إسرائيل: الحذر.. محافل رفيعة تقودها واشنطن لإقامة دولة فلسطينية  
2024-02-10
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

محافل سياسية في إسرائيل قلقة من نشاط الإدارة الأمريكية المكثف للمضي بفكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة تحت حكم موحد يقوم على أساس ما يعرف أنه “سلطة فلسطينية متجددة”.

وحسب محافل أمريكية، تدرس وزارة الخارجية الأمريكية الاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من مبادرة سياسية شاملة تتعلق باليوم التالي لحكم حماس في غزة.

ماتيو ميلر، الناطق بلسان الخارجية الأمريكية قال مؤخراً إن “الولايات المتحدة تعمل بشكل نشط على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل. فنحن نؤمن بأن هذا هو الطريق الأفضل لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وللفلسطينيين وللمنطقة. نفحص جملة واسعة من الإمكانيات، ونبحث فيها مع شركائنا في المنطقة”.

كما أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن هو الآخر وجه تعليماته مؤخراً لفريق من وزارته لإعداد دراسة مرتبة نحو إمكانية اعتراف أمريكي أو دولي بدولة فلسطينية من طرف واحد وليس في حوار مع إسرائيل وبالموافقة الإسرائيلية. وقد طرح الموضوع في أثناء زيارة بلينكن لإسرائيل، في المحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين الإسرائيليين في القدس.

على خلفية المعلومات التي تصل من الإدارة ومحافل في أوروبا، الذين هم أيضاً شركاء في الخطوة، يعرب مسؤولون كبار في إسرائيل عن قلقهم مما يصفونه كـ “عشق إدارة بايدن لفكرة إقامة دولة فلسطينية والاعتراف أحادي الجانب بها كرافعة ضغط على إسرائيل”.

وعلى حد هذه المحافل، يزداد حجم الموضوع في جدول الأعمال السياسي للشرق الأوسط لدى الأمريكيين والأوروبيين. “لم يعد الحديث يجري عن إطلاق بالونات اختبار أو عن فكرة نظرية. ففكرة الاعتراف بدولة فلسطينية تنال الزخم وتدفع قدماً، عملياً”، تقول هذه المحافل. “ليس صدفة أن سلسلة من زعماء الغرب أعلنوا مؤخراً عن تأييدهم لإقامة دولة فلسطينية، وهذه تتضمن زعماء كانوا يعتبرون يمينيين ومن أكثر المؤيدين لإسرائيل، مثل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني. ففكرة الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية بحثت في مستويات مختلفة وفي محافل مختلفة بما فيها مستويات ومحافل رفيعة المستوى جدا”.

وقال مصدر سياسي إن “الأمريكيين ماضون بفكرة السلطة الفلسطينية المتجددة وبالتوازي – السلطة الفلسطينية الحالية في رام الله هي في عملية عرض إصلاح. وهذا وفقاً لطلب الولايات المتحدة أن تثبت بأنها بالفعل تصبح جسماً يستجيب لتعريف “سلطة متجددة”. ويتضمن الإصلاح تعديلات في الحكومة، وتغيير طبيعة الإدارة في الأجهزة الأمنية، وثمة أحاديث عن حكومة تكنوقراطيين جديدة”.

ترى إسرائيل في الإصلاح موضع الحديث تعديلات تجميلية فقط. وحسب مصادر سياسية، فإن “التعديلات لن تغير الأمور التي تحدثت عنها إسرائيل – إصلاح جذري في جهاز التعليم، وتغيير في مضامين التعليم للتأكد من أن السلطة الفلسطينية لن تربـى بعد اليوم على كراهية إسرائيل ولن تشجع الإرهاب، ولن تمجد المخربين ولن تدعوهم بـ “الشهداء الأبرار”. لا يحصل شيء من هذا”.

سلسلة من المحافل الإسرائيلية تحذر من “حدث سياسي ذي مغزى لا يعالج عندنا كما ينبغي”.

هذا الأسبوع، ارتفع الخطاب مقدار درجة حول المسألة. فقد كتب رئيس “أمل جديد” الوزير جدعون ساعر، في منشور له بأن “حتى مؤيدي حل الدولتين (وهم، برأيي) يجب أن يفهموا ما معنى اعتراف دولي من طرف واحد بدولة فلسطينية. هذه ليست دولة فلسطينية باتفاق لإنهاء النزاع، بل دولة فلسطينية مع استمرار النزاع في ظروف محسنة من ناحيتهم، ودون التخلي عن حق العودة وتطلعهم للبلاد كلها “من النهر حتى البحر””.

بالتوازي، أقرت الهيئة العامة للكنيست أول أمس، اقتراحاً عاجلاً لجدول الأعمال بادر إليه عضو لجنة الخارجية والأمن النائب زئيف الكين، من “أمل جديد”، في موضوع “تصريحات ومنشورات في العالم حول موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية والحاجة لاستعداد إسرائيلي لتحدّ سياسي محتمل”.

“شعبية حماس في “يهودا والسامرة” اليوم باتت أعلى مما هي في غزة”، قال الكين. ومعنى إقامة دولة فلسطينية سيكون صعود حماس للحكم. هذه فكرة خطيرة لدولة إسرائيل من ناحية استراتيجية وتتطلب تفكيراً معمقاً.

“أحد أهداف السنوار كان إحياء فكرة الدولة الفلسطينية. إقامة هذه الدولة إعطاء جائزة لحماس، وسيشكل خطر 7 أكتوبر في كل إسرائيل. ما كان أحد ليقول للولايات المتحدة إقامة دولة القاعدة بعد 11 أيلول. على دولة إسرائيل أن تقول جواباً واضحاً جداً: “لا” مطلقة. محظور الانتظار، يجب الاستعداد منذ اليوم في حملة دولية”.

 

 آنا برسكي

معاريف 9/2/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • "قَتلنا وجَوّعنا وطردنا ودمرنا"… ألا يستحق نتنياهو و"دفاعه وأركانه" المثول أمامك يا "لاهاي"؟  
  • ما سبب "الهلع" الذي يتملك نتنياهو وإسرائيل بانتظار "لاهاي"؟
  • كيف تبدو رفح شركاً استراتيجياً لإسرائيل؟






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي