"في عالم كاندينسكي الحميم": لوحات يمكن سماعُها

2021-05-27

"بلا عنوان" لـ كاندينسكي (1913)، التي تعدّ أوّل لوحة تجريدية

معرض "في عالم كاندينسكي الحميم"، الذي يقيمه افتراضياً "مركز بومبيدو" الفني في باريس، بالتعاون مع"غوغل آرتس آند كلتشر"، حتى نهاية العام الجاري، يُحاول ربما إزالة هذا الحيف عن سيرة وتجربة فنّان يُعدّ من أبرز الأسماء تأثيراً في تطوّر الفن في القرن العشرين.

يُعَدّ كاندينسكي، لدى أغلب مؤرّخي الفنّان، الرسّامَ الذي وقّع أوّل لوحة تجريدية (وهي لوحة "بلا عنوان"، 1913)، وأباً روحيّاً لهذا التيّار التشكيلي الذي شكّل قطيعةً مع قرونٍ من الاشتغال التشكيلي الغربي المتمسّك بالتصوير الواقعي، من تضاريس وبورتريهات وطبيعة ميتة، وبالأشكال التي تحيل إلى أغراض وأشخاص لهم وجودٌ محسوس بشكل أو بآخر.

ولا تتأتّى "أبوّة" الفنان الروسي للتجريدية من رسوماته وتصاويره فحسب، بل أيضاً من وضعه عدداً من الكتب والنصوص التي باتت مراجع لهذا التيّار الجديد، مثل "المضمون والشكل" (1910)، و"عن الروحيّ في الفنّ وفي الرسم بشكل خاص" (1912)، و"عن الفنّان" (1916)، و"نقطة وخطّ على مسطّح"، إضافة إلى كتابات لم ينشرها خلال حياته، مثل "صوت أخضر" (1908) و"الأسود والأبيض" (1909).

"تشكيل رقم 6"، زيت على قماش، 1913)

ويُظهر كاندينسي في هذه الأعمال (تُرجم منها إلى العربية كتابٌ واحد فقط، صدر تحت عنوان "الروحانية في الفنّ"، بتوقيع فهمي بدوي، 1994) موهبة تنظيرية استثنائية وصرامةً بحثية ترقى بكتاباته إلى مصاف النصوص الطليعية.

وقد تأكّد هذا البُعد النظري لدى الفنّان الروسي عند انتقاله للتعليم في مدرسة "باوهاوس" الشهيرة في فايمار الألمانية، بين عامي 1922 و1933، حيث أثّر في جيل كامل من التلاميذ الذين سيكون لبعضهم حضورٌ كبير في المشهد الفني انطلاقاً من منتصف القرن العشرين.

ويركّز معرض "مركز بومبيدو" على هذه المرحلة التي تتجاوز أهمّيّتها شخص كاندينسكي وتجربته، عبر الإضاءة على المسار الذي قاد الفنّان الروسي إلى "اكتشافه" للتجريد، وهو مسارٌ لم يكنْ واضحاً في بداياته، خصوصاً وأنّه بدأ حياته بدراسة الحقوق، ثم الاقتصاد السياسي، في موسكو، قبل أن يمارس الإثنوغرافيا بعض الوقت، ومن ثم يقرّر العمل كفنّان انطلاقاً من عامه الثلاثين، مع مغادرته لروسيا إلى ميونخ، التي كانت تستقبل في ذلك الوقت العديد من الراغبين بدراسة تقنيات الرسم، من روسيا وغيرها.

"صوت مجهول"، ألوان مائية وحبر على ورق، 1916)

ينقسم المعرض الافتراضي إلى أربعة أبواب يشكّل كلّ منها مدخلاً لاكتشاف جانب من تجربة كاندينسكي: بابٌ للتعرّف إلى سيرته الشخصيّة، وآخر لاكتشاف لوحاته عن قرب، وثالثٌ تتحدّث فيه أنجيلا لامب، مديرة مجموعة الفن الحديث في "مركز بومبيدو" عن إضافة الفنان الروسي إلى تاريخ الرسم، وبابٌ أخير، هو الأكثر طرافة وتجديداً، يتيح "الاستماع" إلى بعض لوحاته.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي