كيف سيرد بينيت لو تلقى سؤالاً من بايدن حول الفلسطينيين؟
2021-08-26
كتابات عبرية
كتابات عبرية

وعد رئيس الحكومة نفتالي بينيت، بالتغيير وبرياح جديدة، لكنه وهو في طريقه إلى البيت الأبيض تمسك بتقليد قديم لسلفه بنيامين نتنياهو وهو “التحدث كثيراً بخصوص إيران والصمت كثيراً بخصوص الفلسطينيين”. ربما سيأمل أن مستضيفه، الرئيس جو بايدن، لم يسمع عنهم. وربما يأمل في أن يملأ المحادثة بعرض مفصل عن “خطته لصد إيران”، إلى أن ينفد الوقت فلا يتحدث بايدن عن المستوطنات في الضفة الغربية وعن الجبهة الآخذة في السخونة في قطاع غزة. ربما يعتمد بينيت على الأزمة السياسية التي يعلق بها الرئيس بعد الانسحاب من أفغانستان. يحتاج بايدن الآن إلى صورة ودودة مع زعيم دولة شرق أوسطية تعتمد على أمريكا. وهو لن يخرب الاحتفال بطرح مسائل مختلف عليها، التي يمكن أن تشق “حكومة التغيير” في إسرائيل.

لقد قرأت خطاب بينيت القصير عند صعوده إلى الطائرة، الذي فصل فيه المواضيع التي ستطرح في اللقاء مع بايدن، منها إيران، إيران، إيران، وتفوق إسرائيل العسكري، والاقتصاد، والهايتيك، والاختراع، وأزمة المناخ، وبالطبع “كورونا” ومكافحة سلالة الدلتا. هذه قائمة مدهشة. ولكن أي رئيس حكومة يزور واشنطن يمكنه حملها في جيبه. الجميع قلقون من النووي الإيراني وسلالة الدلتا. الجميع يريد اقتصاداً مزدهراً وتطعيماً فعالاً وسلاحاً أمريكياً.

إن ميزة إسرائيل تكمن في المشكلة الأمنية والسياسية الرئيسية، وهي السيطرة على الفلسطينيين والخطر على صورتها من اندلاع انتفاضة ثالثة و”عملية” جديدة في غزة أو مواجهة في الشمال. منذ الإعلان عن قيام الدولة، وقبل ذلك أيضاً، كانت العلاقات مع الفلسطينيين الموضوع الرئيسي على جدول أعمال الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل. ومنذ العام 1948 جعمل ميع الرؤساء الأمريكيين والإدارات الأمريكية وفقاً لموقف إسرائيل بدون احتجاج.

عندما تحدثوا أيضاً ضد المستوطنات أو أرادوا كبح الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة أو توسطوا في عملية سلمية، اكتفى الأمريكيون بضريبة كلامية ولم يطلبوا من إسرائيل إنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وشرقي القدس أو إخلاء المستوطنات أو تطبيق “حق العودة” للاجئي 1948، الذين يشكلون أسس الموقف العربي في النزاع. وكان الفيتو الأمريكي أحبط في مجلس الأمن أي مبادرة لاستخدام الضغط الدولي على إسرائيل أو فرض عقوبات عليها من أجل تغيير سياستها، رغم التأييد الكبير للمجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

لم يظهر بايدن في هذه الأثناء نيته الانحراف عن هذا التقليد، أو يصعّب على بينيت في موضوع المناطق وموضوع الاحتلال. الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، الذي يعارض تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل ويعارض الاحتلال والمستوطنات، يمكنه الصراخ بصوت عال، لكن تأثيره في سياسة الإدارة الأمريكية قليل، ومن المشكوك فيه أن يتمكن في الغد من اختراق سور البيت الأبيض. يأمل بينيت أن يقرأ بايدن بضعة أسطر في البروتوكول عن الحاجة إلى حل النزاع وجلب الأمل للشعوب وأمور أخرى مشابهة. ولكنه سيخاف من دعوة صريحة لتجميد البناء في المستوطنات أو من فرض إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، عملياً هي مثابة السفارة بالنسبة للفلسطينيين، على حكومة بينيت الهشة.

يحاول بينيت تجاهل الفلسطينيين، لأن أي تحرك له في هذا الموضوع الحساس قد يفكك ائتلافه. وفي مقابلته الأولى التي أجراها مع “نيويورك تايمز”، عرض بينيت سياسة سلفه التقليدية، وهي الحفاظ على الوضع القائم في المناطق [الضفة الغربية]. لاءات ثلاثة: لا للضم، ولا للانسحاب، ولا لعملية سياسية. ونعم واحدة، وهي “التكاثر الطبيعي” في المستوطنات. وإن المراوحة في المكان ستبقي زئيف الكين وتمار زندبرغ واييلت شكيد ومنصور عباس حول الطاولة نفسها. تولد لدى من أجروا المقابلة انطباع بأن رئيس الحكومة الجديد يظهر اهتماماً أكبر بالمسائل التكنوقراطية والبيروقراطية مثل عملية التطعيم الثالثة.

هكذا بقيت إيران على رأس المواضيع التي ستتم مناقشتها مثلما كان في عهد نتنياهو، باستثناء الفترة القصيرة لمبادرة الضم و”صفقة القرن”، التي تم تجميدها مقابل الاتفاقات مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. يعرف بينيت أن بمقدوره ضرب إيران كما يريد، ولا أحد سيترك الائتلاف بسبب ذلك. على الأكثر، سيتثاءب الوزراء أمام شرائح “خطة الصد” خاصته. وإيران معتادة على هذا الخطاب المتسرع لزعماء إسرائيل ضدها، وهي لا تتأثر منه بشكل خاص. سيؤدي بايدن دوره في العرض، وسيعلن التزامه الحازم بأمن إسرائيل، وسيواصل الأمل في أن يستجيب آية الله علي خامنئي لاستئناف الاتفاق النووي بدلاً من إحداث توتر في الخليج.

الأساس هو أن يتمكن بينيت من عودة سالمة إلى ائتلافه الذي يعيش على جهاز التنفس الاصطناعي، وأن يبتهج إزاء نتنياهو الذي سيراقب أثناء وجوده في إجازة في هاواي، خصمه الذي يجلس على أريكة في الغرفة البيضاوية.

 

بقلم: ألوف بن

هآرتس 26/8/2021



مقالات أخرى للكاتب

  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  
  • إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟  
  • كيف واجه أهالي دوما والمغيّر إرهاب المستوطنين؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي