لماذا يعنى نتنياهو بضرب ثقة الإسرائيليين في جيشهم؟  
2024-06-27
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

تصريحات زوجة رئيس الوزراء سارة نتنياهو، في لقاء محدود مع عائلات مخطوفين، والتي جاء فيها أن قادة الجيش الإسرائيلي معنيون بإجراء انقلاب ضد رئيس الوزراء نتنياهو، تضاف إلى أقوال وتلميحات واتهامات وشتائم وأكاذيب وفريات تنشر بين الجمهور في ظل منظومة تحريض ضد قادة الجيش من خلال آلة السم التي يشرف عليها نتنياهو. “وباء التسريبات الكاذبة والمغرضة والمستمرة عن السيدة نتنياهو هو ظلم عظيم”، جاء عن سارة. ابنها يئير، محور مركزي في آلة السم، جُند هو أيضاً لجهد النفي.

غير أنه ليس هناك أي قيمة لنفيهم؛ فهذا نمط عمل معروف: يتهجمون، ويشطبون أو ينفون.

التحريض ضد الجيش وقادته منهاجي. قبل بضعة أيام من ذلك، أشرك نتنياهو من مكان مقره في ميامي شريطاً وصف فيه رئيس الأركان هرتسي هليفي، ورئيس “الشاباك” رونين بار، ورئيس أمان المعتزل أهارون حاليفا، بأنهم “إخفاقات فتاكة”. بعد ذلك، كتب في تغريدة: “ما الذي يحاولون (قادة الجيش) إخفاءه؟ لو لم تكن خيانة، فلماذا يخافون من أن تفحص جهات خارجية ومستقلة ما حصل؟”.

هدف الهجمة على قادة الجيش هو إلقاء المسؤولية الحصرية عليهم عن قصور 7 أكتوبر والسماح لنتنياهو بالتملص من المسؤولية ونكران الذنب. غير أن الضغط الذي يمارسه نتنياهو بهدف إضعاف الجيش ليس من فوق فقط؛ فنتنياهو أيضاً يمنع عن الجيش إمكانية توسيع صفوفه بإصراره على حفظ خلطات التملص الحريدية، حتى في زمن الحرب.

 في قانون التملص أيضاً مستعد نتنياهو لإضعاف الجيش كي يحافظ على مصالحه. “من يمثل الجنود لا يمكنه أن يؤيد القانون”، قال غالانت عن القانون، وأوضح: “هذا ليس موضوعاً سياسياً. الجيش الإسرائيلي بحاجة لمزيد من المقاتلين”. نتنياهو لا يمثل الجنود، وهو غير مبالٍ لاحتياجات الجيش. بقاؤه السياسي هو ما يسعى إليه. وهو بذلك يعرض أمن الدولة للخطر.

إضافة إلى ذلك، فإن نتنياهو وحكومته يدقون طبول الحرب في كل ساحة ممكنة، بما في ذلك عرض إمكانية لمواجهة عسكرية مع حزب الله. وبالتوازي، يتهجمون على السلطة الفلسطينية ويضعفونها، ويتحدون الحليف المركزي لإسرائيل، الولايات المتحدة.

إن استعداد نتنياهو للتشكيك بثقة الجمهور في قادة الجيش في وقت الحرب يستوي مع ما نسبه له هذا الأسبوع أعضاء لجنة التحقيق الرسمية لقضية الغواصات والسفن. فعلى حد قولهم، نتنياهو “عرض أمن الدولة للخطر ومس بالعلاقات الخارجية وبالمصالح الاقتصادية لدولة إسرائيل”.

 ينبغي التوجه إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن من أجل التحرر من الحبل الخانق الخطير لنتنياهو.

 

بقلم: أسرة التحرير

 هآرتس 27/6/2024

 

 



مقالات أخرى للكاتب

  • لقادة الليكود: لا تسمحوا لنتنياهو وزمرته بـ "خراب البيت الثالث"
  • هل يفجر سموتريتش اللغم في وجه نتنياهو ويرفض التناوب على "المالية" مستغلاً الحريديم؟  
  • هل تنقلب سفينة نتنياهو بعد قرار المحكمة فرض التجنيد على الحريديم؟  







  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي