كوبا تودع حكم آل كاسترو.. هل يطرق التغيير بابها؟

متابعات الأمة برس
2021-04-20

أسدل انتخاب الحزب الشيوعي في كوبا سكرتيرا أول له، الستار على ستة عقود من حقبة عائلة كاسترو الثورية، لتتجه الأنظار إلى تغيير مرتقب.

راؤول كاسترو (89 عاما) شقيق زعيم كوبا الراحل فيديل كاسترو اختار الخلود إلى الراحة، وقرر التقاعد، مفسحا المجال للجيل الموالي في الحزب الشيوعي الحاكم منذ عام 1959.

وسيعرف الكوبيون مع ميجيل دياز (60 عاما) الزعيم الجديد للحزب، والذي يحكم البلاد منذ 2018، أول شخص من خارج عائلة كاسترو، يتزعم الحزب الشيوعي، حيث لم يجربوا خلال العقود الأخيرة غير راؤول وفيديل في قمة الحزب الحاكم.

ورغم أن راؤول لم يكن يحمل كاريزما شقيقه الراحل فيديل كاسترو وصيتَه الثوري القوي في أنحاء العالم، فإنه عاش في جلباب أخيه وشريكه في الثورة، منذ سلمه السلطة عام 2008.

نهاية حكم عائلة كاسترو ليس حدثا عابرا في تاريخ الدول التي تتخذ في حكمها المذهب الشيوعي؛ حيث يقدس القادة، ويلعب رأس هرم الحزب الحاكم دور الزعامة السياسية، بقبضة الحاكم الأوحد.

لكن هل ستعرف الجزيرة "المتمردة" والقابعة في وحل اقتصاد متدهور، ومشاكل اجتماعية متفاقمة تغييرا في علاقاتها بالغرب خاصة مع الولايات المتحدة

الواقع يقول إن انتقال القيادة الآن على نحو منسق بعناية إلى جيل أصغر شق طريقه صعودا في صفوف الحزب الشيوعي وتشبع بمُثل الثورة الاشتراكية لا يشي بأي تغيير كبير في السياسة الخارجية، أو تنازل عن العناد مع الولايات المتحدة.

فزعيم الحزب الجديد تدرج في المناصب حيث كان رئيسا للحزب في إقليمين قبل أن يلتحق بالعمل في حكومة البلاد عام 2009.

ويتولى رئاسة كوبا منذ تنازل راؤول كاسترو عن الرئاسة عام 2018، غير أن توليه أقوى منصب في البلاد، في زعامة الحزب الحاكم ستجعله في موضع صاحب القرار الأول، وقد تفرض عليه التغييرات وآمال الكوبيين أن يجنح إلى شق طريق مختلف عن أسلافه، ولو في حدود ضيقة.

تغيير في الشكل كان لافتا؛ حيث ظهر دياز وهو يخطب لأول مرة رئيسا للحزب أمام مئات من الحاضرين مرتديا بذلة داكنة وربطة عنق حمراء في صورة تتناقض مع ملابس آل كاسترو العسكرية المعهودة.

دياز في خطابه تحدث بودّ عن سلفه قائلا إن "الرفيق راؤول... سيُستشار في أهم القرارات الاستراتيجية الأثقل وزنا بالنسبة لمصير بلدنا. سيظل حاضرا دائما".. وسيستمر كذلك في التوجيه والإرشاد والتنبيه عند أي خطأ أو خلل".

بعض سكان هافانا بدوا مرتاحين لانتقال القيادة من جيل إلى آخر، واصفين زعيم الحزب الجديد بأنه "أكثر اتساقا مع العصر"، ما يشي بتوق الكوبيين للتغيير.

ومنذ أصبح رئيسا يشدد دياز على مواصلة المسار، ومن غير المتوقع أن يبتعد بالبلاد عن النظام الاشتراكي وحكم الحزب الواحد، رغم أنه سيواجه ضغوطا لإجراء إصلاحات اقتصادية، ستفرض بلا شك مراجعة في مواقف الأسلاف المتصلبة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي