حادثة أتلانتا تزيد من مخاوف العنصرية ضد المجموعات الآسيوية في الولايات المتحدة

2021-03-19

علاء الدين بونجار

التحقيقات حول العملية الاجرامية التي نفذها الأمريكي روبرت ارون لونغ في أتلانتا بولاية جورجيا مازالت متواصلة، الطابع العنصري لم يُثبت رسميا، لكن ما حدث زاد من مخاوف المجموعات الاسيوية في الولايات المتحدة والتي تعاني من تنامي العداء ضد الاشخاص من اصول صينية

مباشرة بعد جريمة أتلانتا، كثفت الشرطة الامريكية من دورياتها في شوارع سان فرانسيسكو التي تقطنها مجموعات آسيوية، كذلك تم تعزيز الأمن، وسط الأحياء التي يسكنها أشخاص أصول صينية ونفس الاجراء تم اتباعه في شيكاغو ونيويورك.

الهدف هو طمأنة الأمريكيين من أصول اسيوية والذين يقدر عددهم بنحو 15 مليون نسمة، وذلك بعد يوم على الهجمات التي أوقعت ثمانية قتلى وزرعت الرعب في صفوف المجموعات الآسيوية، حيث خلفت العملية ست ضحايا من بينهم أربع نساء ينحدرن من كوريا الجنوبية.

روبرت ارون لونغ، مطلق النار على صالونات تدليك آسيوية في أتلانتا، وجهت إليه تهمة القتل ونفى وجود أي دافع عنصري لديه قائلا إنه يواجه مشاكل "إدمان الجنس"، لكن المحققين يعتبرون أنه من المبكر التأكد من هذه الأقوال، لأن المتهم، كان يرغب في مواصلة افعاله وصولا الى فلوريدا. وبدون انتظار نتيجة التحقيقات أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن "الأميركيين من أصل آسيوي قلقون جدا"، وأضاف أن "أعمال العنف" بحق هذه الأقلية "مقلقة جدا. 

هذه الحادثة زادت من مخاوف سكان الولايات المتحدة من أصول اسيوية، حيث رصدت الجمعيات، تزايد الاعتداءات الجسدية واللفظية العنصرية ضد الآسيويين منذ ظهور وباء كورونا في الصين بنهاية 2019.

تقرير لمنظمة "ستوب هايت" ذكر أن 70% من الأشخاص من اصول آسيوية أكدوا تعرضهم لمضايقات شفوية وأكثر من شخص من بين عشرة، تعرضوا لاعتداء جسدي بين آذار/مارس 2020 وشباط/فبراير 2021. في المجمل، الجرائم التي تنفذ بدوافع عنصرية ضد الآسيويين تزايدت بمعدل ثلاثة أضعاف لترتفع من 49 الى 122 السنة الماضية في أكبر 16 مدينة أميركية بحسب دراسة أجراها مركز دراسة الحقد والتطرف.

تصريحات الرئيس الأسبق دونالد ترامب حول وباء كورونا وتحريضه ضد الصين والصينيين بوصفه الوباء "بالفيروس الصيني "، كان من بين العوامل التي أججت الحقد ضد الطائفة الاسيوية، حيث أشهر بعض الأمريكيين من بشرة بيضاء، عدائهم ضد الصينيين، وأطلقوا دعوات لتصفية البلاد ممن وُصفوا " الجنس الأصفر " أو "أصحاب العيون الضيقة "

ما حدث في جورجيا، أعاد إلى الأذهان، أحد صور العنصرية في العالم الغربي والتي انتقلت إلى الولايات المتحدة، فمنذ نهاية القرن التاسع عشر، انتشر مصطلح "الخطر الأصفر"، القائل إن شعوب اسيا القادمة من الشرق تشكل خطرا على الجنس الأبيض، حيث تزايدت العنصرية ضد اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية واستمرت ضد الصينيين أثناء حرب فيتنام وامتدت مع صعود اليابان والصين كقوتين اقتصاديتين.






شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي