رسوم "رايان إير" الإضافية مخزية وأرباحها جنونية
2023-08-24
جيمس مور
جيمس مور

تبدو القصص المتعلقة بتجارب ركاب "رايان إير" الكابوسية جزءاً من الصيف البريطاني تماماً كما توقيف مباريات الكريكت بسبب هطول المطر وثمن البيرة المبالغ فيه، والفشل في البطولات الرياضية.

تثبت الحادثة الأخيرة أن الشركة لا تزال، في شكل لا يصدق، قادرة على النزول إلى درك أدنى.

فرض على زوجين مسنين، كانا نزلا عن غير قصد المستندين الخطأ، رسم قدره 110 جنيهات استرلينية (140 دولاراً) لمجرد طباعة تذكرتيهما في المطار حتى يتمكنا من تسجيل الوصول. ويمكن تسجيل رد الشركة على الضجة الناتجة من ذلك في خانة زيادة الطين بلة (في شكل خطر) بالنسبة إلى روث وبيتر جافي. ورد في بيان الشركة ما يلي: "نأسف لأن هذين الراكبين تجاهلا تذكيرهما بالبريد الإلكتروني ولم يسجلا الوصول عبر الإنترنت". جاء هذا بعد شرح متعال لما على المرء القيام به حين يسافر جواً مع "رايان إير".

في رأيي، إنها طريقة غريبة للتعامل مع العملاء: التعالي عليهم مباشرة بعد نهبهم. 110 جنيهات في مقابل طباعة؟ ماذا يستخدمون؟ ورقة ذهبية؟ ورقاً نفيساً؟ ورق الرق؟

بالطبع، دافعت "رايان إير" عن تصرفاتها، قائلة إن "هذين الراكبين فرض عليهما في شكل صحيح رسم تسجيل الوصول في المطار (55 جنيهاً لكل راكب)"، وإن كل شيء كان "وفق إجراءات ’رايان إير‘ وشروطها وأحكامها".

فما الذي ينبغي عمله حيال ذلك؟

تقول "ويتش؟": "غرموا الكل". حسناً، أنا أعيد الصياغة هنا. لكن المجموعة المتخصصة في الاستهلاك كتبت رسالة إلى ريشي سوناك، وقعتها شركات متخصصة في العطل بما في ذلك شركات كبيرة مثل "توماس كوك". وتحض الرسالة على إعطاء مزيد من الصلاحيات إلى هيئة الطيران المدني لمكافحة التأخير والتعطل والسلوك السيئ من جانب شركات الطيران. ومن المفترض أن تشمل تلك الصلاحيات السلوك المذكور أعلاه.

ونظراً إلى كثرة البؤس الذي يعانيه المسافرون في هذا الوقت من العام، يجب أن يميل رئيس الوزراء الذكي إلى الاستماع إلى الشكاوى، لا سيما مع اقتراب انتخابات صعبة.

لكن في هذه المرحلة، ربما ينبغي لنا أن نطرح سؤالاً. بالنظر إلى الانتظام الذي تظهر به قصص كهذه القصة، واتهام الرئيس التنفيذي لمكتب الاتجار المنصف عام 2010 "رايان إير" بالتصرف "خارج روح القانون"، ومضيه إلى وصف الرسوم الإضافية التي تفرضها شركة الطيران بأنها "صبيانية" و"طفولية تقريباً"، لماذا لم يفهم الناس التلميح؟ لماذا لا يزالون يتدفقون على موقع "رايان إير" الإلكتروني؟

في مايو (أيار)، أعلنت المجموعة أرباحاً سنوية كاملة بقيمة 1.4 مليار يورو (1.2 مليار جنيه استرليني)، وهو رقم شبه قياسي. ونقلت "رايان إير" 168.6 مليون مسافر، وحصلت على حصة في السوق أثناء ذلك. كذلك أشاد الرئيس التنفيذي للشركة مايكل أوليري بـ"فرص النمو الهائلة" للشركة، متوقعاً أوقاتاً أفضل في المستقبل.

مراراً، نظر المسافرون إلى مدى رخص الأسعار الرئيسة لتذاكر "رايان إير"، ثم بذلوا قصارى جهدهم للتدقيق في التفاصيل لتجنب أن ينتهي بهم المطاف كما حصل مع آل جافي. في بعض الأحيان، استخدمت "رايان إير" بصفاقة شعار "الخطوط الجوية البريطانية" القديم لتصور نفسها على أنها "شركة الطيران المفضلة في العالم". قد تدعم أرقام المبيعات ذلك، لكن وفق "تقييم العملاء" لها، تفيد "ويتش؟" بأن "رايان إير" تقبع بانتظام في الجزء السفلي من جدولنا".

تفهم شركات طيران أخرى التلميح، وتعتمد النموذج نفسه. تتعافى "إيزي جت" بالمثل من تداعيات ما بعد الجائحة، إذ أعلنت أن أرباح العام الحالي حتى نهاية سبتمبر (أيلول) ستتجاوز توقعات السوق البالغة 260 مليون جنيه.

اسخروا من هذه الشركات ما شئتم بسبب رسومها الإضافية المفرطة التي تفرضها على حقائبكم، وفي مقابل سندويش، و"أولوية" الصعود إلى الطائرة، وطباعة التذاكر، واستخدام الحمام (حسناً، تعرفون أنها ستحاول ذلك، إنها مجرد مسألة وقت). كم من المال تجنيه من هذه الرسوم – مبلغ مذهل 3.84 مليار يورو (3.28 مليار جنيه) في حال "رايان إير". وهذا يزيد بنسبة 79 في المئة عن العام السابق. لكن أرقاماً مثل هذه تظهر أن صيغتها تعمل.

دفعت أنا وزوجتي ذات مرة علاوة لتجنب "رايان إير" لصالح إحدى منافساتها. كان هذا قبل بعض الوقت من أحدث أزمات تكاليف المعيشة، لكن البدائل لم تكن أفضل وقتذاك. الآن، كل ما يبدو متوافراً لنا هو "رايان إير" وشركات شبيهة أصغر حجماً.

ومما ينذر بالسوء، أن وضع الشركة لن يتحسن إلا إذا كان أوليري على حق وجرى تهميش تلك الشركات الشبيهة الأصغر حجماً.

تجدر الإشارة إلى أن "رايان إير" تصلح في شكل جيد لأولئك الذين لا يحتاجون إلى كثير على صعيد الأمتعة ويمكنهم الالتفاف على الشروط والأحكام. مثلاً، الشباب والطلقاء.

ليس الأمر سهلاً بالقدر نفسه لأمثال آل جافي. مع عدم وجود بديل ذي معنى للأشخاص أمثالهم الذين يخطئون بصدق، أو للأشخاص ذوي الإعاقة مثلي، أو للأشخاص الذين لديهم أطفال، تبدو خيارات السفر ضيقة للغاية لمجموعات معينة. أشعر بأن لدي فرصة أكبر للبقاء سالماً إذا ذهبت للتجذيف في خزان لسمك القرش.

لهذا السبب يجب على سوناك أن يصغي إلى دعوة "ويتش؟" – ليس فقط لأن ذلك سيحظى بشعبية، بل لأنه ضروري.

توافق هيئة الطيران المدني على ذلك، بعدما طالبت بصلاحيات تجعلها تتماشى مع الهيئات التنظيمية الأوروبية الأخرى. يقول الرئيس التنفيذي بول سميث إن الخطط التي أعلنتها الحكومة بالفعل ستحقق ذلك، إذ سيعطيها مزيداً من النفوذ لفرض غرامات. أعلنت هيئة الطيران المدني الشهر الماضي أنها اتخذت "إجراء إنفاذ ضد 'ويز إير'. في أعقاب بروز مخاوف كبيرة في شأن كميات كبيرة من الشكاوى الناجمة عن عدم إعطاء شركة الطيران الركاب ما يستحقونه".

لكن "ويتش؟" قلقة في شأن الجدول الزمني: متى من المرجح أن نرى هذه الصلاحيات المعززة تدخل حيز التنفيذ الكامل؟ لا تريد "ويتش"؟ أي تأخير وأنا أميل إلى الموافقة.

سيستفيد الجميع في نهاية المطاف من ذلك، حتى إذا، كما قد يجادل أوليري قائلاً، ارتفع سعر تذكرتكم الرئيس قليلاً نتيجة لذلك. سيكون ثمناً من المفيد أن ندفعه إذا وضع ذلك حداً للتجربة الجهنمية التي عاشها آل جافي، وعديد من المسافرين الآخرين أيضاً – انطلاقاً من الجبل السنوي من التقارير الإخبارية السلبية.

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس-الشرق الأوسط-



مقالات أخرى للكاتب

  • إيلون ماسك يزرع رقائق كمبيوتر في الأدمغة... كيف أحصل على واحدة؟
  • مشكلة الوعد بتخفيض الضرائب: لا يمكننا تحمل كلفته
  • هل يمكن لمنتدى دافوس أن يفجر مفاجأة؟






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي