السياحة في الشرق الأوسط.. رحلة أمل من المحيط للخليج

2021-05-17

محمد علي

يعول عدد من البلدان السياحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كثيرا على استعادة مستويات سياحة ما قبل جائحة كورونا لتنشيط الاقتصاد.

وبحسب تقرير حديث صادر عن معهد التمويل الدولي، فإنه قبل تفشي الوباء، كانت تسهم السياحة بشكل مباشر وغير مباشر بأكثر من 15% من الناتج المحلي الإجمالي، و35 من عائدات النقد الأجنبي في 5 بلدان هي مصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس.

ويقيس الناتج المحلي الإجمالي قيمة كل ما يتم إنتاجه من سلع وخدمات داخل الدولة.

وانخفضت إيرادات السياحة في هذه الدول الخمسة بنسبة 75% في عام 2020، مقارنة بعام 2019، إذ يشير معهد التمويل الدولي إلى أنها أكثر معاناة من تضرر نشاط السياحة من دول الخليج العربي.

متى تعود السياحة؟

يقول معهد التمويل الدولي أن تعافي السياحة في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سيكون تدريجيا.

وبحسب التقرير، سيعتمد التعافي على شقين، الأول هو تحرر السياح الأجانب من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وروسيا والولايات المتحدة من السياحة الداخلية والتوجه إلى بلدان أخرى.

أما الشق الثاني يتعلق بتسريع تسليم اللقاح وتوزيعه لتسريع الانتقال إلى عالم ما بعد الجائحة.

وفي ضوء ذلك يتوقع معهد التمويل الدولي أن تعود السياحة إلى مستوياتها بالمنطقة بحلول عام 2023.

آمال بتعافي السياحة في مصر

تستعد مصر خلال أيام لعودة استقبال السياح الروس خلال أيام، بعد انقطاع دام للرحلات الروسية للوجهات السياحية في شرم الشيخ والغردقة لنحو 6 سنوات، نتيجة تحطم طائرة ركاب روسية إثر انفجار وقع على متنها في سماء سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015 مما أسفر عن مقتل 224 شخصا.

ويأتي القرار بعد تأكيد المفتشين الروس على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين.

وقالت غادة شلبي نائبة وزير السياحة والآثار في مصر لرويترز، إن بلادها تتوقع زيارة ما يفوق مليون سائح روسي خلال 2021 .

وأكدت أنه في ظل الجائحة نستهدف أن تبلغ أعداد السائحين الوافدين إلى البلاد نحو 60% من أعداد عام 2019 مع استمرار التطعيمات وفتح السياحة الروسية وأن تتراوح الإيرادات بين 6 و7 مليارات دولار".

وزار مصر 13.1 مليون سائح في 2019 بإيرادات بلغت 13.03 مليار دولار لكن مع جائحة كورونا هوت الإيرادات في 2020 بنحو 70% إلى أربعة مليارات دولار فيما بلغ عدد السائحين 3.5 مليون سائح.

وقال محمد أبو باشا رئيس وحدة بحوث الاقتصاد الكلي بالمجموعة المالية هيرميس في تصريحات صحفية، إن عودة السياحة الروسية قد يجلب لمصر عائدات تقدر بنحو 3.5 مليار دولار، إذ كانت مصر تشهد سابقا وفود نحو 3 ملايين سائح روسي سنويا يمثلون نحو ثلث السياحة الوافدة إلى مصر.

النشاط في المغرب

ترك فيروس كورونا بصمة واضحة على السياحة في المغرب، إذ أفادت مديرية الدراسات والتوقعات المغربية بأن عائدات السياحة انخفضت بنسبة 53.8% في 2020، بعد أن سجلت ارتفاعا بنسبة 7.8% عام 2019، وهو ما يمثل خسارة بقيمة 4.2 مليار دولار.

وأضافت المديرية في بيان رسمي أن حجم الوافدين على وجهة المغرب تراجع بنسبة 78.9% في أول 11 شهر من عام 2020، مقابل زيادة قدرها 5.3% خلال نفس الفترة من عام 2019، كما تراجع عدد ليالي المبيت بنسبة 72.3% بعد زيادة قدرها 5.2% خلال فترة المقارنة.

الوضع في تونس

ولم تكون تونس أفضل حالا، إذ تراجعت عائدات السياحة بنسبة 65.1% خلال 2020 متأثرة بعمليات الغلق وحظر الطيران بين غالبية دول العالم.

ووفق بيانات البنك المركزي التونسي بلغت عائدات القطاع السياحي 1.96 مليار دينار (727.6 مليون دولار)، نزولا من 5.62 مليار دينار (2.08 مليار دولار) في 2019.

وتساهم السياحة بين 8 و14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد التونسي، وتعد مصدرا رئيسا للنقد الأجنبي إلى جانب الصادرات وتحويلات العاملين في الخارج.

الأردن يأمل في التعافي بالخريف

يأمل الأردن في استعادة نشاط السياحة جزءا من حيويته مع بداية فصل الخريف في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث توقع وزير السياحة الأردني نايف الفايز، أن يشهد قطاع السياحة في بلاده عودة "مقبولة".

وقال الفايز لوكالة سبوتنيك الرسومية إن الحكومة تتطلع إلى أن يكون الصيف الحالي آمنا، بمعنى أن يكون هناك مستوى آمن يتم فيه فتح قطاعات عديدة وصولا إلى الفتح الكامل، مع حلول الخريف.

وتجاوز دخل الأردن من السياحة، في العام 2019 نحو 5.64 مليار دولار، قبل أن يتراجع إلى 1.41 مليار دولار في عام 2020.

وانخفض دخل السياحة في الأردن، في أول شهرين من عام 2021، بنحو 80% تقريبا، مقارنة مع أول شهرين من العام الماضي، حيث لم تكن ألقت الجائحة بظلالها قبل مارس/ آذار 2020.

ضربة مزدوجة في لبنان

لم تكن السياحة في لبنان ضحية وباء كورونا فقط على غرار أغلب دول العالم، بل أنها تلقت ضربة مزدوجة في ظل الاضطرابات الداخلية الي تعاني منها منذ اندلاع المظاهرات في الربع الأخير من 2019، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادي وشبهات الفساد.

وبحسب موقع فرانس 24، فإن عائدات السياحة في لبنان اكثر من 22% من إجمالي الناتج القومي، وقد تراجعت هذه السنة، بحسب تقديرات خبراء، الى حوالي 10%.

أداء صعب للسياحة العالمية في 2020

كان عام 2020 هو الأكثر سوءا على الإطلاق، على خلفية انخفاض عدد السائحين الدوليين بنسبة 74%.

ووفق بيانات منظمة السياحة العالمية، استقبلت الوجهات فى جميع أنحاء العالم عددا أقل من السائحين الدوليين بمقدار تعدى المليار شخص أقل مقارنة بعام 2019، بسبب الانخفاض غير المسبوق فى الطلب والقيود المفروضة على السفر على نطاق واسع.

هذا الانهيار فى السفر الدولى يمثل خسارة تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار فى الإيرادات السياحية، أى أكثر من 11 ضعف الخسائر المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية فى عام 2009.

كما عرضت جائحة كورونا 100 و 120 مليون وظيفة سياحية مباشرة للخطر، إضافة إلى المشاكل المالية للعديد من الشركات خاصة الصغيرة والمتوسطة الحجم.

توقعات التعافي في 2022

كشف استطلاع أجرته لجنة الخبراء التابعة لمنظمة السياحة العالمية، أن توقعات الانتعاش السياحى لا تزال حذرة لعام 2021، فنحو 45% من المشاركين تصوروا آفاقا أفضل لعام 2021 مقارنة بالعام الماضى.

 بينما توقع 25% أداء مماثلا، ورجح 30 % تدهورا فى النتائج فى العام الحالى عن عام 2020 .

وأضافت منظمة السياحة العالمية، أن التوقعات الإجمالية للتعافى فى عام 2021 من قبل فريق الخبراء، ذهبت إلى التعافي بنسبة 50% في 2021، منهم نسبة 4% فقط يتوقعون بداية التعافى من الربع الثانى من العام، و27 % منهم يرشحون التعافى بدءا من الربع الثالث، بينما يرجح 18% منهم حدوث التعافي بداية التعافى من الربع الآخير من عام 2021 .

وأشارت إلى أن نسبة 50% من المشاركين باستطلاع الرأي يتوقعون حدوث انتعاش حقيقى في عام 2022.

وبشكل عام تشير سيناريوهات منظمة السياحة العالمية الممتدة للفترة من 2021 إلى 2024 إلى أن التعافي قد يستغرق عامين ونصف إلى أربع سنوات حتى تعود السياحة الدولية إلى مستويات عام 2019 .







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي