طهران-وكالات: ذكر وسائل اعلام عربية في فيينا أن اللقاءات مستمرة اليوم بين مختلف الوفود المشاركة في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، في ظل إصرار طهران على تقديم واشنطن ضمانات لعدم الانسحاب مرة أخرى من الاتفاق، في حين قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه تم إحراز تقدم في المحادثات، وإنه لا إطار زمنيا للانتهاء من جولة التفاوض الحالية.
وقال مراسل الجزيرة إن الوفدين الروسي والأميركي أجريا أمس الخميس واليوم محادثات ثنائية من أجل حلحلة القضايا العالقة بين الجانبين الإيراني والأميركي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أن مفاوضات أخرى جرت بين الوفود الأوروبية والوفد الأميركي، فضلا عن المفاوضات بين مختلف الوفود والوفد الإيراني، وأورد المراسل أن الشيء المؤكد أن الجولة السادسة -التي تجري في العاصمة النمساوية حاليا- لن تكون الأخيرة ضمن سلسلة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
واستؤنفت الجولة السادسة السبت الماضي، ضمن هذه المفاوضات التي انطلقت منذ أبريل/نيسان الماضي، باجتماع الأطراف المتبقية في الاتفاق، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في أحد الفنادق. وأما الوفد الأميركي فمقره فندق آخر في الجهة المقابلة من الشارع، إذ يرفض الإيرانيون عقد اجتماعات مباشرة مع نظرائهم الأميركيين.
تصريحات روسية
وكان المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية بفيينا ميخائيل أوليانوف صرح عقب المباحثات مع الوفد الأميركي بأنه ما تزال هناك قضايا صعبة موضوعة على طاولة التفاوض، وأن التوصل لاتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني يحتاج بعض الوقت.
المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية بفيينا صرح عقب المباحثات مع الوفد الأميركي بأنه ما تزال هناك قضايا صعبة موضوعة على طاولة التفاوض، وأن التوصل لاتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني يحتاج بعض الوقت
وذكر مراسل الجزيرة أن عقدة المفاوضات حاليا هي الضمانات التي تطلبها إيران لعدم تكرار ما حدث في الماضي، وهو انسحاب واشنطن مرة أخرى من الاتفاق، وهو ما يبدو أن إدارة بايدن مستعدة لتقديمه في الوقت الحالي.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أمس في تصريحات للجزيرة إن بلاده "أنجزت تقدما جيدا وملموسا بشأن مختلف القضايا في مفاوضات فيينا"، وأضاف "إيران عانت خلال السنوات الماضية بسبب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، ونريد التأكد من أن ما حدث من انسحاب (الرئيس السابق دونالد) ترامب من الاتفاق لن يتكرر مع أي رئيس أميركي مستقبلا".
وأضاف عراقجي أنه يعتقد أن إيران باتت أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى، لكن "ما زالت هناك قضايا أساسية سنتفاوض بشأنها"، ونفى المسؤول الإيراني وجود أي تأثير للانتخابات الرئاسية في إيران على سير مفاوضات فيينا، وقال "نحن نتفاوض بغض النظر عن سياستنا الداخلية، وعندما نحصل على اتفاق جيد سنوافق عليه، وإلا فلا اتفاق مع هذه الحكومة أو الحكومة المقبلة".
الجانب الأميركي
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إنه تم إحراز تقدم في محادثات فيينا المتعلقة باستئناف الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران، وأضاف برايس أنه كانت هناك مناقشات بناءة، لافتا إلى أنه لا تزال هناك تحديات، مؤكدا أنه لا يوجد إطار زمني للانتهاء من الجولة السادسة من المحادثات الجارية حاليا في فيينا.
وقال مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي إن بعض المصادر الأوروبية تحدثت لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية قبل أيام بأن العقبات الأخيرة التي تحول دون إنهاء مفاوضات العودة للاتفاق النووي الإيراني ذات طبيعة سياسية، وتتعلق بتوفير مسوغات لكل طرف من أجل إقناع رأيه العام المحلي بأسباب العودة للاتفاق النووي.
وأضاف مراسل الجزيرة أن أميركا تريد أن ينص الاتفاق الجديد بشأن البرنامج النووي الإيراني على قبول طهران إجراء مفاوضات لاحقة بشأن هذا البرنامج، وبشأن البرنامج الصاروخي وملف حقوق الإنسان في إيران، ودورها في المنطقة.
وذكر المراسل أن غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو عن ساحة القرار السياسي يساعد على إبرام اتفاق بين واشنطن وطهران، ذلك أن نتنياهو كان يعارض بشدة عودة إدارة بايدن للاتفاق النووي، باعتباره يشكل خطرا على أمن إسرائيل، حسب قوله.
يذكر أن الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 كان ينص على رفع العقوبات الدولية عن طهران، مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني للتأكد من طابعه السلمي.