هل سيكون رمضان شهر صراع بين بن غفير ووزير الدفاع؟
2023-03-19
كتابات عبرية
كتابات عبرية

أصبح شهر الصيام الإسلامي، رمضان، منذ زمن “موعداً” إسرائيلياً معداً للاضطرابات. لكن الآن، في ظل الحكومة الخطيرة برئاسة رئيس وزراء حاضر – غائب، تطور هذا الشهر ليصبح اختباراً أعلى للوطنية والسيادة؛ أي استعراض عضلات إسرائيلية.

قبيل هذا الشهر بالذات، وجدت الحكومة من الصحيح أن تواصل هدم المنازل في شرقي القدس، بل وعدلت قانون فك الارتباط بشكل يسمح بالبقاء في المستوطنات التي أخليت في حينه في 2005. وقد أجيز التعديل بالقراءة الأولى. وأخيراً، ثمة مخطط لمسيرة جماهيرية إلى البؤرة غير الاستيطانية “أفيتار” في أسبوع الفصح “ضد النية للمس بسيطرتنا في بلاد إسرائيل”. والتطلع “لتخفيض مستوى اللهيب” يلقى إضافة مواد اشتعال برعاية ايتمار بن غفير. “جنون تام واستسلام للإرهاب”، هكذا وصف وزير الأمن القومي إجراء إغلاق الحرم لعشرة أيام في رمضان.

ثمة مسؤولون كبار في جهاز الأمن شاركوا في نقاش مغلق، بلّغوا عن تخوفهم من الإخطارات المتزايدة بالعمليات، وليس أقل من ذلك سلوك بضعة من أعضاء الحكومة ممن يتخذون القرارات دون تشاور أو محاولة لسماع ما هو موقف قادة جهاز الأمن في المسألة – مثل قرار هدم المنازل رغم الموقف الأمني.

في الوقت الذي يحتاج فيه المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، كامل التعاون مع القيادة السياسية المسؤولة عنه كي تجتاز إسرائيل الأعياد بالحد الأدنى من العمليات والخسائر، ها هو يجد أمامه وزيراً معادياً، قومياً متطرفاً، جلاً لا هم له سوى صورته وليس النتائج القاسية التي تسببها تصريحاته.

علينا ألا ننسى أن بن غفير لا يعمل في فراغ؛ فهو مدعوم بمساند سياسية عليلة تمتلئ بتقويمات وضع أمنية. فالمشورة السياسية التي تحذر من مس محتمل بمكانة إسرائيل، يلغونها بدعوى أنها تمس مساً خطيراً بـ “إرادة الناخب” وتستسلم لضغوط خارجية. رئيس الوزراء، في لحظة نادرة من التصميم، وإن قرر تأجيل تسوية “أفيتار” وإخلاء الخان الأحمر إلى ما بعد شهر رمضان، لكنه لا يزال يعرف أي ثمن سيعطيه للمستوطنين مقابل التأجيل، إذا ما نجح حقاً في تنفيذه.

تضم الحكومة أيضاً أعضاء مثل يوآف غالنت وآفي ديختر ممن يعرفون حجم الخطر ومساهمة زملائهم فيه. ولما كان رئيس الوزراء لا يؤدي مهامه، فملقيّ عليهم، وأساساً على وزير الدفاع غالنت، مسؤولية شد الكوابح أمام دواليب الجنون ليكون مصدر حماية كي تتمكن الدولة من اجتياز شهر رمضان وعيد الفصح بسلام نسبي.

 

بقلم: أسرة التحرير

 هآرتس 19/3/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • الأمن الإسرائيلي متوجساً من "لاهاي": ما مصير علاقاتنا مع الولايات المتحدة؟  
  • “الجزيرة” تنشر “فيلم رعب”.. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: كانوا في ساحة شهدت قتالاً من قبل!
  • هل تستغل إسرائيل خلافات حماس وفتح لإقامة حكم عسكري يبدأ من شمالي قطاع غزة؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي