نتنياهو أمام ساعة الحسم: إما المخطوفون أو المتطرفون  
2024-07-08
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

بعد تنقية الضجيج المرافق للخطاب حول صفقة المخطوفين مع حماس، يبقى الاختيار أمام نتنياهو بين 33 مخطوفاً، منهم أحياء، أو استمراره في الشراكة السياسية مع سموتريتش وبن غفير. على نتنياهو أن يقرر أيهما الأهم، ويتحمل تداعيات اختياره.

فهل سيكون هو رئيس الوزراء الذي ضحى بحياة مواطني إسرائيل كي يحافظ على حكومة اليمين بالكامل مع شريكيه المتطرفين سموتريتش وبن غفير، أم سيقرر بأن حياة المخطوفين في رأس اهتمامه، وينقذهم حتى بثمن تفكيك حكومته؟ ما هو الأهم له؟

العائق الأساس الذي يقف بين نتنياهو والصفقة هو وزراء اليمين المتطرف. يقدر الائتلاف بأن كتلتي الائتلاف “شاس” و”يهدوت هتوراة” ستؤيدان الصفقة لإعادة المخطوفين، إذا كان احتمال لتحقيق صفقة كهذه.

أما سموتريتش وبن غفير فلهما قصة أخرى. الوزير السابق غادي آيزنكوت أجاد في وصف الاختيار الواقف أمام عتبة نتنياهو. قال آيزنكوت الأسبوع الماضي: “نحن في المكان الأقرب من الصفقة منذ الأشهر التسعة الأخيرة: لأسفي الشديد، أجد صعوبة في رؤية نتنياهو يتسامى إلى المستوى الاستراتيجي الزعامي فيأخذ قراراً صعباً جداً بوقف الحرب… أجد صعوبة في رؤية نتنياهو يقبل بصفقة ويقول لسموتريتش وبن غفير إنه الأمر الصائب”. وأجمل آيزنكوت العبث الذي يعيشه الجمهور الإسرائيلي: “نتنياهو مكبل باحتياجات شخصية وحزبية تتغلب على قدرته على إنقاذ دولة إسرائيل”.

بيني غانتس، رئيس المعسكر الرسمي، أوضح لرئيس الوزراء بأن حزبه سيعطي إسناداً كاملاً لكل منحى مسؤول يؤدي إلى إعادة المخطوفين. كل زعيم معقول كان يتلقى وعداً كهذا كان سيستغله ليقوم بالأمر الصائب. غير أن نتنياهو معتاد على ثقافة التلاعبات الكاذبة التي أدخلها إلى السياسة الإسرائيلية، وعليه فهو غير قادر على الوثوق بأحد، ولا حتى على شخصيات مثل غانتس، وسبق أن أثبت مرتين – في فترة وباء كورونا وبداية الحرب في قطاع غزة – بأنه يضع مصلحة الدولة فوق مصلحته السياسية.

رئيس حكومة إسرائيل مطالب الآن بالاختيار الأخلاقي من الدرجة الأولى: المخطوفون، أم بن غفير وسموتريتش. على نتنياهو أن يقرر بسرعة لأن الزمن ينفد. مات كثير من المخطوفين في أسر حماس، وسيموت آخرون إذا لم يخترهم نتنياهو مفضلاً شركاءه الائتلافيين عليهم، المعنيين باستمرار الحرب وبإشعال المنطقة كلها. إذا رد نتنياهو الصفقة فإنه سيذكر كمن اختار ترك حياة مواطني الدولة لمصيرهم.

 

أسرة التحرير

هآرتس 8/7/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي