ورشة لتقليم الذكريات

2021-06-21

لوحة «بطاقة بريدية» لـ ألبرت وينزل (1864-1917)

رضا أحمد *

 

حسبتك ستكتب عنا:

تستلقي عتمة فوق سريرنا

والقمر يرخي ذراعيه على الشرفة

ويراقب

قطار الحب وهو يمضي بعيدًا،

سأجيبك بما يشبه الشوق:

على الطريق وضعت فراشة فستانها

 

فيما حروقها النفيسة تتكشف

لمصباح،

بالطريقة نفسها

جاء مدرس الحساب بالعصا

أمسك الأرقام الصغيرة ووضعها في جداول

وقال «سيروا في عقول التلاميذ»

فأصبح للبنوك أولاد كثر لا يخطئون،

 

على الحافة

انتبهت السنة إلى أن لها رأسا

مزينا بأمنيات الحمقى والمرابين،

رأس ثقيل جدًا

لسقوط حر،

كان ذلك الحب

ويحدث أن نمر كغريبين

أنا أتمسك بصورتك القديمة

وأنتَ يعجبك فستاني.

 

 غريبان ويؤلمني غيابك

غريبان بتفاصيل صغيرة؛

هذا عطري المختبئ تحت جلدك

وهذا عناقك يسع أربعة جدران

بكل ما فيها من دفء وخوف.

 

بيننا خريف وأشباح

علامات تعجب

وجرح يستوقف العابرين

ويسلبهم متاعهم وزرقة السماء،

العالم في يدك الصغيرة

أغنية للأطفال والألوان والعصافير،

وفي يدي بوصلة تحملني إلى غزاة، مشردين وجوعى،

لي نصيبي من الحزن ومن نزهة الخرائب،

لم أعد أقوى على اليأس،

أجدادي يتجولون في منتصف حياتي

بمنشة العناكب وسم الفئران،

يتحدثون عن حصتنا من الشمس والنيل والدعم..

وأبكي الرائحة المغرمة

التي يقطرون من أجلها أصيص صبار

يقف صفًا ثانيًا على شرفة مغمورة بالياسمين،

هذا..

وقد أخبرتهم بعد أن أكل الملح رغيفي

أن المسافة بين نزيفي وولائي الأعمى

لا تتناسب مطلقًا مع حضن مفخّخ بالطعنات.

حسبتك ستتحدث عنا

حتى ضد نفسك

بكل ما تملكه من نسيان؛

سأفترض أنني الطعنة

وأنتَ سلم الألم

والحب تلويحة السكين.

 

  • شاعرة مصرية 






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي