"صفقة" الأسبوع المقبل: أيهما الأنفذ.. إصرار بايدن أم تهرب نتنياهو؟  
2024-08-18
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

يتقدم الأمريكيون الآن بحسب الخطة التي رسموها مسبقاً. فقمة الدوحة توجت بنجاح بدون صلة بنتائجها الفعلية، وتنشغل الإدارة الأمريكية بفرض تفكير إيجابي على الشرق الأوسط وهي تطلق تنبؤات متفائلة على أمل تساوق الأطراف معها. الرئيس الأمريكي يضم الجميع معاً: صفقة للتبادل في غزة (عملياً، وقف لإطلاق النار يهدف إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس)، تندمج مع جهود تأجيل هجوم انتقام إيران وحزب الله ضد إسرائيل. وحسب قوله، يأمل بالتوصل إلى الصفقة في الأسبوع القادم.

ستستمر الولايات المتحدة في الضغط في الأيام القريبة القادمة. الآن هذا هو عرض بايدن. الجهود الأمريكية تستهدف دفع نتنياهو للتقدم في الخطة التي بلورها الرئيس. التقارير القادمة حول وجود فجوات في مواقف إسرائيل الأساسية ودول الوساطة، في قضية التواجد العسكري والوسائل التكنولوجية في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا، تبدو ستاراً من الدخان.

إن إبقاء طواقم تقنية لمواصلة المفاوضات في الدوحة وإمكانية عقد قمة أخرى قبل نهاية الأسبوع في القاهرة، لا يدلان على انعطافة حتى الآن.

السؤال الرئيس كان وما زال سياسياً: هل يسمح نتنياهو لنفسه بالذهاب إلى صفقة فيها تنازلات كثيرة والمخاطرة بانسحاب أحزاب اليمين المتطرف من الائتلاف؟ عملياً، لم يتم اتخاذ القرار بعد، ويجدر الانتباه إلى الشكوك التي يظهرها متحدثو حماس الرسميون منذ انتهاء القمة. تكرر حماس طلباتها الرئيسية: وقف شامل للحرب (مع منع إسرائيل من العودة واستئناف القتال إذا انهارت الصفقة بعد انتهاء المرحلة الأولى التي سيتم فيها تحرير عدد من المخطوفين لـ “أسباب إنسانية”)، وانسحاب الجيش بشكل كامل من القطاع (هنا يتوقع حدوث مشكلة كبيرة أخرى حول البقاء في المحيط الأمني قرب جدار الحدود).

يقود الرئيس الأمريكي الجهود الأمريكية ويلقي بكل ثقله من أجل إنجاح الصفقة. هذا الأمر قد يقنع نتنياهو في نهاية المطاف. في هذه الأثناء، تبذل الولايات المتحدة جهوداً كبيرة في الدفاع عن إسرائيل ضد احتمالية أي هجوم بالصواريخ أو المسيرات ضدها من إيران وحزب الله. وأبلغ رئيس الحكومة القطرية أول أمس، وزير خارجية إيران بمستجدات المفاوضات بهدف تأجيل هجوم إيران. وقال مصدر في الإدارة الأمريكية إن واشنطن حذرت النظام الإيراني من أن الهجوم سيشوش المفاوضات وستكون له “تداعيات تشبه الكارثة الطبيعية”. ولكن يمكن الافتراض بأن الولايات المتحدة معنية أن تثبت لنتنياهو بأنها لن تسمح له بجرها إلى حرب إقليمية، يتم فيها قصف المنشآت النووية في إيران. في هذه الأثناء، يبدو أن الأمريكيين يرغبون في منع إسرائيل في وقف، وعند الحاجة، استيعاب الهجوم ضدها وعدم المهاجمة أولاً.

وثمة استطلاعات: استطلاع “أخبار 12” الذي أظهر أن 63 في المئة من الجمهور يؤيدون الصفقة الآن، مقابل 12 في المئة يعارضونها؛ هذه فجوة كبيرة ونادرة في الاستطلاعات. فهل هذا ما سيغير موقف نتنياهو؟ تفكيره معقد أكثر ويتعلق بوضع الائتلاف وفرصته في الانتخابات، إذا تم تبكير إجرائها بعد أزمة داخلية في ظل الصفقة. المخرج بالنسبة لرئيس الحكومة قد يكون إنجازاً عملياتياً مثل تصفية الأخوين يحيى ومحمد السنوار، وهما من بقيا في ذراع حماس العسكرية على قيد الحياة بعد أكثر من عشرة أشهر على الحرب. ولكن حتى هذا الإنجاز لن يحدث اختراقة بالضرورة للتوصل إلى الصفقة. سيقول اليمين المتطرف: هذا دليل على أنه يجب الاستمرار في الضغط العسكري. في النهاية، يقولون، حماس ستستسلم.

الجليل يشتعل

لم تتنازل إيران بعد كلياً عن الانتقام عقب اغتيال إسماعيل هنية في طهران. في غضون ذلك، هي تتابع تقدم المفاوضات حول الصفقة وتبحث عن طريقة لمحاسبة إسرائيل، دون التورط مع الأمريكيين أكثر من اللزوم. حزب الله أكثر تصميماً منها على الانتقام؛ لأن فؤاد شكر يمثل رئيس الأركان في الحزب، لكنه يبدو أنه يبحث عن هدف للرد المحدد. الاعتبارات تصبح أكثر تعقيداً، وحتى بالنظر إلى أن المحور الشيعي، فهو يخشى من الاشتعال الإقليمي، وأيضاً لأسباب واقعية أكثر، مثل عيد الشيعة الذي سيصادف في نهاية الشهر.

حزب الله، مثل حماس، يتشكك بخصوص احتمالية التوصل إلى الصفقة في غزة. في غضون ذلك، الأحداث التي على الأرض تدفع التنظيم للعمل. في ليلة الجمعة – السبت، قصف سلاح الجو قرية قرب النبطية في جنوب لبنان. عشرة أشخاص قتلوا، بينهم أطفال لعائلات سورية، وأصيب ثلاثة أشخاص. في لبنان قالوا إن ما قصف مصنع طوب. وتقول إسرائيل إنه مخزن للسلاح. عدد القتلى أدى إلى رد شديد على شكل إطلاق عشرات الصواريخ نحو الجليل الأعلى ومنطقة صفد صباح أمس. أصيب جنديان إسرائيليان، أحدهما إصابة بالغة، والآخر طفيفة.

وفي انتظار حدوث حدث أكبر، لا شيء ثابتا في الوضع على الحدود الشمالية. إسرائيل تواصل يومياً مهاجمة أهداف لحزب الله جنوبي لبنان. وهي تضرب قادة كباراً نسبياً في الحزب، وعندما يصاب مدنيون يرد حزب الله بإطلاق واسع على البلدات على طول الحدود وفي العمق أيضاً. تركز وسائل الإعلام على الخوف من هجوم على هدف عسكري في مركز البلاد، لكن الظروف في الجليل غير محتملة فعلياً، ولا تسمح بإجراء حتى لو صورة ظاهرية من روتين الحياة.

 

 

عاموس هرئيل

 هآرتس 18/8/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي