مهارات شخصية تحتاج إليها في سوق العمل

تمثل المهارات الشخصية جزءًا مهمًا من المهارات التي تحتاج إلى امتلاكها، وذلك من أجل النجاح في سوق العمل. لا يقتصر دور المهارات الشخصية على ذلك، لكن توجد العديد من الفوائد الأخرى التي تحققها من خلال امتلاك المهارات الشخصية. يبقى السؤال دائمًا ما هي أهم المهارات الشخصية؟ وكيف يمكن اكتسابها وتطويرها؟

يمكن تعريف المهارات الشخصية على أنّها المهارات التي يستخدمها الشخص في التعبير عن ذاته، ويستخدمها في التفاعل مع الآخرين، سواءً في حياته اليومية أو في العمل. في حالة نقص المهارات الشخصية يصبح التعامل مع الشخص أمرًا صعبًا للأسف. من أهم فوائد المهارات الشخصية:

النجاح في العمل

لا يتعلق نجاحك في العمل فقط بامتلاكك للمهارات الفنية المناسبة لتنفيذ المهام، لا سيّما إذا كنت تعمل في فريق متكامل، وبالتالي تحتاج إلى مجموعة مختلفة من المهارات. تساعدك المهارات الشخصية على تعلم طريقة التعامل مع الآخرين، والتعاون معهم في العمل.

كما أنّ التطور الوظيفي الخاص بك يعتمد على المهارات الشخصية، إذ الصعود إلى درجة وظيفية أعلى، أو تولي مسؤولية قيادة قسم محدد، تحتاج إلى إجادة التعامل مع الأفراد وحسن إدارتهم، وهذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال المهارات الشخصية.

المهارات الشخصية جزء من السيرة الذاتية

عندما ترغب في التقديم على وظيفة معينة، فأنت تسعى إلى تقديم السيرة الذاتية الخاصة بك، لتساعدك على الحصول على فرصة للمقابلة الشخصية. تمثل المهارات جزءًا أساسيًا من السيرة الذاتية، وتنقسم إلى أربعة أنواع:

 بالتالي امتلاك المهارات الشخصية يساعدك على تضمينها كجزء من السيرة الذاتية، بدلًا من الاضطرار إلى كتابة أشياء غير حقيقية. يمكنك قراءة مقالنا عن طريقة كتابة المهارات في السيرة الذاتية.

بعيدًا عن بيئة العمل، فأنت بحاجة إلى التفاعل مع الآخرين باستمرار، وهذا يعني امتلاك مهارات التواصل. إذا قمت بتحليل جميع معاملاتك مع الآخرين، ستكتشف أنّها تحتوي على جزء من المهارات الشخصية. كلّما امتلكت المزيد من المهارات الشخصية، أصبحت قادرًا على التفاعل مع من حولك بطريقة أفضل.

أهم المهارات الشخصية في سوق العمل

توجد العديد من المهارات الشخصية التي تحتاج إلى تعلّمها. سنرشح لك 10 من أهم المهارات التي وصّى بها المؤتمر الاقتصادي العالمي بأنّها المهارات العشر الأكثر أهمية لسوق العمل في هذا العام، وأطلقنا عليها نحن مهارات المستقبل. إليك هذه المهارات:

1- حل المشكلات المعقدة

لا يخلو العمل من المشكلات المستمرة، لذا تعد مهارة حل المشكلات المعقدة من أهم المهارات الشخصية التي ستحتاج إليها، حتى تكون قادرًا على بحث المشكلة جيدًا، ثم التفكير في الخطوات المناسبة لحلها، واقتراح العديد من البدائل، وفي النهاية اختيار البديل المناسب وتحويله إلى خطة عمل لتنفيذها.

كل مشكلة بمثابة خسارة مال ووقت على الشركة، لذا تطوير حلول مبتكرة يساعدها على إدارة هذا الأمر جيدًا، ومن ثم تكسب مهارة حل المشكلات قيمة كبيرة تحتاج إليها في سوق العمل.

2- التفكير النقدي

يعد التفكير النقدي من أهم المهارات الشخصية التي تساعدك على النجاح في العمل. إذ لا يجب التعامل مع أي مشكلة بطريقة عاطفية، لكن لا بد من فحصها جيدًا، وعدم التسرع في إطلاق الأحكام. بل لا بد من تحليل الوضع الحالي، وجمع المعلومات عنه، ثم بعد ذلك اتّخاذ القرار النهائي بما يجب فعله.

يساهم التفكير النقدي في التعامل مع الأوضاع بمنهجية واضحة، بدلًا من الاعتماد على التقديرات الشخصية.

3- التفكير الإبداعي

لم تعد الحلول التقليدية كافية للنجاح. بل أصبح لا بد من الاعتماد على حلول أكثر ابتكارًا. لذا، يعد التفكير الإبداعي من أهم المهارات الشخصية المطلوبة للنجاح في سوق العمل. سواءً من أجل ابتكار حلول للمشكلات المختلفة، أو حتى من أجل اقتراح أفكار جديدة يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ المهام، مع ضرورة فعل ذلك في إطار مناسب للواقع.

4- إدارة الأفراد

لا شك أنّ فريق العمل هو العنصر الأهم في أي شركة، وأنّ النجاح يتحقق بواسطة البشر لا الآلات ولا الخطط ولا أي شيء آخر. لذا، تمثل إدارة الأفراد والقدرة على قيادتهم جزءًا مهمًا في المهارات الشخصية التي تحتاج إليها. لا تنتظر حتى تكون في موضع القيادة، لكن حاول تعلّم هذه المهارة مبكرًا. ستفيدك في التعاون مع الآخرين داخل العمل، وكذلك في حياتك الشخصية.

5- التنسيق مع الآخرين

إذا كانت إدارة الأفراد خاصة بالقائد، فإن مهارة التنسيق مع الآخرين خاصة بالجميع. إذ تمكّنك هذه المهارة من التعاون مع فريق العمل بطريقة جيدة، وفهم احتياجات كل فرد جيدًا، والعمل على تطوير طريقة تواصلك معهم وفقًا لذلك، فتكون قادرًا في النهاية على تحقيق أفضل النتائج بالاشتراك مع الفريق.

6- الذكاء العاطفي

يعد الذكاء العاطفي من أهم المهارات الشخصية للإنسان على جميع المستويات، فهو يظهر في جميع المعاملات وفي مختلف أنواع العلاقات. إذ تحتاج جميع المهارات الشخصية السابقة إلى وجود الذكاء العاطفي، حتى تتعلم كيفية التحكم في عواطفك جيدًا وفهم ذاتك، ثم أيضًا تكون قادرًا على فهم مشاعر الآخرين، بالتالي إمكانية التعاون معهم بسهولة.

7- اتّخاذ القرار

يوميًا هناك العديد من القرارات التي نحتاج إلى القيام بها في العمل، وتبقى الصعوبة هي في كيفية المفاضلة بين الخيارات المختلفة المتاحة. لذا، تأتي مهارة اتّخاذ القرار وتحل هذه المشكلة، إذ تضع لك بعض الأسس التي يمكنك من خلالها تقييم مختلف القرارات، حتى تحدد القرار النهائي المناسب للوضع الحالي، وفقًا للمعطيات والمعلومات المتاحة.

8- توجيه الخدمات

تعد مهارة توجيه الخدمات استثمارًا لكل المهارات الشخصية السابقة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع العملاء. إذ مع زيادة الخدمات المختلفة المقدمة إلى العملاء، فأنت تحتاج إلى تطوير طريقتك في تقديم خدماتك إليهم كذلك. يحدث هذا من خلال فهمك الجيد لهم، ومعرفة احتياجاتهم وكيفية إرضائها بطريقة صحيحة، بالتالي تقدّم لهم الخدمة المثالية، التي تجعلهم يرغبون في التعامل معك دائمًا.

9- التفاوض

تعد مهارات التفاوض من أهم المهارات الشخصية التي يحتاج إليها الإنسان باستمرار، سواءً في حياته الشخصية في أثناء معاملات الشراء العادية، أو في بيئة العمل. تظهر قيمة التفاوض من لحظة إجراء المقابلات الشخصية، والسعي لإثبات ذاتك والحصول على راتب أعلى من المعروض مثلًا. تمكنك مهارات التفاوض من تقديم القيمة المناسبة في عملية التفاوض، بالتالي يكون بإمكانك إقناع الطرف الآخر بما لديك.

10- المرونة الإدراكية

تشير مهارة المرونة الإدراكية إلى قدرة التكيف السريع مع الوضع الحالي، والانتقال من مهمة إلى أخرى داخل العمل دون تشتت، بالتالي تكون قادرًا على تنفيذ مجموعة متتالية من المهام. تعد المرونة الإدراكية من أهم المهارات الشخصية نظرًا لوجود العديد من المهام التي تسعى إلى تحقيقها، فيكون بإمكانك من خلال المرونة الإدراكية التعامل مع الموقف بالطريقة الصحيحة.