أثرى أثرياء أميركا أكثر المتهربين من الضرائب

2021-06-09

 جيف بيزوس

واشنطن-وكالات: بدأت سلطات الضرائب الأميركية تحقيقاً في تسريب سجلات خاصة لأصحاب المليارات من بينهم وارن بافيت، رجل الأعمال وأشهر مستثمر أميركي في بورصة نيويورك ورئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواي، وجيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة "بلو أوريجن" والرئيس التنفيذي السابق لشركة أمازون، ومايك بلومبيرغ، الملياردير الأميركي ومرشح الرئاسة الأميركية السابق، وإيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لعملاق السيارات الكهربائية "تسلا"، والتي أظهرت أن العديد منهم دفعوا القليل من الضرائب حتى مع تضخم ثرواتهم. ونشرت "برو بابليكا" تفاصيل ما سمته "مجموعة هائلة من بيانات خدمة الإيرادات الداخلية" أوردتها صحيفة "فايننشال تايمز"، تغطي أكثر من 15 عاماً من الإقرارات الضريبية من آلاف الأميركيين الأكثر ثراءً. ولم تكشف وكالة الصحافة الاستقصائية غير الربحية عن مصدر التسريب.

 وخلص تقريرها إلى أن استراتيجيات التهرب الضريبي القانونية سمحت لأغنى 25 أميركياً بدفع 13.6 مليار دولار أميركي فقط من ضرائب الدخل الفيدرالية في السنوات الخمس حتى عام 2018، حتى مع ارتفاع قيمة أسهمهم وممتلكاتهم وأصولهم الأخرى التي أدت إلى تضخم ثرواتهم والتي بلغ إجمالها 401 مليار دولار أميركي. وأخبر تشارلز ريتيج، مفوض مصلحة الضرائب الأميركية، جلسة استماع للجنة المالية بمجلس الشيوخ أن الوكالة فتحت تحقيقاً للكشف عن مصدر التسريب. وقال إنه يشارك "مخاوف كل أميركي" من الكشف عن معلومات سرية حساسة.

وارين بوفيت

التسريب جناية يعاقب عليها القانون

وقالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن "أي إفشاء غير مصرح به لمعلومات حكومية سرية من قبل شخص لديه إمكانية الوصول" يعد "غير قانوني" ويتم التعامل معه "بجدية بالغة". وأشارت إلى إحالة دائرة الإيرادات الداخلية، للتسريب إلى المفتش العام لإدارة الضرائب في وزارة الخزانة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب المدعي العام الأميركي لمنطقة كولومبيا. ومع ذلك، قالت بساكي أيضاً إن التسريب سلط الضوء على أن هناك المزيد الذي يتعين القيام به لضمان أن الشركات والأفراد يدفعون "المزيد من نصيبهم العادل" في الضرائب على النحو الذي اقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن.وتعهد مايك بلومبيرغ، عمدة نيويورك السابق والمرشح الرئاسي الأميركي السابق، باستخدام "جميع الوسائل القانونية" للكشف عن مصدر التسريب. ورفض مؤسس مجموعة المعلومات المالية التي تحمل الاسم نفسه فرضية المقال، قائلاً إنه "يلتزم بدقة بنص وروح القانون" ويوزع نحو ثلاثة أرباع دخله السنوي على شكل ضرائب وعطاء خيري. وقال في بيان: "الإفراج عن الإقرارات الضريبية لمواطن عادي يجب أن يثير مخاوف حقيقية تتعلق بالخصوصية بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الآراء بشأن السياسة الضريبية". وأضاف: "نعتزم استخدام جميع الوسائل القانونية المتاحة لنا لتحديد أي فرد أو كيان حكومي قام بتسريبها والتأكد من مسؤوليته".

إيلون ماسك

مصلحة الضرائب

وقال إريك هيلتون، الذي أمضى 30 عاماً مع مصلحة الضرائب الأميركية قبل تقاعده كرئيس لقسم الأعمال الصغيرة في مارس (آذار) الماضي، إنه وجد صعوبة في تصديق أن أحد موظفي الخدمة البالغ عددهم 83000 موظف قد قدم البيانات، مشيراً إلى أنه سيتم التعامل مع أي تسرب من هذا القبيل على أنه جناية. وأضاف: "لم أر تسريباً كهذا طوال مسيرتي المهنية".وأشار هيلتون إلى أن مصلحة الضرائب وضعت بالفعل "أولوية قصوى" لفحص الشؤون الضريبية لأصحاب المليارات، لكن عقداً من التخفيضات في الميزانية أثر على قدرتها على الإنفاذ. وكان الرئيس بايدن قد طلب من الكونغرس زيادة ميزانية مصلحة الضرائب بمقدار 80 مليار دولار أميركي لتعزيز الإنفاذ.يأتي التسرب في الوقت الذي يدعو فيه بعض الديمقراطيين إلى فرض ضريبة على ثروة الأميركيين الأغنى، بدلاً من التركيز على الدخل السنوي الذي يمكن تعويضه عن طريق الخصومات والاقتراض وخسائر الاستثمار.

تشريع لفرض ضريبة على ثروات الأثرياء

وقدمت إليزابيث وارين، عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ماساتشوستس، تشريعات هذا الربيع لتطبيق ضريبة بنسبة 2 في المئة على الأفراد الذين تزيد ثروتهم الصافية على 50 مليون دولار أميركي، مع فرض رسوم إضافية بنسبة 1 في المئة على أي ثروة تزيد على مليار دولار أميركي . واقترح الرئيس جو بايدن زيادات في معدل الضريبة على مكاسب رأس المال وأرباح الأسهم لمن يكسبون أكثر من مليون دولار أميركي لكنه لم يدعم ضريبة الثروة.

من جانبه استغل وارين بوفيت تقرير بروبابليكا، وكتب على "تويتر" قائلاً يظهر أن الوقت قد حان "لجعل فاحشي الثراء يدفعون، أخيراً، نصيبهم العادل". وقال موريس بيرل، رئيس مجموعة من النشطاء الأثرياء لفرض ضرائب أعلى على الأثرياء تسمى المليونيرات الوطنيين، إن التقرير عزز حجته القائلة بأن أغنى الأميركيين "يمكنهم أساساً اختيار دفع الضرائب أم لا". وأضاف أن ضرائب الثروة والضرائب المرتفعة على مكاسب رأس المال غير المحققة التي دافعت عنها مجموعته كانت "أفكاراً هامشية" عندما تم إطلاقها في عام 2010، لكن المعنويات قد تغيرت ويمكن أن تعزز إفصاحات بروبابليكا الدعم أكثر. وكان بلومبيرغ وبوفيت من بين المليارديرات الذين طالبوا بفرض ضرائب أعلى على أغنى الأميركيين لعدة سنوات، لكن الانقسامات الاقتصادية التي كشفها الوباء زادت من المخاطر السياسية.وقالت بروبابليكا، إنها قررت الكشف عن التفاصيل "لأنه فقط من خلال رؤية التفاصيل يمكن للجمهور فهم حقائق النظام الضريبي في البلاد".وقال رون وايدن، وهو ديمقراطي من ولاية أوريغون يرأس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، إن تقرير بروبابليكا أظهر أن "أغنى أغنياء البلاد، الذين استفادوا بشكل كبير خلال الوباء، لم يدفعوا نصيبهم العادل من الضرائب".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي