدر على اكتساب مؤهلات تفيدك في حالة قررت الانتقال للعمل في شركة أخرى؛ بحثًا عن التطور في السلم الوظيفي 

صفات أساسية تحتاج إليها للارتقاء في السلم الوظيفي

 

في الحقيقة الارتقاء في السلم الوظيفي ليس أمرًا سهلًا بصفة عامة، فهو يخلق تحديًا بين الأفراد، وليس ضروريا تمكن الجميع من تحقيقه. على سبيل المثال قد يتكون فريق القسم من 10 موظفين، وله قائد أو مسئول واحد فقط. فهذا يعني أنّ الصعود في السلم الوظيفي لن يكون سهلًا. لذا، أنت بحاجة إلى مجموعة من الصفات التي تعينك على تحقيق هذا الأمر.

العمل الجاد: يكتفي البعض بما يحققه من مجهودات في العمل، ولا يحاول بذل المزيد. لكن إذا كنت تبحث عن الصعود في السلم الوظيفي، فأنت بحاجة إلى العمل الجاد باستمرار. كلّما تصل إلى مستوى معين، فاحرص على تعزيز ذلك بالمزيد من العمل الجاد.

التعلُّم المستمر: ليس معنى تميُّزك في درجة وظيفية، أنّ ذلك سيكفيك للنجاح في الدرجة التالية. لذا، من أجل الارتقاء في السُّلّم الوظيفي، فأنت بحاجة إلى التعلم المستمر، الحصول على الدورات التعليمية المناسبة، أو ممارسة مهام مختلفة داخل العمل بهدف التعلم.

التواصل الفعال: يعد التواصل الفعال إحدى أساسيات الموظف الناجح بصفة عامة. يساعدك التواصل على التعامل مع الجميع في العمل بالطريقة الصحيحة، وبالتالي تضمن قدرتك على فهم المطلوب منك، أو توصيل أفكارك بسهولة، فيساعدك ذلك على الظهور كأحد الأشخاص الناجحين في العمل.

العمل الجماعي: إذا لم تكن قادرًا على العمل ضمن الفريق، فأنت لن تقدر على الارتقاء في السلم الوظيفي بسهولة. إذ تتطلب أغلب المهام بعد الارتقاء العمل كمسئول عن مجموعة من الأفراد، وإذا لم تكن لاعبًا جيدًا ضمن الفريق، تقدر على بناء علاقات معهم، وتؤثر فيهم إيجابًا، فعلى الأغلب لن تكون قائدًا مناسبًا لهم.

التفكير الاستباقي: تتعلق الإدارة الاستباقية بالقدرة على رؤية المستقبل، وهذه إحدى صفات المديرين الناجحين بشكلٍ عام. لذا، من خلال تعلمك التفكير الاستباقي، ستقدر على معرفة كيفية رؤية الفرص القادمة، وكذلك عند الصعود في السلم الوظيفي ستقدر على استخدام هذا النوع من التفكير في العمل.

 

كما ذكرنا فالصعود في السلم الوظيفي ليس أمرًا سهلًا على الجميع، بل هو نتيجة لمجهود وعمل مستمر طوال الوقت. لذا، من المهم أن تستعد لذلك وتسعى إليه، لا أن تظل منتظرًا حدوث الفرصة. إليك الخطوات التي تساعدك على الارتقاء في السلم الوظيفي. 

الخطوة الأولى: ضع خطتك

الاستعداد يعني وجود خطة واضحة. وهذه هي الخطوة الأولى من أجل الارتقاء في السلم الوظيفي. يتطلب ذلك فهم النقاط التالية:

المسار الوظيفي بصفة عامة: يجب أن تملك فهمًا كاملًا للمسار الوظيفي الخاص بعملك، وما هي المستويات التي يمكنك التطور بها. أَجْرِ بحثًا جيدًا حول المسمى الوظيفي الخاص بك، وحاول فهم طبيعة الوظائف التي ستأتي بعد ذلك في المسار الوظيفي.

السلم الوظيفي داخل الشركة: بعد الانتهاء من فهم المسار الوظيفي بشكل عام، يمكنك الانتقال إلى السلم الوظيفي داخل الشركة، ومعرفة ما هي طريقة الارتقاء في السلم الوظيفي المتبعة. إذ ليس ضروريًا وجود جميع التفاصيل الخاصة بالمسار الوظيفي هنا.

معرفة متطلبات الارتقاء في السلم الوظيفي: في بعض الأحيان يكون هناك متطلبات معينة للارتقاء في السلم الوظيفي، مثلًا الحصول على شهادة معينة أو غيرها. لذا، لا بد من معرفة ما ستحتاج إليه داخل الشركة حتى تقدر على الصعود في السلم الوظيفي بالطريقة الصحيحة.

من خلال معرفة هذه النقاط، سيكون بإمكانك وضع الخطة المناسبة، التي تحتوي على الخطوات الصحيحة للتعلم والتطور المستمر. بالتالي فإنّك تقود خطواتك داخل الشركة بالاعتماد على رؤية واضحة، لا فقط مجرد خطوات عشوائية.

الخطوة الثانية: جرّب كل شيء في حدود وظيفتك الحالية

قد يكون الارتقاء في السلم الوظيفي هو شيء جيد، لكن قبل ذلك احرص على تجربة كل شيء في حدود وظيفتك الحالية. إذ لا يجب أن تدع رغبتك في النمو تبعد تركيزك عن عملك حاليًا. عندما تفعل ذلك، فإنّك تساعد نفسك على تعلّم العديد من المهارات، وتجربة كل شيء في الوظيفة، وبالتالي تعزيز الخبرات التي تحصل عليها.

 

عندما تبدأ في عملية الصعود في السلم الوظيفي، سيكون لديك فهم كامل لآلية تنفيذ المهام المختلفة داخل الشركة وفقًا للوظيفة التي عملت بها، وبالتالي ستستثمر خبراتك في تحسين أدائك في الوظيفة الحالية. تعامل مع الأمر بهذه الطريقة، واحرص على تجربة كل شيء في وظيفتك الحالية، ثم الارتقاء خطوة في السلم الوظيفي وفعل الشيء ذاته مع التجربة، وهكذا حتى تصل إلى أقصى درجات السلم الوظيفي.

الخطوة الثالثة: استعد لتنفيذ مهام مختلفة

"هذه ليست مهمتي" قد تكون من الأقوال الشائعة التي يشارك بها الأفراد في بيئة العمل. لكن في سبيل الصعود في السلم الوظيفي، فلا يمكنك الاكتفاء بما تفعله الآن، بل لا بد من الاستعداد لتحمل مسئوليات أكبر، وتنفيذ مهام مختلفة داخل العمل. سيساعدك ذلك على فهم طبيعة الوظائف، وعندما ترتقي درجة في السلم الوظيفي يكون لديك علم سابق بشأن هذا الأمر.

من المحتمل بالطبع في أثناء ذلك ارتكاب بعض الأخطاء. لذا، من المهم تقبل هذا الأمر وعدم لوم الذات على ذلك، بل الأهم هو التعلم من هذه الأخطاء، بالتالي ستتعرف أكثر على كيفية تنفيذ المهام المختلفة بالطرق الصحيحة، وسيكون لديك قدر من التجارب للاعتماد عليه في عملك.

الخطوة الرابعة: استعِن بمستشار لمسارك المهني (Mentor)

يتطلب الصعود في السلم الوظيفي قدرًا من الخبرات، التي ربما لا تملك بعضها، وبالتالي بدلًا من تضييع الكثير من الوقت في محاولات لا فائدة منها، فبالإمكان الاستعانة بمستشار لمسيرتك المهنية. سيساعدك ذلك على التعرُّف على العديد من الأمور، وسيقلل من حجم الأخطاء التي قد ترتكبها داخل العمل.

عندما تستعن بمستشار، سيكون لديك مرجعية بشأن الأفعال المختلفة، ستقدر على مناقشته بشأن السلم الوظيفي والخطوات المناسبة لتقصير المسافة، مع الاستفادة من تجاربه الشخصية في العمل لتحسين أدائك. بالتالي تكون قد قطعت أشواطًا عدة من خلال هذه الاستشارات.

إذا كان بإمكانك الحصول على مستشار لمسيرتك من داخل العمل، مثلًا مديرك المباشر أو أحد المديرين في الشركة، فإنّ ذلك سيكون أفضل بشرط ألّا تتأثر علاقتكما في العمل، إذ هو لديه فهم جيد للشركة وكيفية الصعود في السلم الوظيفي، وبالتالي ستكون نصائحه قيمة. أمّا إذا لم يكن ذلك متاحًا، فبإمكانك البحث عن مستشار خارجي. بالطبع إذا كنت تفضل البدء من الخيار الثاني فلا مشكلة.

الخطوة الخامسة: حاول استغلال الفرص التي تتاح لك

أنت بحاجة لأن تكون قناصًا في عملك، تسعى إلى معرفة الفرص، وتحاول اغتنامها كلّما أتيحت لك. هذا الأمر سيساعدك كثيرًا على الصعود في السلم الوظيفي، وربما يوفّر لك بعض الوقت أو المجهود أو حتى التكاليف التي قد تتحملها في سبيل ذلك.

على سبيل المثال قد تعلن الشركة عن وجود فرصة لمن يرغب في الحصول على دورة تعليمية معينة، وأنت تعرف أنّ هذه الدورة ستساعدك على تنمية مهاراتك في جزء معين، بالتالي ستضمن أنّك استثمرت في مهاراتك عندما يأتي الوقت للارتقاء في السلم الوظيفي.

الخطوة السادسة: ابحث عن تقييم لأدائك باستمرار

يتعلق النمو في السلم الوظيفي بالقدرة على تطوير الأداء. لذا، من المهم التأكد من حدوث ذلك، اعتمادًا على رؤية لأكثر من شخص. لذا، لا تكتفِ فقط بتقارير تقييم أدائك، لا سيّما إذا كانت هذه التقارير تنفذ على فترات بعيدة، كل ربع سنة مثلًا.

اذهب إلى مديرك واطلب منه تقييماً لأدائك شهريًا، وأن يشاركك بالملحوظات الإيجابية حتى تستثمر نقاط قوتك في تحقيق المزيد داخل العمل، والملحوظات السلبية حتى تعرف جوانب المشكلة في أدائك، وكيفية التغلب عليها وإصلاحها بالشكل المناسب.

بإمكانك الاستعانة أيضًا بآراء الموظفين الآخرين الذين يعملون معك وتثق بآرائهم، وكذلك إذا أمكنك الحصول على تقييم من مستشارك الشخصي بناءً على الأسئلة التي يطرحها عليك وإجاباتك. بالتالي أنت تضمن الحصول على نصائح بأكثر من رؤية، لتساعدك على التطور في السلم الوظيفي.

الخطوة السابعة: تعلّم كيفية التسويق الشخصي

من المهم أن تتعلم القدرة على التسويق الشخصي لنفسك ومهاراتك في بيئة العمل، وكذلك بصفة عامة مع شبكة علاقاتك. سيساعدك ذلك على الحصول على العديد من الفرص داخل الشركة وخارجها. فأنت عندما تهتم بالتسويق الشخصي لمهاراتك بالاعتماد على المشاريع التي تنفذها، فأنت بذلك تبني علامة تجارية شخصية خاصة بك.

لكن من المهم فهم دور هذا في الصعود في السلم الوظيفي، وألّا تجعله هدفًا تسعى إلى تنفيذه باستمرار، بل خصص له قدرًا بسيطًا من الوقت، حتى يكون تركيزك الأول على العمل، وفي الوقت ذاته لا أحد يشعر بأنّ ما تفعله مجرد استعراض لمهاراتك، فأنت تريد أن يُفهم الأمر في إطاره الصحيح.

يمكنك فعل ذلك بالطريقة الصحيحة، من خلال تعلّم مهارات الحكي وكيفية استخدام القصص ودراسات الحالة في التسويق الشخصي. بالتالي عندما تشارك تجربة خاصة بك مع الآخرين، ستفعل ذلك في إطار قصة تركّز على سرد أحداث محددة، فتضمن أنّ المحور ليس شخصك، لكن الحدث الذي تحاول توصيله على الآخرين. في الوقت ذاته يمكنك ذلك من سرد الأرقام والنتائج بطريقة جذّابة ومؤثرة في الآخرين.

الخطوة الثامنة: احرص على علاقاتك مع الموظفين داخل العمل

لا تجعل هدف الارتقاء في السلم الوظيفي يؤثر على علاقاتك مع الموظفين الآخرين داخل العمل، فهم في النهاية زملاؤك، ويجب عليك تمني الخير لهم كذلك. لذا، لا تحاول إظهار نفسك بإنكار أداء الآخرين، ولا تتعامل معهم من منطلق أنّك ستحصل على درجة أعلى منهم بعد ذلك.

في النهاية سيظل أولئك زملاءك في العمل مهما حدث، والاهتمام بعلاقتك الطيبة معهم هو أمر جيد لك. كما أنّه عندما تحصل على ترقية مثلًا، أو تأخذ خطوة أعلى في السلم الوظيفي، ستحظى بتأييد منهم ومساعدة، على عكس إذا كنت تتفاعل معهم بطريقة سلبية مثلًا من البداية، فقد لا يرغبون في مساعدتك، بل ربما يكون هذا السبب في عدم حصولك على الترقية القادمة.

لذا، اهتم بأن تكون عضوًا فعّالَا في فريق العمل، بغض النظر عن الفوائد التي تتوقع تحقيقها من خلال ذلك، ولا أنّك ستصعد درجة في السلم الوظيفي. وكن دائمًا خير معين لزملائك في المواقف المختلفة، وإذا أراد أحدهم مساعدة فقدمها له دون أي تردد. أولًا ستحصل على خبرات جديدة من خلال ذلك، وثانيًا في حالة احتجت إلى مساعدة ستجد من يقدم لك يد العون.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي