اتفاق الرياض..استجابة ضرورة وأفق استراتيجي
2019-11-04
زيد محمد الذاري
زيد محمد الذاري

كثير ما يمكن قوله حول الاتفاق التاريخي لقوى يمنية في الرياض والمزمع توقيعه في الخامس من نوفمبر الجاري ..ولن يستطيع مقال إيجاز أبعاده المختلفة وخلفياته القديمة ودلالات المستقبل فيه.

هو تاريخي بدون أدنى شك ومفصل هام في حياة الجزيرة العربية وتراكم القوى التاريخية فيها وما أنجزته من أدوار وامتحانات ونتائج. وهو أيضا مؤشر لمرحلة نضوج مكتملة لرؤى جديدة مستوعبة لمتطلبات المستقبل.
قد لا يكون توديع كامل لمرحلة طويلة من الصراعات المزمنة في اليمن والتي تفاقمت بمرور الوقت إلا أنه بداية مسار يستجيب لأغلب مسببات الصراعات اليمنية ويتضمن في رسائله العديدة رؤى وقواعد ومحددات لمستقبل أكثر انضباطا واقل مخاطرة مما اعتدناه في التسويات السابقة.
وكما انه استجابة عاقلة من اطراف الصراع في عدن والجنوب لضرورة اعتماد لغة التفاوض والتنازل المتبادل والثقة المتبادلة بدلا عن استمرار دوامات الموت وأعاصير الإلغاء التي تلاحقت لعقود كانت عدن فيها ساحة حرب مستمرة، فهو أيضا أفق استراتيجي لطبيعة الحلول الممكنة في بقية جزيئات الصراع اليمني.

من الإنصاف الإشادة بالدور التاريخي للمملكة العربية السعودية في إنجاز هذا الاتفاق والذي كان مستحيلا أن يرى النور لولا إرادة وتبني المملكة له والعمل على إنجاحه رغم التناقضات العميقة، وأظهرت المملكة بما تمثله من قيمة كبيرة ضامنة أمام الأطراف المتصارعة وأمام العالم حرصها على الجميع وقدرتها على خلق فرص حقيقية للمصالحة وللسلام ورعايتها المباشرة لما يتحقق.

مع تبريكنا لهذا الانجاز نتطلع إلى أن يعم هذا النموذج بقية الأطراف وأن يسدل الستار على حقبة الصراعات في جنوب الجزيرة العربية إلى الابد، وان تتحول الإرادات إلى الانسان وحريته وإلى التنمية والعيش الكريم لمواطنيه.


*رئيس ملتقى الوئام الوطني اليمني



مقالات أخرى للكاتب

  • وانتصرنا بالتلاقي والسلام
  • في ذكرى التأسيس لوطن
  • خطى نحو السلام





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي