ما مصير حزب الليكود في ظل معضلة القيادة بعد نتنياهو؟
2022-01-20
كتابات عبرية
كتابات عبرية

يقف الليكود أمام واحدة من أكبر الأزمات القيادية التي شهدها. فقد درج أعضاء الحزب على التفاخر بأن ترأسه 4 رؤساء فقط منذ تشكيله. وكلهم، دون أي استثناء، تولوا منصب رئاسة الوزراء. فالحركة الفاخرة التي قامت بتغيير الحكم في 1977 وتتحكم بالدولة منذئذ (باستثناء فترات قصيرة) غيرت الجينات السياسية لدولة إسرائيل التي حكمها على مدى السنين حزب مباي، والكيبوتسات والاستيطان العامل.

مناحم بيغن، وإسحق شامير وأرئيل شارون جروا وراءهم جمهوراً هائلاً أيدهم لهذه الاعتبارات، ولأسباب أخرى أيضاً؛ فبعضهم انطلاقاً من التماثل الأيديولوجي مع رؤية بلاد إسرائيل الكاملة، وآخرون انطلاقاً من كراهية لاذعة لحكم اليسار المتعالي، الذي مله الناس مع السنين. ثلاثتهم كانوا قادة محبوبين في صراعات عسكرية قبل وقت طويل من دخولهم إلى الحياة السياسية. وكان بنيامين نتنياهو الوحيد الذي برز كدبلوماسي وكسياسي بنكهة أمريكية. في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، تجاوز الحرس القديم بسهولة واحتل الليكود بعصف.

ليس واضحاً في هذه المرحلة ما سيكون مصير التسوية القضائية مع نتنياهو. ولكن ما دامت على جدول الأعمال فهذا يكفي لهز الساحة السياسية. فضلاً عن يولي أدلشتاين، الذي أعلن قبل بضعة أشهر على الملأ بأنه سيتنافس على قيادة الليكود، فإن الآخرين جميعاً يستعدون على الخطوط وينتظرون اعتزال نتنياهو الرسمي والنهائي للحياة السياسية. وطالما لم يقل الكلمة الأخيرة، يخشون من أن يساء لهم خشية أن ينظر إليهم كمن يوزعون جلد الدب قبل الأوان، فيشار إليهم كمن يتآمرون عليه ويسعون لتنحيته.

هذا الأسبوع، بعد أن خرجت الاتصالات بين محامي نتنياهو والمستشار القانوني للحكومة مندلبليت إلى النور، استيقظ المستطلعون والمحللون والمضاربون، ممن يتوقعون المصائب ويرون المستقبل. كلهم حاولوا التنبؤ بما سيؤول إليه ائتلاف الأطراف، المعارضة من اليمين، والليكود وشركاؤه الطبيعيون (الذين أوضحوا بأنهم مخلصون لنتنياهو وليس للكتلة) ومستقبل مدعي التاج. لا شك أن تغييرات ستحدث في كل الجبهات إذا وقع نتنياهو على تسوية قضائية ونزل عن الساحة العامة.

بعد 14 سنة متواصلة في قيادة نتنياهو التي لا جدال فيها، فالليكود كفيل بأن ينتخب رئيساً جديداً. قائمة المرشحين المحتملين طويلة، وتضم: إسرائيل كاتس، ونير بركات، ويولي أدلشتاين، وآفي ديختر، وتساحي هنغبي، وميري ريغف، وأمير أوحنا، وجلعاد أردان، ويوسي كوهن. وغير مستبعد أن يكون هناك المزيد. لا يعد أي منهم زعيماً طبيعياً، ولا أحد منهم يقترب من كاريزما نتنياهو. معظمهم قاتمون كاليوم البارد. ومع أن الحديث يدور عن حزب ديمقراطي، فقد تبنى الليكود نمط الولاء الشخصي لزعيمه، على حدود السجود. فلم يتمكن الليكود من تطوير جيل جديد من الزعماء المستقلين ذوي القامة، بينما امتلأت مقاعده في الكنيست بنشطاء صاخبين سذج وكأنهم جوقة مشجعين برلمانية.

تثني الاستطلاعات الآن على بركات. لو أجريت الانتخابات هذا الأسبوع لحافظ رئيس بلدية القدس الأسبق على قوة الليكود بصفته الحزب الأكبر في الكنيست (مع 28 – 29 مقعداً)، ولتصدر رفاقه بمدى الدعم في داخل الحزب وخارجه. ومع ذلك، ينبغي أن نتذكر بأن الليكود في هذه المرحلة لا يزال يتمتع بأثر سنوات حكم نتنياهو. ليس مؤكداً أن هذا ما سيكون عليه الوضع في لاحقاً. معظم المتنافسين الآخرين يقفون عند نسب تأييد من منزلة واحدة في الوقت الذي لم تبدأ فيه المعركة الحقيقية.

كائناً من كان سينتخب لقيادة الليكود، فانه سيضطر للسير بحذاء عال في متسودات زئيف خوفاً من الأفاعي، بل ومع سترة واقية في الكنيست. قد ينسى الإسناد والثناء، إن لم نقل الإعجاب، الذي حظي به أسلافه. وإذا ما سعى للمحافظة على مكانة الليكود بصفته الحزب الأكبر والأكثر تأثيراً في إسرائيل فعليه أن ينمي شريحة جديدة ومناسبة من القيادة، ويعود إلى قيمه الديمقراطية والرسمية القديمة.

 

بقلم: اوريت لفي نسيئيل

معاريف 20/1/2022



مقالات أخرى للكاتب

  • هل كان "منع الفيتو الأمريكي" متفقاً عليه مع تل أبيب؟  
  • الأمن الإسرائيلي متوجساً من "لاهاي": ما مصير علاقاتنا مع الولايات المتحدة؟  
  • “الجزيرة” تنشر “فيلم رعب”.. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: كانوا في ساحة شهدت قتالاً من قبل!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي