الورد يستعيد عيده في مدينة أريانة التونسية

2021-06-04

إحساس مرهف وتفنن في غراسة الورد بالحدائق

أريانة (تونس) - يستعد التونسيون لاستنشاق عبير روائح الورد الزكية على امتداد نحو سبعة عشر يوما في مدينة أريانة، إيذانا بافتتاح مهرجان الورد في الموسم الصيفي بعد أن اضطر منظموه إلى تأجيل دورته الربيعية بسبب قيود جائحة كورونا.

ازدانت شوارع مدينة أريانة الواقعة شمال العاصمة التونسية بأنواع عديدة من زهور الربيع منذ الجمعة إيذانا بافتتاح الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الورود الذي يزوره التونسيون والسياح بحثا عن أنواع نادرة من النباتات والزهور ولاقتناء أجود العطور التي يتم تقطيرها على الطريقة التقليدية.

وسيتم تحت شعار “أريانة تتنفس ورد”، الجمعة، تدشين مهرجان “عيد الورد” الذي سيستمر إلى غاية 20 يونيو الحالي، لكن هذه الدورة ستتميز بالتخلي عن الكرنفال السنوي مع الحرص على أن يتم تنظيم أغلب فعالياتها في فضاءات مفتوحة، في مدينة أريانة والأحياء المجاورة.

ووفقا لوكالة تونس أفريقيا للأنباء قال رئيس بلدية أريانة، فاضل موسى، إن عيد الورد بالإضافة إلى كونه تقليدا راسخا يعبر عن خصوصيات مدينة أريانة ومتنفسا ثقافيا لسكانها، يعتبر مناسبة لتنشيط الدورة الاقتصادية في الجهة وخاصة بالنسبة إلى الحرفيين الذين تراجعت أنشطتهم بفعل تداعيات جائحة كورونا.

وأضاف موسى أنه بعد تأجيل موعد العيد في مناسبة أولى، تقرر أن يتم عقده بداية من يوم الرابع من يونيو الحالي، مع الحرص على التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي الذي أملته الجائحة، مشددا على أن أغلب فعاليات المهرجان ستتم في الهواء الطلق.

ويعرف عن سكان مدينة أريانة التي تغنى بورودها الفنان لطفي بوشناق في أغنيته الشهيرة مع مشلين خليفة “العين إلي ما تشوفكشي”، أنهم يتفننون في غراسة الورد بحدائقهم ويتعاملون معها بعناية دقيقة وحس مرهف.

وتنظم على هامش المهرجان عدة مسابقات يتنافس المشاركون خلالها على جائزة أحسن شرفة وأجمل حديقة وأحسن باقة ورود، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة ملكة جمال الورد، وفقرة نلعب بالورد.

ويهدف المهرجان هذه السنة إلى استعادة مكانة أريانة كمدينة للورود، إلى جانب تكريم الجيش الأبيض الذي يقف في الصفوف الأمامية لحماية التونسيين من الوباء.

وفي المهرجان السنوي تنتشر أجنحة متنوعة للورود التونسية، من بينها زهور “النسري” و”العطرشية” و”الياسمين” و”الفل” و”الفليو”، و”زهرة البرتقال” التي تخضع إلى التقطير لاستخراج مادة الزهر منها. وتعرض أيضا مشاتل لنباتات أجنبية مثل “الأوركيدي” و”المارجيناتا” و”كليفيا”.

وأعلن رئيس لجنة الفنون والثقافة ببلدية أريانة أنيس المعزون أن فقرات مهرجان الورد ستشمل هذه السنة إلى جانب أنشطتها السنوية المعتادة مسابقة أحسن فيديو توعوي حول أهمية التلقيح ضد كورونا.

وأكد المعزون أن هيئة التنظيم حرصت على تنويع فقرات الدورة الحالية مع المحافظة على الخصوصيات التي تميزت بها طيلة السنوات الماضية في علاقة بالورد الذي اشتهرت به محافظة أريانة.

"أريانة تتنفس ورد" شعار الدورة الـ25 لمهرجان الورود في تونس.

وأشار إلى أن الدورة الحالية ستشهد انفتاحا أكبر على مختلف مكونات المجتمع المدني، والوجوه الثقافية والإبداعية بالجهة، كما أنها تعد مناسبة لخلق حركية تجارية وتنشيط الدورة الاقتصادية بالجهة باعتبار مشاركة العشرات من الحرفيين في معرض الورد بمنتزه بئر بلحسن.

ويعد سوق النباتات والورود ومعرض ذاكرة الورد وعرض المنتجات الإبداعية بفضاء بئر بلحسن فرصة للشباب لإطلاق ابتكاراتهم من مستحضرات طبية وتجميلية مستخلصة طبيعيا من الزهور وأيضا فرصة للتعريف بالمنتوجات والصناعات التقليدية التونسية.

ويتم سنويا تنظيم فقرات ترفيهية وتوعوية تتمثل في عروض رياضية وبيئية، وورش تكوينيّة حول كيفية تقطير الورد.

وتتوزع فعاليات عيد الورد على عدة أنشطة وفق برنامج ستشمل مختلف فقراته تنظيم معرض لوحات زيتية للفنان التشكيلي عبداللطيف القيتوني حول موضوع الورد، كما سيتم تنظيم يوم تنشيطي مفتوح للعموم بمنتزه النحلي مع مسابقة في الرّسم لنوادي البيئة حول نفس الموضوع، إضافة إلى تظاهرة “أريانة ترسم” خاصة بالمدينة العتيقة يسهر على إدارتها الفنان التشكيلي طارق بالحاج يحي.

وستختتم فعاليات المهرجان بدورة الورد لكرة اليد بمشاركة عدد من قدماء جمعيات كرة اليد على غرار الترجي الرياضي والحمامات وسبورتينغ المكنين ووداد مونفليري وغيرها.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي