لهذه الأسباب يستحق منصور عباس أن يكون رجل هذا العام في إسرائيل
2021-09-05
كتابات عبرية
كتابات عبرية

أمامكم، أيها القراء، محاولة متواضعة لإنعاش تقاليد صحافية: مع مغادرة السنة الماضية بسلام، نسأل من هو رجل السلام. الجواب صعب. ستقولون إنه نفتالي بينيت، خليفة نتنياهو. وربما تختارون نتنياهو نفسه، فاسمه في الاستديوهات في كل خطاب سياسي حتى بعد 12 سنة من تولي المنصب.

ولكن إذا كان رجل السنة هو من كان تأثيره حاسماً على الحياة العملية، فبرأينا سيكون النائب منصور عباس، زعيم حزب الموحدة “راعم”. فقد وقعت هذه السنة ظاهرة غير مسبوقة: سياسي عربي مسلم ربط حياته السياسية مع حكومة يهودية – صهيونية. في 1948، مثلما في السنوات التالية لها، من كان يتخيل واقعاً سياسياً كهذا، تعمل فيه حكومة يتعلق وجودها بتأييد كتلة فيها أربعة نواب عرب؟ وهي حكومة يقف على رأسها شخصية يهودية، صهيونية، تتطلع إلى ضم إقليمي ليهودا والسامرة إلى إسرائيل وتؤيد توسيع الاستيطان اليهودي في كل أرجاء الوطن. في قائمة الـ 100 مؤثر في “ذي ماركر” جاء عباس في المكان الثامن، على مسافة بينة عن شريكيه السابقين: النائبين أحمد الطيبي وأيمن عودة، بل وقبل وزراء كبار.

من تنبأ: لأول مرة، نائب عربي هو من يقرر مدى حياة الحكومة. يعيش عباس معضلة: أي موقف يعرضه أمام إمكانية رد عسكري على العمليات؟ وفي المعسكر الإسرائيلي سيثور تساؤل: هل تمتنع حكومة بينيت عن عملية عسكرية انطلاقاً من مراعاة معارضة “راعم”؟ هل سيخاطر بينيت بتقصير أمام حكومته، إذا ما أمر بحملة عسكرية مع علمه أن “راعم” قد تتوقف عن تأييدها للحكومة؟ بالطبع، لا ينبغي الاستنتاج بأن النائب عباس يفكر بالانضمام إلى حزب صهيوني. وثمة شك بأنه قد شطب من وعيه التصريحات الفلسطينية المتطرفة. ولكن لا بد أن تأتي الساعة التي تلزمه باتخاذ موقف بالنسبة لمستقبل الحكومة.

ومع ذلك، قد يرى جزء من الجمهور العربي في إسرائيل بركة في زيادة ميزانيات الحكومية التي تحفز بالأمل، وتحسين وضعهم الاقتصادي – الاجتماعي. هذه هي الورقة السياسية القوية التي تحت تصرف عباس. وهو سيمتشق هذه الورقة عندما يضطر لصد منتقديه الذين يرفضون كل شراكة مع حكومة إسرائيل. فقد خاض عباس اتصالات مع زعيم اليمين أيضاً. واليوم، مضمون لحكومة بينيت أغلبية طفيفة في الكنيست. ولا يقل أهمية: نشأت سابقة امتناع “راعم”، القائمة الإسلامية، عن التصويت ضد الحكومة.

الواقع أدناه يعتقد أن شراكة النائب عباس في الائتلاف جديرة، ويجمل أن تحظى بالعطف. هكذا يعزز عباس بخطواته المسيرة المتعثرة في الطريق الصعبة لدمج الجمهور العربي في الحاضر الإسرائيلي. بالمقابل، لا يزال موقف الأغلبية الفلسطينية معادياً لعباس، ولا يمكن أن نعرف، فلعله تتبلور أقلية فلسطينية تقول بشجاعة: هناك ميزة ما في خطوات النائب عباس. وفي حساب النفس، لعل الفلسطينيين يفكرون بفصائلهم: ماذا حققوا حتى الآن في جهود الإرهاب؟ لقد تحطمت رؤياهم لتصفية إسرائيل.

 

بقلم: يعقوب احيمئير

إسرائيل اليوم 5/9/2021



مقالات أخرى للكاتب

  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   
  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  
  • إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي