رسامة الوشم في أفغانستان.. تحطم التابوهات وتتحدى المجتمع المحافظ

متابعات الأمة برس
2021-04-28

اعتادت رسامة الوشم الأفغانية ثريا شهيدي، تلقي مئات الطلبات من الراغبين في رسم وشم على أجسامهم في كل مرة تنشر فيها أحدث تصميماتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي المقابل تتلقى تهديدات من المجتمع الأفغاني المحافظ، الذي يعتبر هذه الممارسة من التابوهات.

وتعد هذه الفتاة، 27 عاماً، أول أفغانية تتحدى التقاليد وتمتهن رسم الوشم، الذي لا يزال فنا يقتصر على حفنة من المواطنين في أفغانستان، خاصة الشباب في المدن الكبرى، مثل كابول.

وقالت شهيدي إن "ممارسة رسم الوشم آخذة في الازدياد بين الأفغان، خاصة بين الشباب" وذكرت أن الكثيرين يرغبون في كتابة الحرف الأول من أسماء أحد أفراد أسرتهم على أجسامهم، وهناك أيضاً من يفضل رشم الأشكال الحيوانية، خاصة على اليدين والذراعين.

وذكرت شهيدي، التي بدأت العمل رسامة وشم محترفة منذ عامين بعد أن تعلمت فنون هذه المهنة في إيران وتركيا "أتلقى مئات الطلبات في كل مرة أنشر فيها أحد تصميماتي الجديدة على حسابي على إنستغرام".

ولا تزال صالونات الوشم مقتصرة على عدد قليل من المدن الأفغانية، ولا تزال تبدو ممارسة غريبة بل ومحظورة لكثيرين، خاصة في المناطق الريفية، وأكثر من ذلك للنساء، اللائي يُنظر إليهن على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية في المجتمع الأفغاني المحافظ.

ولا يُسمح للمرأة في كثير من المناطق الريفية بمغادرة المنزل دون ارتداء الحجاب الكامل، ورغم أن ما يقرب من 40% من الطلاب نساء، إلا أن تعليمهن وحرياتهن الأخرى لا تزال مقيدة.

وذكرت شهيدي أن هناك العديد من الأفغان المحافظين الذين "يكرهون الوشم بقدر ما يعشقه الأولاد والبنات" موضحة أن هذا القطاع من السكان يعتبره محظورا في الإسلام، الأمر الذي تنفيه هذه الفنانة الشابة.

وتؤكد "لا يمكنك أبداً أن تجد إشارة في الإسلام أو الثقافة الأفغانية تقول إن الوشم محظور"، وتكشف شهيدي أن النساء الآن يستخدمن الوشم للتعبير عن أنفسهن.

وتقول ليلى أحمد، 25 عاماً، التي رسمت أول حرف من اسم خطيبها على يدها اليسرى: "قد يكون هذا شيئاً لا معنى له أو غريباً للكثيرين، لكن بالنسبة لي الوشم شيء مميز. إنه رمز حبي، وأشعر بالفخر عندما أكون مع أصدقائي".

وترى شهيدي أن المجتمع الأفغاني، خاصة فيما يتعلق بالنساء، بدأ في تحطيم التابوهات القديمة، من تعليم الإناث إلى وصول النساء إلى المناصب العامة، مقارنة مع التسعينيات في ظل حكم طالبان.

وأضافت "أنا أعمل على تغيير المجتمع. عندما بدأت في رسم الوشم كان شيئاً لا يمكن تصوره، ولكن الآن، يوماً بعد يوم، اعتاد الناس من حولي على ذلك، والآن يبدو الأمر طبيعياً لهم".

وتتضمن جهودها لكسر المحرمات أيضا وسيلتها للتنقل، وهي دراجة نارية تركبها "بحرية في شوارع كابول"، رغم أنها لم تلتق حتى الآن بفتاة أخرى تركب دراجة نارية مثلها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي