إيلون ماسك يزرع رقائق كمبيوتر في الأدمغة... كيف أحصل على واحدة؟
2024-02-02
جيمس مور
جيمس مور

هل تعهدون أنتم بثقة إلى إيلون ماسك بوضع رقاقة في دماغكم؟

قد يكون هذا خطوة يمكن التفكير في اتخاذها، بالنظر إلى أن إحدى شركاته الناشئة - "نيورال لينك" - يقال إنها تفعل ذلك بالضبط.

إذا كنتم تعتقدون بأن الأمر يبدو أقرب إلى حبكة لرواية من روايات الخيال العلمي - شيء يحلم به ويليام جيبسون لصالح فيلم هوليوودي، مثلاً، مع كيانو ريفز في دور البطولة - فأنتم لستم وحدكم، بيد أن الغرض الحقيقي من الرقاقة (على عكس مجريات "جوني منيمونيك"، الفيلم العائد إلى عام 1995 والدائر حول ناقل بيانات يحمل غرسة دماغية زائدة الحمل) غرض طبي. لجأ ماسك إلى منصته "إكس"، المعروفة سابقاً باسم "تويتر"، للإبلاغ عن أن أول شخص شارك في الدراسة كان "يتعافى جيداً" وأن "النتائج الأولية تظهر اكتشافاً واعداً لنشاط الخلايا العصبية".

نظام ماسك، المسمى "التخاطر"، مصمم للمساعدة في التعامل مع الحالات العصبية المعقدة - مثل تمكين الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي من "التحكم بالأجهزة الخارجية بأفكارهم".

إذا نجح النظام - ويجب أن أؤكد أنه لم يتم التأكد من صحة مزاعم ماسك - فهل ستقومون بالأمر؟ أعرف أنني سأفعل. يشبه السؤال قليلاً سؤالاً عما إذا كان المرء يوافق على تناول البسكويت اللذيذ والخالي من السعرات الحرارية كل صباح. ونعم، يمكنني أن أتخيل إخلاء المسؤولية المكتوب بأحرف صغيرة: "إذا كنتم ترغبون في استخدام جهاز 'نيورال لينك' الخاص بكم، يجب عليكم أولاً قبول تكنولوجيا المتابعة الخاصة بنا... انقروا 'نعم' للموافقة...".

أنا أمزح. لكن هل تكنولوجيا "نيورال لينك" حقاً بعيدة المنال هذا البعد؟

الإيجابيات المحتملة مغرية بما فيه الكفاية لأولئك منا الذين قد يستفيدون منها. بل قد تكون مغرية بما فيه الكفاية فنكون على استعداد لتنحية اعتراضاتنا (الحقيقية جداً) جانباً. الإيجابيات المحتملة ضخمة.

وعلى رغم أن فكرة "رقاقة في دماغ" قد تبدو بائسة بعض الشيء، فإنني دليل حي على أن التكنولوجيا الطبية لديها بالفعل القدرة على تغيير الحياة. في الواقع، أنا جالس هنا أكتب وثمة قطب كهربائي موضوع على الجانب السفلي من ذراعي اليسرى. أنا مصاب بمرض السكري من النوع الأول، كما ترون - حالة من حالات المناعة الذاتية مما يعني أن جسدي لم يعد يتمكن من إنتاج الأنسولين الخاص به منذ أن كان عمري سنتين فقط. يغذي القطب هاتفي المحمول بمستوى السكر في الدم لديَّ. ويصرخ الهاتف في وجهي إذا كانت مستوياتي مرتفعة جداً أو منخفضة جداً (وهذا أخطر)، حتى أتمكن من تعديلها عند الضرورة. فعل ذلك في قلب صالة للسينما ذات مرة، قبل أن أدرك أنني أستطيع إيقاف تشغيل التنبيهات. أمر محرج للغاية.

ومع ذلك، كان الأثر في حياتي اليومية دراماتيكياً. ليس متوسط مستوى السكر في الدم لديَّ الآن بعيداً من مستوى الشخص العادي. خلال الغالبية العظمى من الوقت، يكون من ضمن المجال الطبيعي. أفكر حالياً أيضاً في وضع قطب كهربائي آخر في العمود الفقري للتعامل مع آلام الأعصاب المعتلة التي أعانيها - آثار تعرضي إلى صدم من قبل شاحنة. يمكن للأعصاب الطرفية أن تشفى، لكن أعصابي لم تفعل - واستنفدت الخيارات الجراحية لإصلاح الضرر. في الأقل في الوقت الحالي. لكن ماذا عن المستقبل؟

ومع ذلك، ليس كل شيء سهلاً مع ماسك، كما قد تتوقعون. هو ليس منقذاً صريحاً من منقذي الخيال العلمي - إن رقاقته الدماغية حتماً سبب للجدل بالفعل. وعام 2022، خضعت "نيورال لينك" إلى تحقيق فيدرالي في الولايات المتحدة "بسبب انتهاكات محتملة لرفاه الحيوان"، وسط شكاوى موظفين داخليين من أن اختباراتها على حيوانات كانت "متسرعة، وتسببت في معاناة وحالات نفوق لا داعي لها".

وأخبر رئيس الوكالة المسؤولة عن رفاه الحيوان الكونغرس في وقت لاحق أنه لم يجد أية انتهاكات لقواعد البحوث الحيوانية بخلاف حادثة وقع عام 2019. ومع ذلك، نهاية العام الماضي، طلبت مجموعة من النواب الديمقراطيين من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية التحقيق في ما إذا كان ماسك قد ارتكب احتيالاً في الأوراق المالية من خلال تضليل مزعوم للمستثمرين في شأن سلامة غرسة الدماغ.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن شركات ومنظمات أخرى تعمل في هذا المجال. مثلاً، نجح المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان في تمكين رجل مشلول من المشي بمجرد أن فكر في ذلك.

ليست التكنولوجيا هي مصدر القلق بقدر ما هي مشاركة ماسك وأشخاص مثله فيها. يبدو أحياناً أنه لا يستطيع التحكم بنفسه. أينما كانت هناك حدود، يمكنكم أن تضمنوا تقريباً أنه سيجد طريقة لمحاولة تجاوزها. ويمكن لموقفه المتحدي أن يصبح مصدر قلق حقيقي، بسبب الأخطار التي تنطوي عليها أي تكنولوجيا جديدة. ومن الواضح أن أحد هذه الأخطار هو الدافع إلى الربح. هو يوفر الوقود للابتكار، صحيح - لكن أيضاً لتدوير الزوايا و(ربما) للفضيحة.

ومع ذلك، ندخل عالماً جديداً مليئاً بالشجاعة. تغير التكنولوجيا الطبية الحياة ويمكن أن تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. أنا بالفعل أحد المستفيدين. ليست الرقاقة الدماغية، في حد ذاتها، ما سأقاومه. سأقاوم الرقاقة الدماغية التي يصنعها ماسك.

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس-اندبندنت عربية-



مقالات أخرى للكاتب

  • مشكلة الوعد بتخفيض الضرائب: لا يمكننا تحمل كلفته
  • هل يمكن لمنتدى دافوس أن يفجر مفاجأة؟
  • رسوم "رايان إير" الإضافية مخزية وأرباحها جنونية






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي