17 ألف هزة أرضية في أسبوع واحد.. آيسلندا تترقب ثورانا بركانيا جديدا

متابعات الامة برس:
2021-03-09

الصغير محمد الغربي: شهدت آيسلندا خلال الأيام الماضية نشاطا زلزاليا مكثفا سجلت خلاله ما يزيد عن 17 ألف هزة أرضية في جنوب غرب الجزيرة البركانية، مما أثار مخاوف كبيرة من وقوع ثورات بركانية قد يمتد تأثيرها إلى مناطق أخرى من العالم. لكن هذا الحدث قد ينعش في الوقت نفسه "سياحة البراكين".

 

يبدو أن ما وقع في الجزيرة الواقعة شمال المحيط الأطلسي خلال الأسبوع فيما بين 24 فبراير/شباط الماضي وبداية مارس/آذار الحالي كان أمرا غير مألوف، رغم أنها تصنف منطقة ذات نشاط يركاني وزلزالي كثيف.

فقد اهتزت الأرض في شبه جزيرة ريكيانيس (Reykjanes) في الجنوب الغربي لآيسلندا بمعدل قارب هزتين أرضيتين كل دقيقة منها 3 تجاوزت شدتها 5 درجات على سلم ريختر، إضافة إلى العديد من الهزات الأخرى التي شعر بها سكان العاصمة ريكيافيك الواقعة على بعد 27 كلم.

وبحسب مقال نشره عالم البراكين في جامعة لانكستر (Lancaster University) البريطانية ديف ماكغارفي على موقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation)، فإن سلسلة الاهتزازات هذه تعتبر الأحدث في فترة النشاط الزلزالي المتزايد بشكل ملحوظ منذ أكثر من عام.

وهي أحد المظاهر التي تشير لتراكم الصهارة البركانية تحت السطح وزيادة احتمال وقوع ثورات بركانية في المنطقة.

وتشير الدورات السابقة للنشاط البركاني في المنطقة -التي كان آخرها تلك التي وقعت في القرن الرابع عشر- إلى أن هذا الاضطراب التكتوني قد يمثل بداية سلسلة من الانفجارات البركانية التي يمكن أن تستمر لمدة قرن.

وإذا حدث هذا، فإن شبه جزيرة ريكيانيس يمكن أن تغرق في وهج ألف حريق بركاني تشتعل وتختفي، ثم تعود للظهور بشكل متقطع طوال حياة الإنسان بأكملها.

أسباب النشاط التكتوني

تعود أسباب هذا النشاط التكتوني المكثف إلى وقوع آيسلندا في الجزء الشمالي من صدع منتصف المحيط الأطلسي، وهو حد تباعدي بين الصفائح التكتونية في قاع البحر ويمتد على طول المحيط. هناك، تنفجر الحمم البركانية وتبرد لتشكل قشرة محيطية جديدة على جانبي الصدع.

وتقع معظم سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي تحت الماء، لكن شبه جزيرة ريكيانيس تقع في الجزء الشمالي منها، لذلك فهي تنفصل تدريجيا عن الجزيرة الأم آيسلندا بمعدل 2.5 سنتيمتر سنويا.

ولأسباب غير معروفة، يتسارع فجأة اتساع الصدع مرة كل 800 عام أو نحو ذلك، مما يتسبب في زيادة كبيرة في الزلازل كما يحدث الآن.

تأثير دولي

يتمثل أكبر قلق دولي بشأن ثوران براكين آيسلندا في تعطيل الرحلات الجوية خاصة بين القارتين الأوروبية وأميركا الشمالية. إذ يمكن للرياح أن تحمل سحب الرماد بسرعة نحو أوروبا الغربية، كما يمكن أن تنتشر سحب الرماد في الغلاف الجوي وتصل إلى طبقة الستراتوسفير حيث تقع ممرات الطيران المزدحمة عبر الأطلسي.

ووفقا لمكغارفي فإن الثوران البركاني في هذه المنطقة لن يكون مثل الانفجار المدمر للغاية لبركان "إيافيالايوكل" (Eyjafjallajökull) في عام 2010 والذي أدى إلى تعطيل السفر الجوي في أوروبا لفترة. إذ تتكون الصهارات في جنوب غرب آيسلندا من نوع صخور البازلت السائلة. وينتج عن هذا تيارات بطيئة الحركة من الحمم البركانية.

كما أن هذه الانفجارات لن تنتج الكثير من الرماد، وبالتالي فإن خطر تعطيل السفر الجوي الدولي يعتبر ضئيلا للغاية. في حالة بدء ثوران البركان، سيتم إيقاف الرحلات الجوية تلقائيا في مطار كيفلافيك الدولي، الذي يبعد 22 كيلومترا فقط عن منطقة البركان.

 

"ثورات سياحية"

في آيسلندا، يطلق على هذه الانفجارات البركانية البطيئة والهادئة "الثورات السياحية" لأنها آمنة نسبيا ويمكن التنبؤ بها، وتوفر الفرصة لمئات من الناس لمشاهدة مشهد طبيعي ساحر، وقد تؤدي إلى تشكل أراض جديدة.

مع القيود الحالية على دخول آيسلندا بسبب جائحة كورونا، سيتعذر على السياح القادمين من دول أخرى السفر لرؤية الثوران البركاني المحتمل، في المقابل سيكون هناك الكثير من الآيسلنديين الذين يسافرون لمراقبته عملا بالمثل السائد هناك الذي مفاده أن الناس عادة ما يهربون من الانفجارات البركانية لكنهم في آيسلندا يركضون نحوها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي