معرض القاهرة للكتاب.. تنظيم دورة استثنائية أفضل من إلغائه

2021-06-11

القاهرة-وكالات: عادت التساؤلات من جديد في مختلف الأوساط الثقافية حول مستقبل النشر في مصر والوطن العربي مع اقتراب أعمال الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والمقرر إقامتها خلال الفترة من 30 يونيو الجاري وحتى 15 يوليو القادم بمركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار “في القراءة حياة”.

وتعود هذه التساؤلات بسبب تكبد قطاع النشر العربي الكثير من الخسائر مع استمرار جائحة كورونا التي تسببت في تراجع مبيعات الكتب بنسبة 75 في المئة خلال الربعين الأول والثاني من العام 2020 مقارنة بالعام السابق، ونتج عن ذلك إلغاء عدد كبير من الفعاليات ومعارض الكتب، وكان تأثيره كبيرا على سوق النشر في العالم العربي.

وقد استنكر الكثير من المتابعين من القراء والكتاب خاصة غياب البرنامج الثقافي والفني عن هذه الدورة وهو الذي طالما مَثّلَ سمة مميزة للمعرض، وَعَكَسَ شخصيته الفريدة ووجهه التنويري منذ انطلاقه عام 1969، إلى حد أن كثيرين رأوا في ذلك نيّة مبيّتة للإطاحة بالنشاط الفكري للمعرض لصالح الجانب التسويقي للكتب، ولكن للناشرين رأي آخر في التعامل مع واقع الحال في ظل وضع صحي استثنائي والشلل شبه الكلي الذي عانى منه قطاع النشر منذ 2020 وبداية انتشار جائحة كورونا وتعطل إصدار الكتب وحالات الإغلاق وتأجيل وإلغاء الكثير من المعارض العربية.

ويجمع عدد من الناشرين والأدباء المصريين على استثنائية الوضع الراهن وسط الظروف المتراكمة التي مر بها قطاع النشر ليس في مصر فحسب، وإنما في الوطن العربي بأكمله، وطالت آثارها المؤلف والناشر والقارئ، فهي لم تقتصر على جيل بعينه، بل جابت المدارس والجامعات والوسط الثقافي ككل.

ويرفض محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب فكرة أن الظروف الوبائية لها دور أساسي في الابتعاد عن القراءة رغم ما تواجهه معارض الكتاب من أزمة وتحديات كبيرة في مصر والعالم العربي، مؤكدا أن عودتها ستسهم في إنعاش حركة النشر خاصة أن مبيعات الكتب بالمكتبات المفتوحة سجلت انخفاضًا يصل إلى 90 في المئة مقارنة بالمبيعات قبل الأزمة.

ويقول الكاتب محمد الحمامصي “لقد تأثرت صناعة النشر تأثرا واضحا بجائحة كورونا، حتى أن الإصابة يمكن أن تكون في مقتل، فعلى الرغم من انتشار النشر والتسويق الإلكتروني وبدء الناشرين في العمل على ذلك، إلا أن المجتمعات العربية لم تدخل بعد عالم الفضاء الإلكتروني بشكل يسمح للناشرين بإقامة سوق فعالة ومريحة بالنسبة إليهم”.

ويؤكد أن معرض القاهرة للكتاب الأكثر إقبالا، وأنه حتما سيسهم في إنعاش النشر رغم اعتقاده بأن الناشرين سيعتبرون إقامة المعرض هذه المرة بمثابة جس نبض للإقبال الجماهيري.

 

ويقول أحمد عباس صاحب “دار عناوين” للنشر والتوزيع “إن الإعلان عن إقامة معرض القاهرة الدولي يعد بارقة أمل للعاملين في حقل صناعة النشر في مصر، فهي قلب صناعة الثقافة في الوطن العربي، والمعرض هو الأضخم من حيث عدد الدور المشاركة والرواد الزائرين “.

ويضيف “إن هذا الافتتاح يشكل تحديا ثقافيا للآثار التي خلفتها الجائحة، وما ترتب عليها من احترازات ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة، وحالة الشلل التي أصابت الوسط الثقافي نتيجة توقف الفعاليات والأنشطة، وإن هذا المعرض سيظهر مدى تغير مزاج القارئ والمثقف العربي”.

ويقول الناشر محمد البعلي صاحب “دار صفافة” للنشر والتوزيع “أتوقع أن تنجح الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في إلقاء حجر في بحيرة النشر المصري التي تعاني من الركود منذ شهور، حيث يتوقع أن تصدر عشرات وربما مئات من الإصدارات الجديدة”.

 كما يتوقع البعلي أن يزور مئات الآلاف من القراء والمهتمين معرض الكتاب لشراء ما يحتاجونه من أجنحة دور النشر، سواء من الإصدارات الحديثة أو التي مرت فترات على صدورها، حيث يمثل معرض القاهرة للكتاب دوما قناة مهمة لربط القراء بكتبهم وناشريهم المفضلين خاصة مع تراجع أعداد المكتبات ومنافذ توزيع الكتب في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يزيد من أهمية المعرض كملتقى يربط القراء بالناشرين مباشرة.

لكن البعلي يتوقع في الوقت نفسه أن يواجه المعرض مجموعة تحديات تتمثل في المخاوف من فايروس كورونا وتعديل طريقة بيع التذاكر، وانشغال قطاع من الجمهور من الشباب والعائلات باختبارات المدارس، وبعض الشهادات الجامعية، وبالتالي فإن التسويق للحدث سيحتاج إلى جهد أكبر من كل عام ومختلف نوعيا أيضا، خاصة وأن هذه الدورة ستقام في الصيف على غير المعتاد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي