مأرب ( الجمهورية اليمنية) - الأمة برس - عارف الواقدي - تحدثت مصادر عسكرية في محافظة مأرب، شمالي شرق اليمن، اليوم الأربعاء 3-3-2021، عن مساعي غير رسمية تُبذلها قيادة جماعة أنصار الله (الحوثيين) مع قيادات عسكرية بقوات الحكومة اليمنية وأخرى قبلية بالمحافظة من أجل إخلاء جثث قتلاها من مناطق المعارك الشرسة التي دارت في جبهات قتال مختلفة بالمحافظة اليومين الماضيين.
وبحسب المصادر فإن تلك المساعي التي تأتي إحداها من خلال إتصالات أجرتها قيادات قبلية رفيعة في مناطق جماعة الحوثيين بقيادات عسكرية وأخرى قبلية بمناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا في محافظة مأرب، وأخرى عبر منظمة الهلال الأحمر، وهو المخول بانتشال جثث قتلى الحرب من مناطق المواجهات، بأت بالفشل.
وترجع المصادر فشل تلك المساعي إلى عدم إتفاق قوات الحكومة وسلطة مأرب، مع جماعة الحوثي، بعد ان أرادت الأخيرة انتشال عدد محدود من جثث قتلاها عبر الهلال الأحمر، والتي تعود تلك الجثث إلى قيادات ميدانية منها، وفق ما تزعم المصادر التي تؤكد اشتراط قوات الحكومة ومأرب على الحوثيين برفع جميع الجثث دون استثناء.
واليومين الماضيين دارت معارك هي الأعنف بين قوات الحكومة وبين جماعة الحوثي في جبهات قتال مختلفة شمالي غرب وغرب وجنوب محافظة مأرب، إثر هجمات مكثفة من قبل جماعة الحوثي التي تحاول الدخول إلى المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
وخلفت المواجهات الدائرة في عدد من جبهات القتال في محيط محافظة مأرب حتى الأثناء - بحسب المصادر - مقتل وإصابة العشرات من مقاتلي جماعة الحوثي بينهم قيادات ميدانية بارزة، تذكر مصادر أخرى ان ما لا يقل عن 250 مقاتل من عناصرها قتلوا خلال يومين غربي المحافظة، لا تزال جثثهم ملقية في مناطق المواجهات.
مواجهات مستمرة
وحتى اليوم الأربعاء، لا زالت تدور في محيط المحافظة الغنية بإنتاج النفط والغاز، معارك هي الأعنف منذ عامين، تتركز أغلبها في جبهات الكسارة، وهيلان، والمشجح، إلى الشرق من مديرية صرواح، غربي المحافظة، وكذا بتباب ومرتفعات كوفل، ومحيط قرية الزور، القريبة من سد مأرب التأريخي.
وفي الوقت ذاته، تدور معارك شرسة بين الجانبين في عدد من جبهات القتال في مديريتي مدغل، ورغوان، في المحور الشمالي الغربي للمحافظة، تزامنًا مع احتدامها في العديد من جبهات القتال في مديريتي رحبة، والعبدية، جنوبًا.
وخلال المعارك المستمرة حتى اللحظة في مختلف مواقع وجبهات القتال قصفت مقاتلات التحالف العربي المساندة لقوات الحكومة والقبائل، 20 غارة جوية مستهدفةً عديد مواقع تابعة للحوثيين في مسرح العمليات الحربية.
مخيمات النازحين
وفي السياق ذاته، طال ضرر المعارك العديد من مخيمات النزوح غربي المحافظة، حيث تشير تقارير إدارة الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة إلى ان ما لا يقل عن 14 ألف نازح نزحوا من مخيمات سابقة كانوا ينزحون فيها في مديرية صرواح، بعد اقتراب المعارك من مخيماتهم.
وأشارت الوحدة التنفيذية في تقرير أخير صادر عنها، إلى ان تصعيد القتال في مختلف جبهات المحافظة أجبر نحو (14) ألف و(413) شخصًا، أي بواقع (2059) أسرة على النزوح مجددًا من مخيمات نزوح سابقة كانت تقطنها في مديريات صرواح، ورغوان، وبني ضبيان، وذلك خلال الفترة من 7 إلى 28 فبراير المنصرم، لافتًا التقرير إلى إفتقار هؤلاء النازحين للحد الأدنى من مقومات الحياة اليومية.