
المعركة على السيطرة في جهاز الأمن، بين هيئة الأركان وأطراف معربدة من الكهانية ممن يعملون داخل الجهاز عن الحكومة، باتت في ذروتها. لهيئة الأركان، و”الشاباك” والموساد أغلبية في الشعب. الائتلاف الذي يؤيد الكهانية له أغلبية برلمانية.
نجحت الحكومة في تحييد قدرة تأثير رونين بار على الجمهور من خلال تشهيرات ومناورات إهانة صبيانية مثل إلغاء جلسات مشتركة. من هنا بات دور وأداء ايال زمير، وتومر بار، وقادة الأسلحة وكبار الجنرالات، حرجاً ضد متسللي الحكومة في الجهاز. برنياع، رئيس الموساد، يحاول الفرار من الحسم، الذي هو نوع من الإعلان العلني. بضع مئات من متقاعدي الموساد ذكروه من أين جاء وإلى أين يسير
صورة وضع ميدان المعركة بين جهاز الأمن والحكومة هي صورة تجريدية، حيث كل طرف يطلق ذخيرته من خلال وكلائه في وسائل الإعلام. كل شيء يختلط بكل شيء: السياسة بالقرارات العملياتية التي يصعب على الجيش أن ينفذها، والجيش الذي يطلب قانون تجنيد لغرض بناء ست فرق للتصدي للتهديدات القائمة. وللتحلية، ادعاءات علنية من جهاز الأمن ضد السياسيين الذين يساندون الجياد الطرواديين، التي من مهمتها تحطيم رؤوس الجهاز في الجيش و“الشاباك”.
ودرءاً للشك، فإن المعركة الكبرى لا تجري في ذيل نشر يجمع نقطة سوداء (عميل كهاني يسرب للحكومة) هنا أو نقطة استحقاق (المسرب صهيوني عظيم) هناك. ليس هذا سوى جزء من المعركة على كل الصندوق، الذي هو دولة إسرائيل – دينية مسيحانية أم دولة ليبرالية.
جزء من امتثال جهاز الأمن ضد الحكومة هو استخدام لكلائها في وسائل الإعلام لنقل الرسالة. عميت سيغال، يتنبأ بنهاية رونين بار؟ التقرير الذي يفيد الهجوم على قائد كتيبة الشجاعية، جاء في صورة مشتركة لبار ورئيس الأركان، وهذه ينقلها الناطق العسكري والناطق بلسان “الشاباك” إلى الآخرين. القسم التجريدي هو أن الحديث يدور عن حملة بلا جدوى في حرب بلا جدوى، تنفذ عقب ضغوط داخلية – ائتلافية.
في “حملة” هذا الأسبوع، صفى الجيش الإسرائيلي، للمرة الخامسة، قائد كتيبة الشجاعية في الطريق لتصفية القائد السادس، وهذا تكتيك فقط. أما الاستراتيجية، فهي احتلال أراض في القطاع، التي سبق أن احتلت بضع مرات. حتى متى؟ حتى يؤيد الجمهور جهاز الأمن الذي يخرج ضد الحكومة التي ترفض سن قانون تجنيد، فيما رئيس الأركان نفسه يقول إنه لا يمكنه إدارة المعركة؛ لا لأنها غير أخلاقية، ولا لأنه يعتقد أن لا حاجة أمنية فيها، خصوصاً الآن، “الضغط العسكري سيحرر مخطوفين” (هراء)، ولكن لأن الحكومة لا تنفذ قانون التجنيد، ولا يملك ست فرق يحتاجها، كي يتصدى للتهديدات التي على الطريق.
الحقيقة: الجيش الإسرائيلي قادر اليوم على التصدي لكل تهديد عسكري. غير أن الجميع يعرف بأن تحقيق قانون التجنيد سيسقط الحكومة. تشوشتم؟ هذه هي نية من يخوض المعركة الداخلية، سواء في جهاز الأمن أم في الحكومة.
ران أدليست
معاريف 17/4/2025