طريق الاتفاق النووي طويل ومحفوفة بالمخاطر..  لماذا ترفض إيران اليد الممدودة من بايدن؟

متابعات الامة برس:
2021-03-02

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

واشنطن-وكالات: برفض إيران للمقترح الأوروبي بعقد اجتماع غير رسمي يمهد للعودة المتزامنة للإيرانيين والأميركيين إلى احترام اتفاق برنامج إيران النووي، تكون هذه القضية الشائكة قد دخلت منعطفا جديدا.

هذا ما يراه الكاتب بصحيفة لوبوان الفرنسية (Le Point) أمين عرفي، مشيرا في تقرير له عن الموضوع إلى أن هذا التطور إن دل على شيء فإنما يدل على أن قضية إحياء العمل باتفاق البرنامج النووي الإيراني، التي جعلت منها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أولوية في المنطقة، ستكون طويلة ومحفوفة بالمخاطر.

واستغرب أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس العلمي بجامعة طهران حمزة صفوي، في مقابلة مع لوبوان تقديم مثل هذا الطلب لإيران، قائلا "لماذا تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي بينما هم (الأميركيون) من انسحبوا منه من جانب واحد؟ لو كانت طهران تريد التفاوض بشأن شروط عودة واشنطن إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لكانت فعلت ذلك في ظل الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي عرض على إيران أكثر من ذلك بكثير".

وذكّر الكاتب بأن ترامب انسحب في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، الذي حدّ بشكل كبير من الأنشطة النووية الإيرانية وذلك رغم أن طهران كانت تحترم ذلك الاتفاق بشكل كبير، وحجة ترامب التي استند إليها هي أن تلك الاتفاقية لم تعالج جميع القضايا التي تعد مثار قلق من إيران في المنطقة (الأنشطة المزعزعة للاستقرار، والصواريخ الباليستية).

ترامب

ومنذ ذلك الحين، وفقا للكاتب، فرض ترامب "ضغوطا قصوى" على إيران في صورة عدة حزمات تمنع طهران من تصدير نفطها وعزلها تماما عن النظام المالي الدولي.

ويقدر صفوي بأن "الانسحاب الأميركي من خطة العمل الشاملة المشتركة كلف إيران أكثر من 100 مليار دولار، بينما لم تخسر الولايات المتحدة شيئا على الإطلاق"، متسائلا "كيف للأميركيين الآن أن يكونوا هم من يضعون شروطا على عودتهم؟".

لكن الكاتب يرد على صفوي بالقول إن كلامه كان سيعتبر منطقيا لو لم تقم طهران هي الأخرى بالتنصل من التزاماتها منذ مايو/أيار 2019 واستعادة نشاطاتها النووية الحساسة شيئا فشيئا.

وأضاف أنها تمكنت حتى الآن من إنتاج مخزون من اليورانيوم المخصب يبلغ 2967.8 كيلوغراما، وهو ما يتجاوز 14 مرة الحد المسموح به بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (202.8 كيلوغرام).

كما أعادت تخصيب اليورانيوم إلى 20% في يناير/كانون الثاني الماضي، وهو حد أعلى بكثير من ذلك الذي حدده الاتفاق (3.65%). وفي فبراير/شباط الماضي، ذهبت إيران إلى حد إنتاج معدن اليورانيوم، رسميا لتزويد مفاعلها البحثي بالوقود في طهران، ولكن يمكن استخدامه في تصنيع سلاح نووي.

روحاني

قلق متزايد

ولهذا يقول الكاتب، إن واشنطن ترى أن البرنامج النووي الإيراني في وضعه الحالي مقلق بشكل أكبر بكثير مما كانت عليها الحال عام 2018، بل إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، صرح بأن طهران لم تعد تحتاج لأكثر من "3 أو 4 أشهر لإنتاج القنبلة إن هي بدأت الشروع فيها".

ونقل الكاتب عن دبلوماسي غربي قوله إن واشنطن مستعدة للشروع في اتخاذ خطوات ولو صغيرة تكون متزامنة مع خطوات إيرانية للعودة بشكل تدريجي للاتفاق، لكن صفوي يرى أن طهران لن تتخلى أبدا عن صواريخها ولا عن نفوذها في المنطقة، إذ "لم تعد إيران تثق في الولايات المتحدة ولا حتى في أوروبا. والشيء الوحيد الذي سمح لها بالبقاء هو نفوذها الإقليمي وصواريخها، خاصة أن طهران تشعر بأن جو بايدن ينتهج ضدها سياسات دونالد ترامب نفسها".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي