رحل أحمد قايد صالح وبقيت الجزائر !!
2019-12-25
عبدالناصر مجلي
عبدالناصر مجلي

أحمد قايد صالح فارس عربي عملاق من الجزائر
ترجل عن جواده وغادر مرفوع الرأس الى بارئه بعد أن سلم الأمانة وحقن دماء شعبه.
أتته " فرصة" من ذهب لإختطاف الرئاسة الجزائرية لصالحه
في وقت كانت الجزائر في حاجة ماسة لمن يقودها في هذا الموج المتلاطم من الفتن
لكنه فارس
والفرسان الحقيقيون لايغدرون
لكنه رجل نبيل
والرجال النبلاء لايطمعون
لكنه قائد أمين والقادة الكبار الكبار لايخونون.
رجل وقف شامخا وأقسم أنه لن يسمح بأن تراق قطرة دم جزائري
فأوفى بقسمه ولم تراق قطرة دم واحدة.
ذات يوم ناديت الله سبحانه : اللهم احفظ الجزائر وأطل في عمر أحمد قايد صالح
حتى تخرج البلاد الى طريق السلام
كنت أخشى أن يموت الرجل وهو الكبير السن
وهو قائد الجيش الباسل في وجه العاصفة
وهو صمام أمان الجزائر وسيفها ودرعها وفارسها الكبير
كنت أخاف عليه كما لوكان أبي
وأنا الفتى اليماني الذي لامصلحة له في الجزائر ولا قُربى
إلا مصلحة سلامة بلد عربي شقيق
وقُربى الدم والدين والتاريخ العربي المجيد الواحد .
الله ..الله على أقدار الرجال
الله..الله على بسالات الفرسان
الله..الله عليك ياشعب الجزائر العظيم
الذي ارتضيتها سلمية منذ اليوم الأول وحتى الان وفوت الفرصة
على ضباع الداخل والخارج أن يسرقوا هبتك الوطنية ويقودوكم وبلادكم الى الهاوية.
مات أحمد قايد صالح
وهو الذي قال نحن زائلون ويبقى الوطن !
كان بإمكانه أن يلعب الدور كاملا وينزل الى الشارع
ليلعب دور المنقذ الهمام ويدغدغ مشاعر البسطاء بالأكاذيب والوعود الزائفة
لكنه كان يعلم بأن هذا هو دور الجبناء والمنافقين وأبناء الليل والقراصنة والأنذال
كان يعلم بأن الجزائر التي ضحت بخيرة رجالها في سبيل الإنعتاق المنشود من قبضة الاستعمار البغيض
تستحق أن يُحفظ لها جلالها وقدرها وسموها وشرفها الرفيع ودماء أبناءها الشجعان في ميادين الوطن الكبير
ولذلك فقد لزم مكانه لايتزحزح كجندي أمين في موقعه رافعا علم الإخاء والسلام والوئام لشعبه
وشاهرا سيف الحق ومن ورائه جيش الجزائر العملاق في وجه الطامعين والحاقدين
المختبئون وراء الأكمات المتعددة والمتلونة التي بدأت تزحف بقضها وقضيضها لنهش الجزائر والفتك بها
ولم تفتنه المغريات السقيمة ومقاصد السراق
فالشرفاء لاتبهرهم أضواء المنفعة الشخصية
ورجال الدولة الأوفياء والحقيقيون لاتحركهم غرائز الطمع السلطوي الرخيص
أو تؤثر فيهم وسوسات الطامعين
والمنافقين الراقصون على كل الموائد .


أحمد قايد صالح لم يكن نبيا
كان جنديا عربيا جزائريا اقسم بالله العظيم أن يحافظ
على الجمهورية وعلى الدستور وعلى أمن الشعب
فأوفى بقسمه ثم غادر بصمت بعد أن سلم الأمانة الى أهلها وعبر صناديق الاقتراع.
أحمد قايد صالح
رجل نادر في زمان مثخن بأشباه الرجال
فارس شجاع في زمن كثر فيه الجبناء
وقائد لانضير له كان بقامة الجزائر نفسها
وما أدراك ما الجزائر
وما أدراك ما شعب الجزائر
وما أدراك بسيوف الجزائر العربية الأصيلة البتارة
إن أُمتشقت في وجه الطغاة والغزاة.
من حق الفرسان علينا أن نرثيهم وأن نبكيهم
فلا يحق البكاء إلا على الكرام الشجعان الأماجد.
رحل أحمد قايد صالح
والجزائر بعده بفضل الله تنعم بالحياة
هذا درس بليغ لايؤديه إلا معلمون كبار
أصحاب قلوب كبيرة
وأرواح خيرة تسمو الى مجد الوطن وليس الى مجدها الشخصي الآني والزائل.
فيا أيها الجزائريون الشرفاء
لقد رحل أحمد قايد صالح بعد أن حقن دمائكم
وأمّن بعون الله وتوفيقه وطنكم وجمهوريتكم
فلاتنكصوا على أعقابكم بعده وتخربون بلادكم بأيديكم
فوالله بأن أعدائكم يتربصون بكم الدوائر
وإن سقطتم في الفتنة لاقدر الله فلن تقوم لكم قائمة
حافظوا على جمهوريتكم
حافظوا على دستوركم
حافظوا على ديموقراطيتكم
وعلى دماء شهدائكم الذي ضحوا بأرواحهم في سبيل استقلال الجزائر المجيد
وحافظواعلى جيشكم وأمنكم
ولاتشتطوا في المطالب
ولاتغالوا في الضجيج
والحكمة الحكمة
والصبر الصبر
والسلام السلام
واحمدوا الله الذي سلم بلادكم من الفتنة فلا توقظوها واتركوها نائمة
لعنها الله من فتنة خبيثة إن استيقظت فستحرق الاخضر واليابس
وانظروا حولكم بعض اشقائكم تتخطفهم المنايا من حولكم
لأنهم لم يكن فيهم فارس بحجم أحمد قايد صالح ينتصر للوطن
ويحفظ دماء أبناء شعبه من الفتن والنعرات والاحتراب الداخلي المفزع
واليوم ياشعب الجزائر العظيم
كلكم أحمد قايد صالح
الذي رحل الى بارئه وترك الجزائر أمانة بين أيديكم
وأنتم أهل لها
وأنتم حماتها
وأنتم حصنها المنيع الذي لن يستطيع أحد أن يخترقه مادمتم يدا واحدة.
الجزائر أمانة في أعانقكم جميعا
الجزائر أمانة في أعانقكم جميعا
الجزائر أمانة في أعانقكم جميعا
فحافظوا على أمانتكم
ياشعب البسالات كلها
يا أشرف الفرسان وأشجع الرجال!!

 

* كاتب وإعلامي وأديب يمني أمريكي



مقالات أخرى للكاتب

  • لقد انتصرت غزة ايها الجبناء
  • لو كنت مكان عبدالملك الحوثي - عبدالناصر مجلي
  • رغم حبهم للحرب إلا أن السلام سينتصر رغم أنوفهم





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي