
رأت مجلة “إيكونوميست” أن الانقسام السياسي في إسرائيل يتحمل مسؤوليته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وحاولت المجلة تفسير الانسداد السياسي الأخير الذي أدت إليه رابع انتخابات في إسرائيل وفي أقل من عامين.
وقالت إن عد الأصوات في انتخابات 23 آذار/ مارس لم تكشف عن رابح واضح، فلم تفز الأحزاب التي توقع الكثيرون فوزها لكي تدعم ائتلافا مع نتنياهو. ونفس الوضع يصدق على الأحزاب المنافسة له، حيث لم تربح غالبية أصوات واضحة تؤهلها لتشكيل الحكومة.
وترى المجلة أن حالة الانسداد السياسي ليست جديدة على إسرائيل التي نظمت أربع جولات انتخابية كلها فشلت في تحديد فائز واضح. وهناك إمكانية لعقد انتخابات جديدة خامسة في الصيف.
وتتساءل المجلة عن سبب عقد انتخابات كثيرة في إسرائيل. وتجيب أن المقاعد في الكنيست موزعة بطريقة متناسبة وبنسبة تؤهل الأحزاب للحصول على مقاعد فيها (3.25% من مجمل الأصوات).
ولم يحدث أن حصل حزب على غالبية المقاعد، ولهذا تُشكل الحكومة عبر ائتلاف. وتختلف الأحزاب المشاركة في الحكومة بالمواقف وكذا بالقواعد الانتخابية التي تمثلها، مما يجعل الحكومات الائتلافية هشة ومنقسمة وغير مستقرة. ومع أن دورة الكنيست تستمر خمسة أعوام إلا أنها عادة ما تُحلّ سريعا. وهذه هي الانتخابات البرلمانية الـ24 خلال 72 عاما، مما يجعل عقد أربع جولات انتخابية في أقل من عامين أمرا غير مسبوق.
والسبب وراء الانسداد السياسي المستمر في السنوات الأخيرة لا علاقة له بالأيديولوجيا أو السياسات، كما تقول “إيكونوميست” والموضوع الوحيد الذي يقسم الأحزاب في الكنيست هو إن كانت مستعدة للدخول في حكومة يترأسها نتنياهو أم لا.
وترفض الأحزاب اليسارية التعاون مع نتنياهو نظرا لسياساته الميالة نحو اليمين المتطرف، إلا أن أحزاب يمين الوسط والأحزاب اليمينية المتطرفة والتي عبرت في الماضي عن استعداد للعمل مع نتنياهو باتت ترفض التعاون معه. وهذا يعود إلى أنه يواجه محاكمات فساد ولأنه يدير الحكومة بطريقة أوتوقراطية.
ونظرا لأن المعارضة لنتنياهو تدور حول رفض شخصيته وليس الأيديولوجيا، وتأتي من أطراف متنوعة داخل الطيف السياسي الإسرائيلي، بما فيها اليمين القومي المتطرف والأحزاب العربية، فالشيء الوحيد الذي تتفق عليه هذه الأحزاب هي الرغبة بالتخلص منه.
وهناك غالبية قليلة (55%) تريد مغادرة نتنياهو رئاسة الوزراء، لكن الأحزاب التي تصوت لها غير قادرة على الاتفاق حول بديل أو الجلوس معا في ائتلاف، وحتى يستطيع نتنياهو تجميع ائتلاف بغالبية قليلة أو تتعاون المعارضة مع بعضها البعض، فمن المتوقع أن تذهب إسرائيل إلى صناديق الاقتراع في القريب العاجل.