الفوضى غير الخلّاقة
2021-05-30
مشعل السديري
مشعل السديري

كشف رئيس الجمهورية العراقية (برهم صالح) عن أن العراق خسر (مئات المليارات من الدولارات)، منذ سقوط نظام صدام حسين، وعزا ذلك إلى استشراء الفساد المالي والإداري في دوائر الدولة ومؤسساتها، وأكثر السرقات هربت للخارج، وأعلن أنه سيقدم مشروع قانون لاستعادة الأموال ومحاسبة المفسدين وتقديمهم للعدالة – انتهى.

ويُشكر الرئيس على كشفه ووعده، غير أن سؤالي هو: كيف أن هذه السرقات المهولة خلال 19 سنة مرت (مرور الكرام) من دون أن ينتبه لها أحد، إلا بعد أن طارت (طيور الظلام) بأرزاقها المحرمة؟!

فأين كان الرؤساء والمسؤولون المتعاقبون قبله ابتداءً من: محمد بحر العلوم الذي تولى منصبه منذ 13-6-2003، وبعده: 2/ إبراهيم الجعفري - حزب الدعوة الإسلامية، 3/ أحمد جلبي – المؤتمر الوطني العراقي، 4/ إياد علاوي - حركة الوفاق الوطني، 5/ جلال طلباني – الاتحاد الوطني الكردستاني، 6/ عبد العزيز الحكيم - المجلس الأعلى الإسلامي، 7/ عدنان الباجه جي - مجلس المستقلين الديمقراطيين، 8/ محسن عبد الحميد، الحزب الإسلامي العراقي، 9/ محمد بحر العلوم مرة ثانية، 10/ مسعود برزاني - الحزب الديمقراطي الكردستاني، 11/ عز الدين سليم - حزب الدعوة الإسلامية، 12/ غازي الياور - العراقيون، 13/ إياد علاوي مرة ثانية، 14/ إبراهيم الجعفري مرة ثانية، 15/ نوري المالكي - حزب الدعوة الإسلامية (فترتين)، 16/ حيدر العبادي – حزب الدعوة الإسلامية، 17/ عادل عبد المهدي - مستقل، 18/ مصطفى الكاظمي - مستقل، وهو الذي يرأس الحكومة حتى الآن - ونحن ما زلنا نتوسم فيه الخير.

ولكي تعرفوا أن (الطاسة ضائعة)، فهناك أكثر من (30) حزباً آخر تنتظر الدور لتظفر بالغنيمة، أما إذا أردتم أن (أمخول) عقولكم قليلاً، فهناك أيضاً حركات معظمها والغة بالدماء، و(80 في المائة) منها مع الأسف صناعة إيرانية، منها على سبيل المثال:

جيش المختار - حزب الله العراقي - ميليشيات بدر - عصائب أهل الحق - كتائب الخرساني - كتائب الإسلام - ميليشيا الزركوشي - ميليشيا أبو الفضل العباس - لواء عمار بن ياسر - قوات محمد باقر - كتائب سيد الشهداء - لواء الحمد - لواء ذو الفقار - كتائب موسى الكاظم - لواء الحسين - وإن نسيت فلا يمكن أن أنسى (الحشد الشعبي) الذي يستمد دعمه من (فيلق القدس) الإيراني.

فبالله عليكم، كيف يمكن لسفينة العراق أن تصل إلى بر الأمان، وفيها هذا الحشد المتناقض من (القباطنة)؟! ولا أقول أكثر من ذلك، لأن يدي تعبت فعلاً ومعها قلبي كذلك – لك الله يا عراق.

رحمك الله يا (بدر شاكر السياب)، كنت أرغب أن أنشر بعض الأبيات من قصيدتك، التي وجهتها إلى أهلك في العراق وهي بعنوان: (رسالة من مقبرة)، غير أن حيز العمود عندي أضيق من قبرك.

 

  • كاتب سعودي

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • غزوة «التوك توك»
  • بين الكويت وأميركا
  • امرأتان في الميزان





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي