تتوهج في ظلام المحيطات الدامس

باحثون يكتشفون ثلاثة أنواع منها ..أسماك قرش عملاقة تضيء في أعماق البحار

2021-03-02

صورة تعبيرية لقرشقالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 2 مارس/آذار 2021 إن علماء متخصصين في دراسة أسماك القرش التي تعيش في المياه اكتشفوا أن هناك ثلاثة أنواع من هذه الأسماك قبالة نيوزيلندا والتي تعيش في أعماق البحار تتوهج في الظلام.

من بين هذه الأنواع الثلاثة ما يعد الآن أكبر الفقاريات المضيئة المعروفة، ويعد انبعاث الضوء المرئي من بعض الكائنات الحية من خلال تفاعل كيميائي ظاهرة منتشرة بين الأحياء البحرية، لكن هذه هي المرة الأولى التي توثّق ويجري تحليلها في قرش الكيتفين (Dalatias licha)، ونوعين من قرش كلب البحر هما Etmopterus lucifer وEtmopterus granulosus.

قروش عملاقة تضيء تحت الماء

هذه القروش جُمعت خلال دراسة استقصائية عن الأسماك في منطقة تشاتام رايز قبالة الساحل الشرقي لنيوزيلندا في يناير/كانون الثاني عام 2020. إذ يُعدُّ قرش الكيتفين، الذي يمكن أن ينمو حتى 180 سم، أكبر الفقاريات المضيئة المعروفة، لذا أشار إليه الباحثون باسم "القرش العملاق المضيء".

من ناحية أخرى فقد قال الباحثون في جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا والمعهد الوطني لأبحاث المياه والغلاف الجوي (NIWA) في نيوزيلندا، إن هذه النتائج كانت لها انعكاسات على فهم الحياة في أعماق البحار التي تُعدُّ أحد أقل النظم البيئية دراسة في كوكب الأرض.

إذ تعيش جميع أسماك القرش في المحيطات داخل ما يُعرف بمنطقة المياه متوسطة العمق أو "نطاق الشفق"، على عمقٍ يتراوح بين 200-1000 متر، وهو عمق لا يصل ضوء الشمس إلى أبعد منه.

أما عند رؤيتها من الأسفل، فتظهر أسماك القرش مضاءة من الخلف على سطح المياه اللامع، مما يجعلها عُرضةً للحيوانات المفترسة المحتملة دون أي مكان للاختباء.

التمويه إزاء أي تهديدات

من ناحية أخرى يشير الباحثون إلى أن منطقة أسفل البطن المتوهجة لدى هذه الأنواع الثلاثة قد تساعدها في التمويه إزاء أي تهديدات قد تأتيها من الأسفل.

أما في حالة سمكة قرش الكيتفين، التي لا تهددها مفترسات أخرى تقريباً، فمن الممكن أن تستخدم هذه المخلوقات بطيئة الحركة وهجها الطبيعي لإضاءة قاع المحيط أثناء بحثها عن الطعام أو للتنكر أثناء الاقتراب من فريستها.

في المقابل فقد كتب الباحثون في ورقة بحثية نُشرت في دورية Frontiers in Marine Science، أنه ستكون هناك حاجة إلى مواصلة الدراسة لتأكيد أي من الفرضيتين، بالإضافة إلى فهم كيفية عمل الضيائية الحيوية في الكائنات الحية، والآثار المحتملة على العلاقات بين الفرائس والمفترسات.

كذلك ووفقاً للباحثين، فإنه وبالنظر إلى الحجم الهائل لأعماق البحار وظهور الكائنات الحية المضيئة في هذه المنطقة، أصبح من الواضح الآن أكثر فأكثر أن إنتاج الضوء في الأعماق لا بد أن يؤدي دوراً مهماً في تشكيل أكبر نظام بيئي على كوكب الأرض، حسبما قال الباحثون المتخصصون في دراسة أسماك القرش.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي