معرض للكتاب بروح رمضانية يعزّز الأنشطة الثقافية في مصر

2021-04-30

أسعار مخفضة في متناول كل جيبالقاهرة - افتتحت وزارة الثقافة المصرية فعاليات معرض فيصل الرمضاني للكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، على الرغم من تفشي مرض فايروس كورونا المستجد.

وتشارك في المعرض 42 دار نشر، إلى جانب قطاعات وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المصريين. وعنه يقول أحمد بهي الدين نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب “المعرض يقدّم وجبة ثقافية ثرية بسعر في المتناول.. ويُعيد بث الروح في دور النشر بعد أزمة مرض فايروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، ويعزّز الأنشطة الثقافية في مصر”.

وأوضح بهي الدين أن “المعرض يقام في شهر رمضان من كل عام، وهذه الدورة التاسعة له، ومصر معروفة بالليالي الرمضانية التي تكون فيها الأنشطة الاجتماعية والثقافية ذات طابع خاص، ومن هنا جاء الإصرار على استمرارية هذا المعرض”.

وأضاف أن “هناك بعض العناصر التي تميّز هذا المعرض في دورته الحالية، أهمها أسعار الكتب، إذ أن أعلى سعر للكتاب هو 20 جنيها مصريا (الدولار الأميركي الواحد يعادل نحو 15.66 جنيه) سواء في دور النشر الحكومية أو الخاصة، وهو سعر في متناول الجميع”.

ويشهد المعرض إقبالا كبيرا من جميع الفئات العمرية، بداية من الأطفال وانتهاءً إلى الشباب والكبار، خاصة أنه يقدّم كتبا قيّمة، سواء كانت إصدارات قديمة أو حديثة، وبسعر مناسب.

وقال بهي الدين “نحرص على إعادة بث الروح في دور النشر، لأن الكل يعلم أن أزمة كوفيد – 19 أصابت قطاعات كثيرة منها قطاع النشر، ونحاول طوال الوقت إجراء توازن بين دعم الناشرين والقراء، لتقديم وجبة ثقافية غنية وفي المتناول”.

ودخول المعرض مجاني، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل صارم لوقاية الزائرين من كورونا.

وإلى جانب الكتب يضم المعرض ورشا للحرف التقليدية المختلفة، ومعرضا للمخطوطات تقدّم خلاله دار الكتب والوثائق القومية مخطوطات من مختلف العصور عن شهر رمضان، فضلا عن ورش رسم للأطفال، ومسرح تقدّم عبره قطاعات وزارة الثقافة وخصوصا قطاع الفنون الشعبية فقرات فنية وغنائية وغير ذلك من الفقرات الأخرى.

وأكّد المسؤول الثقافي أن المعرض “يعزّز فكرة الصناعات الثقافية”، قبل أن يشير إلى أنه يأتي أيضا في إطار مبادرة “ثقافتك كتابك” التي أعلنتها وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم.

ويشدّد بهي الدين على أن “المحتوى المعرفي في مصر يخطو خطوات ثابتة، وهناك أهمية لنشر الكتاب والمحتوى المعرفي المصري على وجه الخصوص، والإنساني على وجه العموم، من أجل بناء الشخصية واستعادة القيم من خلال القراءة التي ما زالت مؤثرة حتى الآن”.

أما أيمن فتحي، وهو أحد العارضين، فقال إن المعرض هذا العام مختلف عن دوراته السابقة، لأنه يعرض كتبا قديمة وجديدة في جميع التخصّصات بأسعار في متناول الجميع. ووصف إقبال المواطنين على زيارة المعرض بأنه جيد جدا، وأشار إلى أن المبيعات تسير بشكل جيد في إطار المأمول.

وتابع “لدينا في مصر مستوى الثقافة عال، ونشارك في معارض على مستوى الجمهورية، وليس القاهرة فقط، وحاليا أصبحنا نصل إلى القرى، وهذا كان أحد الأهداف وهو وصول الكتاب إلى جميع قرى مصر”.

وذكر عز صابر، مدير جناح هيئة الخدمة الروحية للنشر، أن المعرض يتميّز بـ”الروح الرمضانية”، وقال إن هيئة الخدمة الروحية للنشر شاركت في جميع دورات معرض فيصل، لأن “جو هذا المعرض مختلف عن المعارض الأخرى”.

المعرض يعزّز فكرة الصناعات الثقافية

وتقدّم الهيئة تخفيضات كبيرة في أسعار الكتب التي أصبح سعرها يتراوح بين 5 و20 جنيها للكتاب الواحد، وتعرض كتبا عن التنمية البشرية والثقافية وكتبا مخصصة للأطفال.

وأوضح صابر أن الإقبال على المعرض جيد جدا رغم أزمة كورونا، ونوّه بأن أكثر الكتب مبيعا هي الخاصة بالأطفال، مؤكّدا أن الكتاب سيظل “متعة القراءة” رغم انتشار شبكة الإنترنت.

في حين تشارك الهيئة العامة لقصور الثقافة بجناح للحرف اليدوية في المعرض. وقال علي إسماعيل من الهيئة إنهم يعرضون السجاد والحصير والخزف والخيامية والنحاس والخرز، “وهذه الأشياء تلقى قبولا كبيرا من الزائرين”.

وتابع أن “أسعارنا أرخص من السوق، ونعرض سجادة بـ 1500 جنيه (حوالي 10 دولارات)، رغم أن ثمنها في الخارج 3 آلاف جنيه، واسم السجادة بائع العرقسوس، كما نعرض أشكالا مختلفة من حصيرة شبه منقرضة بسعر 400 جنيه (حوالي 2.5 دولار)”. ويشهد المعرض إقبالا من الزائرين بمختلف فئاتهم العمرية.

المعرض يضم إلى جانب الكتب وورش الحرف التقليدية معرضا للمخطوطات من مختلف العصور عن شهر رمضان

وقالت سلمي سالم، طالبة بجامعة القاهرة، “أقوم بزيارة المعرض كل عام.. لأن أسعار الكتب تناسبني”. وأضافت “معظم الكتب المعروضة هادفة، وهناك روايات تجذب الشباب، وبالفعل قمت بشراء روايتين”.

ويعدّ معرض الكتاب فرصة أمام القارئ للحصول على إصدارات من سنوات سابقة لم يتمكن من الحصول عليها وبأسعار مخفضة، وهو ما يشجّع على القراءة والشراء خاصة بالنسبة إلى القارئ الذي ليس لديه إمكانيات مادية كبيرة، ويحقّق ذلك مصلحة للطرفين القارئ والناشر ولسوق النشر عموما.

وحول نجاح المعرض وتحوّله إلى معرض دائم يقام في رمضان قال أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب السابق، “في عام 2011 بعد توقّف معرض القاهرة الدولي للكتاب بسبب انطلاق ثورة 25 يناير تمت إقامة المعرض بأرض فيصل، وحقّق المعرض الذي أطلق عليه اسم ‘فيصل للكتاب’ رواجا وإقبالا من الجماهير بحي فيصل، ما دفعنا إلى الاستمرار في إقامته بشكل سنوي في رمضان، ليصبح معرض فيصل الرمضاني”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي