
ضابط الاستخبارات الذي اشتكى من تلميح محافل رفيعة المستوى بمكتب رئيس الوزراء أنهم يملكون مادة محرجة عنه وهو يشتبه بمحاولتهم كم فاهه أو ابتزازه، هل كان بالفعل يملك مادة ذات مغزى كبير إزاء مسائل الذنب والمسؤولية عما وقع في 7 أكتوبر، قبل قليل من الساعة 6:30 صباحاً. وبالتوازي، إذا كانت بالفعل قد أجري تزييف في الساعات وفي المضمون، فهل هي كفيلة بأن تؤثر بأي اتجاه كان على مسؤولة وذنب مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء، وربما الأكبر بينهم، في تلك المواضيع بالضبط؟
من محادثات مع سلسلة محافل مطلعة على الشكاوى والمواد الاستخبارية ذات الصلة جداً، يتبين أن في مركز التحقيقات الجارية حول مكتب رئيس الوزراء نتنياهو وداخله تحقيقات تضم شكاوى عن تزوير وثائق، وتجسس على الجيش، وسرقة وثائق سرية فائقة ونقلها للنشر في الخارج، وشكاوى بابتزاز بالتهديد وغيرها. وثمة موضوع ذو معان تاريخية في قلب الجدال الدائر على تحمل ذنب الحرب، الموضوع الذي أثار غير قليل من الجدالات وتبادل الاتهامات. لهذا الموضوع اسم واحد SIM أو شريحة الاتصال. تلك الموجودة في هواتفنا جميعاً.
والمقصود هو حملة الشرائح في الأشهر ما قبل هجمة حماس. في المركز سؤالان عليهما جدال هائل: الأول، ماذا عرف مكتب رئيس الوزراء وماذا عرف رئيس الوزراء نفسه عن حملة شرائح الاتصال التي تحدث عنها “الشاباك” وبحث عن مؤشرات تدل على إمكانية عملية مخطط لها من حماس في السنوات وفي الأشهر ما قبل الحرب؟ والثاني ما الذي بلغ به مكتب رئيس الوزراء عن تم تفعيل الشرائح في اليومين ما قبل، وأساساً في الليلة التي سبقت اجتياح حماس لإسرائيل؟
وصفت أهمية الشرائح في وثيقة لضابط أمن قيادة المنطقة الجنوبية التي تناولت الموضوع منذ 2022: شبكة شرائح إلكترونية إسرائيلية مخصصة لمجموعة النخبة، الموجودة مع لواء حماس. أجهزة هاتف ذكي مزودة بشرائح يحوزها المسؤولون في الكتيبة ولدى بعض أعضاء النخبة في السرايا. بالأصل، كانت الأجهزة معدة بتصوير الاجتياح في الزمن الحقيقي وبثه إلى القطاع في تطبيق يسمى “الوديان”، مع استخدام رزمة تصفح الشرائح الإسرائيلية. وكذا كما قدروا، قد تستخدم للاتصال بين المخربين في أثناء الاجتياح. “بتقديرنا، استخدام هذه الوسائل في الطوارئ تشكل مؤشراً مهماً على الدفع قدماً بالاجتياح في ساعات أو أيام بعد ذلك”، كتب في الوثيقة، “من المهم التشديد أن تفعيل هذه الأجهزة بحد ذاته لا يشكل مؤشراً إخطارياً؛ وذلك في ضوء حقيقة أن النشطاء اعتادوا على تفعيل الأجهزة في الأيام العادية أيضاً لإجراء الفحوصات، والحفاظ على الأهلية، وتحديث الصيغة وتنزيل التطبيق.
على فرض أن حملة الشرائح تجري منذ بضع سنوات على الأقل، فإن المستوى السياسي ورئيس الوزراء على رأسه يعرفونها بصيغها وتطوراتها. رغم ذلك، عندما نشرت الحملة في وسائل الإعلام على هذه الصفحات أيضاً، سارع مكتب رئيس الوزراء إلى نفي أي معرفة عن الموضوع كله، وهذا أيضاً كالعادة؛ من أجل التراجع في وقت لاحق أمام أدلة قاطعة بأن نتنياهو عرف عن ذلك.
في الليلة بين 6 و7 أكتوبر، بدأت تتبلور مؤشرات متزايدة لدى أسرة الاستخبارات، عن استخدام الهواتف مع الشرائح الإسرائيلية. ونقلت هذه المؤشرات إلى سلسلة من المحافل، ومنها مكتب رئيس الأركان: جرى في اليومين الأخيرين استخدام سلسلة للهواتف الخلوية في عدد من ألوية حماس. وبينت الفحوصات طرح مؤشرات من قبل على استخدام شرائح جديدة وإدخال رزم تصفح في منطقة خان يونس ومنطقة الشمال”. وفي الختام، كتب عن “سلسلة استخدامات شاذة تجري في جبهة الشمال والجنوب أيضاً”.
هذا التقرير، مع تفاصيل واسعة، نقل إلى مكتب رئيس الوزراء، ومنه إلى مجموعة مسؤولين كبار من خلال اتصال مشفر في هواتف خلوية حمراء للجيش الإسرائيلي. كما أن ضابط الاستخبارات إياه، العقيد ش، تلقى هذا التقرير. إذا كان تلقاه حقاً، فإن الأمر يستبعد ادعاء مكتب رئيس الوزراء وكأن المكتب لم يتلقَ أي تحديث في أثناء الليلة عما يجري في غزة والتخوف من أن استخدام الشرائح مؤشر شاهد محتمل على انتقال حماس إلى منحى طوارئ؛ أي إلى إمكانية مهاجمتها إسرائيل.
أما عن باقي الأحداث في تلك الليلة، فإنه وبالتوازي مع شكوى السكرتير العسكري السابق اللواء آفي غيل إلى المستشارة القانونية، رفعت لرئيس الأركان شكوى أخرى من محافل في الجيش حول الاشتباه بمحاولة ابتزاز العقيد ش. في مركز الشبهات ظاهراً، حسب هذه الشكوى، التي عرضت أيضاً على محافل قانونية رفيعة المستوى في الجيش.
رئيس طاقم رئيس الوزراء، تساحي بريفرمان. الشكوى الأولى، للسكرتير العسكري، موضوعها سلوك محفل رفيع المستوى جداً في المكتب، هدد إحدى الموظفات وطلب منها تغيير زمن وصيغة بضع مكالمات حرجة للغاية أجريت في صباح 7 أكتوبر. اعتادت السكرتارية العسكرية على إجراء تسجيلات للمكالمات والأعمال كما هو متبع، وفي الفحص الذي أجري بعد بضعة أشهر، دهش السكرتير بأن اكتشف، حين جيء إليه بالمحاضر وجداول الاتصالات وجهات الاتصال ومدة المكالمات، بأن تفاصيل مهمة في الجداول وبعض المواضيع الجوهرية في مضمون المحاضر غيرت بشكل يخلق انطباعاً ظاهراً وكأن المكتب كان يعرف أقل بكثير عن حملة الشرائح. وعندما توجه إلى الموظفة التي أجرت التسجيلات وسألها عن معنى الحدث، أجابته أنها فعلت هذا بأمر من ذاك المسؤول الكبير في المكتب، وأنها لا يمكنها رفض أوامره خوفاً من أن تتضرر جراء ذلك.
رونين بيرغمان
يديعوت أحرونوت 11/11/2024