لغانتس "الساذج" وآيزنكوت "المغبون": ساعر حجر نتنياهو الأخير لـ "الإخفاق المطلق"  
2024-03-16
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

في 7 أكتوبر، حلق في الأفق تهديد استراتيجي على استمرار حكم نتنياهو. جميع تصوراته انهارت. هو نفسه أصيب بالشلل والصدمة وعدم القدرة على الأداء، الأمر الذي فاقم نتائج السبت اللعين. سئم الإسرائيليون منه. عندما استرجع قوته، عاد إلى فعل الأمر الوحيد الذي يتميز بفعله، وهو القدرة على البقاء الشخصي بأي ثمن. الهدف: تشخيص الأعداء والتهديدات، وحرب ضروس يشنها ضدهم، والوسائل هي “فرق تسد” والتلاعب والتآمر والتشهير وزرع الأكاذيب. وهاكم الطريقة التي عمل بها:

1- المخطوفون وعائلاتهم: تشكيل هيئة فارغة برئاسة المخلص للعائلة، غال هيرش، واستخدام حفنة من أبناء عائلات المخطوفين والمفقودين من التيار المسيحاني – الديني القومي، وفرض حضور سارة كلاعبة نشطة، لا تتم التوصية بتجاوزها، وتشغيل قناة الدعاية 14 وماكينة السم ضد العائلات وعرضها كعدوة للأمة والانتصار، والنبش في هيئة المخطوفين حتى إزاحة رونين تسور، واستبداله بمستشار استراتيجي مجهول، وتوصيته للعائلات هي “احتضان نتنياهو”.

2- كبار الضباط في الجيش و”الشاباك” والموساد: وصفهم كمسؤولين حصريين عن الفشل الاستخباري والعملياتي، وتشويههم بمؤامرات تفيد بأنهم منعوا بقصد وصول المعلومات والتحذيرات إلى نتنياهو بهدف إفشاله، وعرضهم كجنرالات يوقفون الجنود العاديين ويمنعونهم من الوصول إلى النصر المطلق. ويمنعون تقدم الخيول الجامحة مثل العميد براك حيرام والعميد رومان غوفمان، وحتى إنهم يتجرأون على توبيخهم والتحقيق في نشاطاتهم عندما يقررون على مسؤوليتهم قصف بيت فيه مخطوفون في “بئيري” أو جامعة في غزة.

3- المتظاهرون والاحتجاج: تحويل الشرطة إلى مليشيا على شاكلة “الباسيج” الإيرانية. والتعامل بقبضة حديدية، خلافاً للقانون، مع المواطنين الذين يصممون على تطبيق حرية التعبير والاحتجاج والتجمع. هذا نزع شرعية مطلق للمظاهرات ومظاهر معارضة سياسية في زمن الحرب.

4- المنظومة السياسية: ضم غانتس وآيزنكوت وتحييد المعارضة، وتفكيك المعسكر الرسمي من خلال إغراء وإعادة احتضان ساعر والكين وشاشا بيتون وهيسكل (بالضبط بنفس الطريقة التي تم فيها تفكيك أزرق – أبيض، وقبل ذلك حزب العمل برئاسة إيهود باراك). ثم تحويل ميزانيات ضخمة منفلتة العقال للحريديم والمتدينين القوميين والمستوطنين مع تقليص ومس شديد بموارد إسرائيل المنتجة وبالليبرالية وبالديمقراطية.

5 – الفضاء العام: إلغاء جوائز إسرائيل عقب فوز ايال فيلدمان؛ هذه مطاردة مكارثية للأكاديميا. واستمرار الانقلاب النظامي بواسطة وقف ترقية القضاة المارقين. وعدم تعيين إسحق عميت رئيساً للمحكمة العليا واستغلال تقاعد استر حيوت وبارون من أجل الحفاظ على أغلبية يمينية (محافظة) في المحكمة.

6 – إدارة جو بايدن: نكران جميل الرئيس الأكثر صداقة لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض، وعرضه كعدو للنصر وكمؤسس للدولة الفلسطينية. وإعطاء 11 مقابلة لوسائل الإعلام الأجنبية باللغة الإنجليزية وصفر لوسائل الإعلام العبرية. وإطالة الوقت إلى حين فوز مأمول لترامب في تشرين الثاني القادم.

الضربة القاضية على شكل إرضاء وإغراء جدعون ساعر، ستمكن من تطبيق المرحلة الأخيرة في الهجوم المضاد: المصادقة على ميزانية كارثية للدولة، وتمرير الإعفاء الساحق للحريديم من التجنيد بواسطة “خطة كاذبة”. غانتس الساذج وآيزنكوت المغبون سيبقيان رائحة زائدة وذاكرة باهتة لما كان. مع ائتلاف يتكون من 45 مقعداً في الاستطلاعات، لكن في الواقع 68 مقعداً، ستسرع الدولة تحت حكم نتنياهو الخطى نحو هاوية أمنية وسياسية واقتصادية. بدون أي رد عسكري على حزب الله وإرهاب الفلسطينيين في الضفة، وحتى على حماس الموجودة تحت الأرض في غزة، مع جنوب مدمر وشمال تم إخلاؤه، ومعزولة ومكروهة أكثر من أي وقت مضى في العالم، ومحاصرة في الأمم المتحدة ولاهاي. نووية مع تصنيف ائتماني مخفض وغلاء معيشة كبير وعديمة الأفق.

نتنياهو ومساعدوه أقرب من أي وقت مضى من تحقيق النصر المطلق: على إسرائيل.

 

 أوري مسغاف

هآرتس 14/3/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • هل سيكون حزيران المقبل شهر استقالات قادة الأجهزة الأمنية؟  
  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   
  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي