الناقد اليمني الدكتور عمر عبد العزيز: انتظر مفاجئة روائية يمنية

خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية
2009-06-15

صنعاء – محمد الطويل وخالد اليريمي -  " أنا انتظر مفاجئة روائية يمنية" يقول ذلك الناقد اليمني الدكتور عمر عبد العزيز الذي التقته السياسية في صنعاء بداية الشهر الجاري، مطالبا الأدباء والمبدعين اليمنيين النظر إلى البيئة اليمنية، والتي تحمل في كل لحظة وفي كل زاوية مشاريع لأعمال روائية غاية في الأهمية.

ويقول مدير دائرة الإعلام والثقافة بالشارقة عن الفن التشكيلي اليمني:" هناك جيل جديد من التشكيليين اليمنيين الذين يخرجون تباعاً في مختلف المناطق حتى تلك المناطق التي لم نكن نتوقع قبل حين أن يخرج منها فنانين تشكيليين، وهذا يدل على أن هنالك تعطش للمعرفة وتعطش لترسيخ المعارف التخصصية في جوانب معينة وهناك روحية إنتاج وهذا المباراة، وهذا الملعب الذي يتسع في الجانب التشكيلي اليمني هو أمر يدعو إلى التفاؤل".
وعن استخدام الصورة في الصحافة اليمنية يقول:" لابد أن تخرج من إطار لنبطية المتعارف عليها لمجلس الوزراء وللبرلمان وندخل في إطار الصورة التعبيرية المقربة لوزير يرقد وهو في المجلس ولآخر ينفعل بطريقة غير سوية فالصورة المقربة تلعب دور كبير في الصحافة العصرية على اعتبار أنها صورة معبرة تعبر عن الغضب والانفعال والاسترخاء، وتعبر عن الراحة ولكن يجب أن يكون هذا الأمر فيه رشد ودون تصيد، فلا بأس من انتقد أنفسنا قبل أن ينتقدنا الآخرون، ولا يجوز لقائد سياسي وحكومي في مرفق معين أن ينام أو لا يحترم مواعيده أو أن يكون كرسيه شاغر.

*المشهد الثقافي اليمني كيف تنظر إليه؟
المشهد الثقافي اليمني هو تعبير موازي للمشهد العام في اليمن وهو مشهد يتسم بحراك متعدد متنوع له أبعاد ودلالات كثيرة جداً ، يؤشر إلى نزعة مستقبلية، وكل نزعة لا بد أن تتأسس على شكل مخاضات وأسئلة والحيرة الوجودية، وأزعم أن المثقفين هم أكثر الناس حساسية وتوتراً تجاه العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتبعاً لذلك فأن هذا المشهد يتسم بنزعة بانورامية تعددية تساؤلية محتارة قلقة ناقدة.. وهذا شكل من أشكال الإبداع، الذي يخرج في إطار هذه التساؤلات، ويمكن القول إجمالاً أن الثقافة في اليمن تشهد ازدهاراً، مؤكداً عطفاً على الزخم العام للمجتمع وطبيعته وتراكيبه وأنساقه المتنوعة وعلاقته المؤكدة بالثقافة العربية والثقافة الإنسانية، بالإضافة إلى توفر الوسائط المتعددة التي أصبحت تشكل رافعة من الروافع العامة في التعبير وإعادة التعبير عند كثير من الأدباء والمثقفين والتشكيليين والمبدعين إجمالاً.

*المثقف اليمني يشكو كثيرا...؟
هناك دائماً مسافة بين المثقف والمؤسسة وهذه ظاهرة إنسانية كونية، ولهذا السبب دائماً الحساسية والتوتر تجاه الواقع وتجاه الوجود الاجتماعي يتمثل في التوق إلى ما هو أفضل وإلى ما هو أجمل، ويتسم قطاع المثقفين على اعتبار أنهم تلك النخبة التي تتعاطى مع الكلمة وتتعاطى مع الفنون المختلفة، هذا القطاع من الناس يتمتع بتوتره وبحساسية من نوع استثنائي تجاه الوجود الاجتماعي، ونستطيع أن نقول بأنهم فئة من الناس يتجاوزون الوجود بوعيهم؛ ولهذا السبب بالطبع يسهمون في مسار التاريخ الإنساني على وجه الإجمال؛ لأنهم يتغربون اغتراب سيكلوجي تجاه الواقع، وهذا الاغتراب هو اغتراب وجودي وإنساني وهو في نفس الوقت اغتراب رائي لما هو افضل واجمل ، ومن هذه الزواية نستطيع ان نصل الى قناعة بأن المثقفين اليمنيين حتماً يقفون عند منطقة بعيدة قليلاً من الواقع ولكنها مفيده لانه تمثل حالة استشراف للمستقبل وتمثل حالة نقد جارح للواقع وعدم رضى ضمني وهذه الاشياء بجملتها تعني ان المجتمع حي ، فالمجتمع الذي لا يقبل بواقعه هو المجتمع الذي يتطور اما المجتمع المستكين القابل الراضخ لا يتطور ومن هذه الزواية استطيع ان اقول دائماً ان المثقفين دوماً يعيشون بنهر الواقع ودهر الثبات دهر التحول دهر التوق الى ماهو افضل ويعيشون احلاماً مثالية الفية جديدة وهكذا نستطيع ان نتلمس منطق التفاصل والتواصل بين المجتمع والمثقفين وبين المؤسسة والمثقفين من جهة اخرى وايضا بين السياسي والثقافي، مما هو أمر طبيعي في كل مكان في العالم وليس في اليمن فقط

* الإبداع الأدبي اليمني المهاجر قليل ؟لماذا؟
نحن في اليمن تجربتنا في الاغتراب دائماً متوازية مع تجربة المهنة والحرفة والزخم البشري القادر على ان يكون فعال في المساهمة في التنمية في عديد من بلدان الجوار الاقليمي وبلدان العالم والشاهد ان اليمنيين في الولايات المتحدة وبريطانيا ناهيك عن دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية يمثلون قوة فاعلة في المهن والحرف المختلفة بما في ذلك حتى صناعة السيارات وهذا شكل من اشكال الابداع ، غير ان الجنسية اليمنية لم تتعود على الهجرة ولهذا السبب قلة قليلة من الناس هم الذين يتواجدون في الخارج ، والحقيقة ان الهجرة لها معنى كبير فيما يتعلق ببيئة الخبر وبيئة العمل وبيئة التفاعل مع انساق مختلفة في ثقافة العمل وثقافة التعاطي مع الابداع ولهذا السبب مرات كثيرة يمكن للمبدع اليمني اذا هاجر ان يضيف إلى ما لدية أشياء أخرى لكن هذه ليست قاعدة قد يكون هناك من يذهبون ولا يستفيدون ولا يتفاعلون هذه المسألة مرتبطة بطبائع البشر ومنطقهم في الحياة وخصائصهم الشخصية

* متى يكون النص الإبداعي جميلا؟
لا استطيع أن اصدر أحكام قيمة في معايرة جمالية النص لان معيارية الجمال في أي نص من النصوص هي معيارية مفتوحة من جهة لكن هنالك بعض المسائل الاشارية ذات الطابع الحقيقي فيما يتعلق بتكاملية النص او بجمالية النص ، اعتقد النص الصادق الذي يصدر نوع من البث او نوع من الوجد او نوع من التداعي الطبيعي مع القناعة او التداعي مع الادوات المعرفية والفنية لدى من يكتب او من يرسم او من يصور هذا النص يستطيع ان يصل الى الطرف الاخر لانه هنالك علاقة بين من يكتب ومن يتلقى هذه العلاقة تكاد تصل الى حد التماثل كما قال رولم بارت يعني قد تصل الى حد التداعي المطلق او التمازج المطلق بين الطرفين ، ذلك ان التلقي هو ايضا معيار كبير جداً لمعادلة النص الجمالية ، ثم ان الابداع بذاته ليست فكرة سابقة لدى المؤلف يصدرها كما يريد لكنه اثناء كتابته لهذه الفكرة يتداعى مع خواطر جديدة ويتداعي مع بياض الصفحة ويجد نفسه في حالة تحولات نسبية بهذا القدر او ذاك وهو في سياق الكتابة الامر الذي يعني ان هنالك ما يمكن ان يسمى تنزلات الهامية ابداعية الكامنة في اللاوعي لدى الانسان هذا موضوع في غاية الاهمية وهو يرتبط في تقديري الشخصي بعلم جمال الشكل وعلم جمال المضمون بإعتبارهما متكاملين واقصد هنا بعلم الجمال ادوات الفن من جهة وقواعد الفن من جهة اخرى بالاضافة الى الرأي ووجهة النظر المقرونة اساساً بالحكمة او التأمل او الفلسفة او التساؤل هكذا سنجد ان كبار القامات في التاريخ و اكثر الاسماء الابداعية في العالم ليسوا صادرين عن تقنيات حرفية في الكتابة او الرسم فحسب لكنهم ايضا صادرين عن سؤال وجودي وصادرين عن نوع من الحيرة في منازل المعاني ونوع من التأمل في المتغيرات في نهاية المطاف تتموضع في اطار ماهو جوهري ، فكل متغير في هذا الكون محكوم بقانون اساسي وجوهري وهو الذي يحدد هذا الانتظام واللا انتظام ، هذا الجمال واللاجمال والموضوع غاية في التنوع وفي التعقيد

*"الصورة" تلعب دورا كبير في جمالية النص؟ كيف تقيم استخدامها في الصحاف اليمنية؟
تستخدم الصورة في الصحافة اليمنية والصحافة العربية للأسف الشديد كما لو انها ترجمان النص ويتم افقاد الصورة قيمتها التعبيرية او يتم افقاد الصورة قيمتها بوصفها حالة محايدة وليست مجاورة للنص فالنص والصورة يقدمان صورة تعبيرية واحدة وتبعاً لذلك الصورة هي نص بصري والنص المكتوب هو نص بصري في افق ما وهو ايضاً نص مكتوب ، تبعاً لذلك مفهوم الدلالة ومفهوم الشكل في المستويين يتماهيان ويتداخلا ويتواجدن هذه مسألة اولى المسألة الثانية ان المعادل الابصري في المطبوعة اليمنية كما هي في المطبوعة العربية مازالت تفتقر الى القواعد والمعايير المتعلقة بإستقراء الصحة الواحدة بوصفها معادلاً بصرياً ، فكما ان هذا المعادل البصري في الصفحة الكلية تمثل الرسالة والدلالة والمضمون حتى اننا لا نستطيع ان نضع حواجز بين التحرير والتحرير الفني لهذا السبب لابد للاعلاميين الذين يتعاملون مع الصحافة ان يكون لديهم ملكة وذائقة التحرير الفني ليس كافياً للمحرر ومدير التحرير ورئيس التحرير ان يعرف المضامين والدلالات والسياسات ولكنه لابد ان يجاور بهذا او ذاك معنى الصورة ومعنى الاخراج ومعنى التقنيات في الوسائط المتعددة ومعنى الحساسية تجاه الامتلاء والفراغ في الصفحات ومعنى الانسياب البصري في الصفحات ما اسميه بالموسيقى البصرية للصفحات ، تبعاً لذلك انا اعتقد اننا بحاجة الى ان نردم الفجوة بين المفهوم والشكل ، بين المضمون والشكل ، بين الصورة والنص والحديث في امر الصورة يطول لان للصورة قوانينها وقواعدها بوصفها قيمة تعبيرية اولاً وبوصفها نص وبوصفها موسيقى بصرية ولهذا السبب فنون استخدام الكاميرا او هذا الوسيط التقني بين العين الادمية والطبيعة والحياة التركيز على المدارس الجديدة في التصوير ، وأود ان اشير الى ان وكالة الانباء اليمنية سبأ يمكن ان تشكل المنطقة الاكثر اهمية في الاعلام اليمني في تغذية الاعلام اليمني بالصور المعيارية وهذا يتطلب ان تتوسع قاعدة التصوير في الوكالة بشكل جذري ليس فقط بلنسبة للمصورين المحترفين في الوكالة وانما لبقية المحررين وانا اتمنى من الاستاذ نصر طه مصطفى واعتقد انني قد المحت له بذلك فيما يتعلق بالتعاطي مع ماهو جديد واتمنى ان يسرع في ان تكون وكالة الانباء هي بؤرة ومنصة الانطلاق نحو صحافة بصرية يمنية تخرج في خدمتها الى النطاق العربي والعالمي فنحن لسنا اقل من العالم ونستطيع ان نقدم مستوى جيد كما تقدم وكالة الانباء العالمية خاصة في ظل توفر معطيات تقنية ميسرة وامكانية تدريب مجموعة من الصحفيين والمحررين في هذا الباب وفي هذه الحالة سنلحظ حتماً ان هنالك اثر ايجابي في اطار الصحافة اليمنية لكن هذا لا يكفي حتى اذا قدمت لهذه الصحافة صور جيدة بعد هذا يمكن ان يكون هناك لدى المطبوعات اليمنية شكل من اشكال التمرس بتحرير الفني الشامل للمطبوعات

*دكتور انت متخصص في علم الجمال ، مدينة صنعاء القديمة اين يكمن سر جمالها ؟
صنعاء القديمة اعتبرها واحة تراثية ثقافية سياحية استثنائية في اليمن ، هي مصدر ليس فقط للتأمل في امر التاريخ والجغرافيا وحكمة المكان ولكنها ايضا مصدر لموارد هامة للدولة ، واوجه نداء الى المعنيين في وزارة الثقافة وفي المؤسسات المختلفة في ان يتم النظر في امكانية اكمال صنعاء القديمة بإمتدادتها لا هناك جزء من صنعاء القديمة مازالت تسبح خارج السور، وانا اعتقد انه يمكن التضحية ببعض المنازل التي بنيت في الخمسينات والستينات والسبعينات في المعادلة ليست صعبة الازالة فهي تخرج عن النسق المعماري لصنعاء القديمة واستكمال السور وتعويض الذين هم هناك ، وهذا امر مقدورعليه وممكن بالتراضي والاقتناع والقانون والمصلحة العامة وفي هذه الحالة ستكون لدينا مدينة متكاملة تاريخية سياحية تشكل رافد كبير جداً لمعرفة اليمن التاريخية من جهة ومعرفة حكمة التاريخ والحضارة وعبقرية الانسان ، كما انها ستشكل مورد سياحي لا متناهي ، ومن هذه الزاوية اتمنى ان يتم الشروع في هذا الامر ، صنعاء القديمة هي نموذج للعمارة اليمنية للابنية التي اسميها " منازل القلوب " تستقي مفراداتها من عناصر الحياة وتنتج مفردات هذه العناصر بطريقة مبدعة وطريقة انسانية ، والشاهد ان هذه العمارة التي ظلت على مدى مئات السنين تحمل في تضاريفه وطياتها فلسفة استخدام الفراغات بطريقة مثالية الخصوصية الاجتماعية ايضا النظر بعين الاعتبار لدوران الهواء ولكيفية توزيع المرافق المختلفة ثم انها اقيمت على مواد طبيعية ومستمدة من الطبيعة ومازالت تمثل شاهداً من شواهد الجمال العمراني المقرون بدرجة كبيرة من انساق البناء الخاص والمميز الذي يميز هذه العمارة التقليدية التاريخية اليمنية ، هكذا انظر الى هذه المدينة التي اتمنى ان تكتمل واعتقد ان هناك فضاءات كبيرة للاستلهام ، استلهام الفنان التشكيلي والفوتغرافيين والسينمائيين والادباء فهي منطقة تجعلنا نتموضع في التاريخ تموضعاً رائياً لمعنى التاريخ ولمعنى حكمة التاريخ ولمعنى ان نكون متميزين ببعض الخصوصيات التي تغالب منطق العولمة السلبية وليس بالايجابية وفي نفس الوقت تجعل هناك امكانية فعلية لتعايش الانساق الثقافية والحضارية والإنسانية.

*كيف نستطيع ان نروج لهذا الجمال الطبيعي؟
أعتقد إن الفعل الاساسي يكمن في استكمال المنطقة بكل تفاصيلها كما اسلفت ، وتمديد السور وضم المناطق التي لسيت موجوده الان ضمن سياق صنعاء القديمة هذا جانب الجانب الثاني الاشتغال على الوسائط المتعددة وعلى الترويج السياحي وعلى المرافق الخدماتية المختلفة بما في ذلك المطار والخدمات الفندقية وغيرها واعتقد ان المطار الجديد سيكتمل عنما قريب والمطار الاخر سيكون فعال والحراك بأتجاه تفعيل دور القطاع الخاص في العمل السياحي والعمل الترويجي والعمل الخدماتي ايضا من العوامل المساعدة على ازدهار السياحة فأنا اعتقد ان السياحة يمكن ان مورد كبير واستثنائي لليمن ، كما اننا بحاجة الى تفعيل الانظمة والقوانين المتعلقة بالامن العام ومقارعة الذين يخالفون الامن ويسيئون الى سمعة البلد ويختطفون او يبتزون ويقومون بمثل هذه الاعمال فيجب مكافحة ذلك على قاعدة التركيز على الرؤوس الكبيرة وتقليمها وتهذيبها في هذه الحالة سوف لن يلجأ الكثيرون لمثل هذه الاعمال والافعال وانا اعتقد ان الناس سوية على وجه الاجمال وان اليمنيين معروفين بأنهم شعب طيب كريم متسامح محترم للضيف وللزائر ، لكن في كل مجتمع هناك فئات وأفراد ينشزون ويخرجون عن القاعدة العامة وهؤلاء يمثلون محنة لانه بفعل واحد يؤثرون تأثيراً سلبياً على السياحة ويؤثرون على دولاب الحراك الاقتصادي في هذا البلد وهذا امر مشهود فقد حدث في مصر والاردن والمغرب وفي اغلب الدول ، ولهذا فلابد من البحث عنما وراء هذه الظواهر السلبية ومعالجة اسبابها والاضرار الناجمة عنها وهذا امر غاية في الاهمية ، وهذا الامر سيعني ببساطة شديدة ان يكون هناك امن واسترخاء وطمأنينة وازدهار وتنمية ، ولسنا بحاجة الى نجترح مزيدا من القوانين فقوانين الدولة واضحة المعالم وجاهزة وجيدة ولكن القوانين بحاجة الى متابعة الى تفعيل وتطبيق ولابد من الشروع في هذا الامر ، ومن التجارب واذا كانت هناك ارادة مؤسسية حكومية يمكن تماما تطبيق القوانين وليس الامر مستحيلاًً

*كنت عضو لجنة التحكيم لجائزة " مجلة دبي الثقافية للابداع فرع الفنون التشكيلية الدورة السادسة" والتي فاز بها التشكيلي اليمني طلال النجار، اتلفن التشكيلي اليمني الى اين وصل؟
أنا تشرفت بأني كنت ضمن لجنة التحكيم التي شاركت فيها كل الدول العربية لتقيم اكثر من مئة عمل " البورترتس " كنا وانا والدكتورة رجا ء مكي من الامارات والاستاذ ناصر عراق مدير تحرير مجلة دبي الثقافية ونال الفنان طلال النجار بجدارة الجائزة الاولى في " البورترتس " ويعتبر هذا الفنان اليمني فنان منتج اكاديمي متجدد ولا اود ان اقف طويلاً على مثابته الفتية التي يمتلكها ويمتلكها الفنانيين اليمنيين الاخرين الذين بأماكنهم ان يرتقوا الى مستوى اكبر واكبر وهم عملياً فيما يتعلق بسيطرتهم على الادوات التعبيرية وبذائقتهم الفنية وبقدراتهم التقنية يمثلون ملمح مهم في تطور الحركة التشكيلية اليمنية بل انهم يكاد يكونوا اباء مؤسسين لما اسميه جيل جديد من التشكيليين اليمنيين الذين يخرجون تباعاً في مختلف المناطق حتى تلك المناطق التي لم نكن نتوقع قبل حين ان يخرج منها فنانيين تشكيليين وهذا يدل على ان هنالك تعطش للمعرفة وتعطش لترسيخ المعارف التخصصية في جوانب معينة وهناك روحية انتاج وهذا المباراة وهذا الملعب الذي يتسع في الجانب التشكيلي اليمني هو امر يدعو الى التفاؤل ، هذه واحدة والثانية بالنسبة للفن التشكيلي اليمني اعتقد اننا خضنا في غمار الواقعية التعبيرية بشكل قوي جداً والواقعية التعبيرية مقرونة بتلك المدرسة التي اسسها الفنان هاشم علي من جهة كما انها مقرونة بالطبيعية اليمنية وبيئة اليمن لاننا في اليمن نتوفر على بيئة استثنائية فينا يتعلق بالمعادلات اللونية وفيما يتعلق " بالكونتراست " او التباينات ، انا ازور بلدان كثيرة جداً لكنني عندما ارى شمس صنعاء على سبيل المثال اجد نفسي امام لوحة حقيقية دون ان ارسمها تبعاً لذلك هذه مسألة مؤثرة الى حد كبير ، اضف الى ذلك المدرجات الجبلية والعمارة القديمة التاريخية وسطوع الضوء ووجود الجبال التي تمثل نوع من مصدات والمؤثرات السلبية في البعد البصري فيما يتعلق بنهمارات الضوء ، وتعمل قوة اضاءات ملفته للنظر انا امام ارى على سبيل المثال التباين في بعض العمارات بين ضوء الشمس الساطع في جهة والبعد الاخر في غاية الوضوح كما لو ان هنالك تدخل ادمي في المسألة وهي واحدة من الهبات الربانية التي منحها الله ايانا في هذا البلد ، الواقعية التعبيرية اليمنية اقترنت بهذه المسائل ، اضافة الى ان كوكبة من الفنانيين فناني السبعينات والثمانينات على وجه التحديد تمكنوا من الحصول على دراسات اكاديمية وتخرجوا من بعض المدارس واشير الى تأثر بعض هؤلاء الفنانيين بالمدرسة الروسية الاكاديمية الصارمة صقلت صقلاً حقيقاً حتى انها تطبع بعض الفنانين بمنحاها ، غير ان الفنان المبدع يستطيع ان يتخلص من البصمة الاكاديمية النوعية لكي يحلق بفضائاته الخاصة ويصبح كنورس الذي ينطلق من منصة قوية لكنه بعد ذلك يحلق في مختلف الاجواء والظروف ، وجزء من الفنانيين الاكاديميين استطاعوا ان يتمرحلوا في اطار الممارسة الاسلوبية المتنوعة اذكر هان على سبيل المثال لا الحصر الفنانة الدكتوره امنة النصيري والفنان طلال النجار والفنان مظهر نزار واحمد عبدالعزيز وعباس عيدروس واحمد بامدهف وتوجد اسماء كثيرة في الساحة وهؤلاء بجملتهم يمثلون نفس تشكيلي ومعرفي ذوقي في آن واحد ، غير ان اللافت الان ان جيل من الشباب يخرج بعنفوان ويقدم أشياء جميلة ويتلمس الطريق في هذا الدرب ، هناك طبعاً بعض الفنانيين الذين مازالوا يقيمون في الواقعية التعبيرية وهذا امر جميل واعتقد ان الانزيحات نحو الفنون الجديدة لابد ان تأتي بطريقة ناعمة وطريقة فيضية ان جاز التعبير وليس بطريفة تعسفية ولهذا السبب حتى اليمن تشكل ملمح مهم في المشهد التشكيلي العربي وكلن هذا الملمح بحاجة الى مزيد من الاحتضان ومزيد من التشجيع وبحاجة ايضاً الى ان يخرج الفنانيين من الدائرة المحلية الى الدوائر العربية والعالمية دونما تردد

*"ازمة نقد" مصطلح طاغي في المشهد الثقافي العربي ،هل نحن فعلا نعيش أزمة نقد ؟
هناك مشكلة في ازمة النقد في الوطن العربي ككل والمشكلة ليست في ازمة النقد والمشكلة ان ملعب الابداع متسع وكبير ويزداد الملعب اتسعاً كلما زادت المطبوعات عدداً وكثرتاً ، وفي نفس الوقت يجرب الكثيرون في هذه المطبوعات ، التجريب هو موجود بشكل او بأخر والمسافة بين التشجيع والتهشيم فاصل بسيط جداً يمكن البعض يفهم النقد بوصفه تشجيعاً فحسب او بوصفة تقريضاً والبعض الاخر يفهم النقد بوصفه تشريحاً والبعض يفهم النقد بوصفه انتقاماً والبعض يفهم النقد بوصفه اصدار احكام قيمة تعميمه لا تغني عن الحق شيئاً ، لهذا السبب مابين النقد والابداع كثير من الحواجز والجسور والاكام والهضاب والمشاكل لكن في نهاية الامطاف الناقد المسؤول هو الناقد الذي يستطيع ان يستصبر ذوقياً ومعرفياً ما يقرأ ، الناقد المسؤول هو الناقد الذي يمتلك ملكة الاحساس بالشعر ان كان يكتب في الشعر ، ملكة الاحساس بالتشكيل ان كان يكتب في التشكيل ، وكظاهرة انسانية عامة ان نقابل استثخفاف قليل جداً من بعض النقاد دون التمعن في جوهر النص الابداعي ليس مهماً ان يكتب وعن ماذا يكتب لان هنالك بعض الاسماء في العالم العربي البانوراميين في ما يتعلق بالقراءات الافقية للاعمال الابداعية لكنهم لا يقدمون شيئاً نوعياً ، ولهذا السبب لا نستطيع ان نتكلم بالاجمال عن غياب للنقد وعن وجود للنقد وفي نفس الوقت لا نستطيع ان نتكلم عن ابداع مطلق في كل ما ينشر او عن لا ابداع ، الاصل الندرة في الابداع والندرة في النقد الحقيقي هذا هو الاصل ولهذا السبب كل ماعدا ذلك يدخل في دائرة العتب المتبادل او التمنيات المتبادلة في بعض المواهب الشابه التي تحمل بذور موهبه حقيقة ايضا البعض منهم يستعجل وعندما يستعجل يصبح مثل النبته الصغيرة التي بدلاً من ان تنمو بطرقة طبيعية تنكسر في نهاية المطاف ومن هذه الزاوية انا اعتقد الحراك النقدي يتخلف وينشأ من تراكم الابداع ولابد ان يكون هناك مسافة بين التراكم الابداعي وبين الانتاج النقدي اللاحق وهذا في الاخير يعني لا يجعلنا نقول ان النقد اقئم بالمطلق وهنالك اراء انطباعية وهنالك اراء استنسابية تحمل من الخطأ والصواب شيئاً ما ، وهنالك بعض المضاربات النقدية الخطية اوالخيطية او الافقية التي لاتغوص في جوهر الاعمال الفنية وهنالك اعمال نقدية جاده ، ولا استطيع ان اعدد اسماء ففي كل العالم العربي بعدد اصابع اليد في النقد التشيكلي ولا يتجاوزون ثلاثة فكم من الانتاج التشكيلي لكن في نهاية المطاف الذين يكتبون في الفن التشكيلي بروحية معرفية وذوقية متمثلة ومتماهية مع ما يكتبون عنه بعدد اصابع اليد ، يكاد يكون واحد في كل بلد

* النتاج الادبي اليمني (شعر-قصة رواية-....) كيف نقيم تجاربه؟
نحن لازلنا في هذه الزاوية في هذا الزخم ومستمر هذا الزخم القصة ، الشعر والشعر على وجه الاجمال والحضور التاريخي للشعر في البيان العربي وفي اليمن مازال يجري بقوة دفع مؤكده وهنالك تجارب في الشعر متنوعة ومتعدده وهنالك تجارب حداثية في الشعر وتجارب شعرية مأصلة في اطار العمود والقافية في أطار التفعيلة وهي كلها انساق لابد ان تكون موجوده وهنالك بعض المحاولات لتحليف في فضاء ما يسمى بالقصيدة الالكترونية غير متبلورة الملامح حتى الان واعتقد ان القصيدة الالكترونية موجودة اصلاً في اطار القصيدة اللالكترونية أي ان الصورة الشعرية والخيال اللوني والبعد الموسيقي هي مسائل موجوده اصلاً في بنية الكلام وفي خوارزميات الكلام وبالتالي فأن الذين يحاولون السير على درب التعاطي الوسائط المتعددة لتقديم قصائد الكترونية عليهم فعلاً ان يكونوا ملمين ومعايشين وقائمين في اساس معرفة موسيقية الشعر ولونية الشعر وصورية الشعر حتى يصلوا الى هذه المثابة وهذه واحدة من التجارب التي تقدمها الامكانيات التقنية المتاحة وهي ايضا فضاء مفتوح على كل القابليات واعتقد ان كل الانساق الشعرية مهمة وضرورية وواجبة الاحترام ، ايضا في القصة وان كنت اتمنى على البعد الروائي ان يحضر اكثر فهناك مد سردي مؤكد في كل العالم العربي بطريقة واضحة المعالم ونحن في اليمن ماعدا بعض الاسماء التي كتبت سلسلة بعض الروايات لا اجدج حتى الان النفس السردي القوي الذي يتناسب مع هذا البناء الروائي الطبيعي الواقعي المتوفر عندنا ، نحن عندنا في كل لحظة وفي كل زواية مشاريع لاعمال روائية غاية في الاهمية ، وفي طبعاً اعمال روائية جيدة ولكن حتى الان انا انتظر فاجئة روائية يمنية

*"ماذا عن رواية " طعم أسود… رائحة سوداء" لعلي المقري؟
لم اقرأت له روايته الاخيرة ولكني قرأت له العديد من الأعمال والكتابات فحقيقة علي المقري يمثل أحد الأسماء في كوكبة الجيل النشط المتعاطي مع الثقافة بشكل فعال ورائع والمتعاطي مع فنون الاشتغال على انساق متعددة في الثقافة ، واثمن الجهود الذي يقدمها هؤلاء الشباب واعتبرهم ملامح مهمة في افق المستقبل القريب في اليمن والمزعج انني لا اعرفهم جميعاً لاني عشت في المهجر وقد تعرفت على كثير منهم علي المقري واحمد السلامي وعمار النجار الذي احزن لانه لا يواصل كتابة الشعر ومنصور هائل كمشورع روائي حقيقي واتمنى عليه ان يفعل ولكن لم يفعل ، والاسماء الاخرى الدراموترجيين المهمين على المستوى العربي وبعضهم يرتقى لمستوى العالمية امثال الاستاذ عبدالكريم الرازحي والاستاذ سعيد عولقي فهؤلاء بحاجة لان يطيروا بأجنحتهم الطويلة الكبيرة حتى يخرجوا الى فضاءات اخرى ، لدينا في اليمن اسماء في غاية الاهمية وفي القصة هدى العطاس وفي الشعر هدى ابلان وهناك اسماء مهمة جداً لم اعرفها فأنا اسف جداً لعدم ذكرهم

*"الرواية ديوان العرب" هل انت الان مع هذه المقولة؟
الرواية الان تشهد زخم كبير في العالم العربي ، وهذا الزخم له وعليه وفي مجموعة كبيرة من الاعمال الروائية يمكن ان تدخل في ما يسمى بالموجة السردية ، ولكن في تضاعيف هذه الموجه السردية هناك اعمال ابداعية حقيقية شكلية واستثنائية وهكذا هو الابداع دائماً تجد الجواهر الاستثنائية نادرة كما يجد اللؤلؤة في محارة ، ولهذا انا حاولت ان اتتبع المد الروائي السردي العربي خاصة فيما يتعلق بالبينة الاختزالية المتماسكة غير المتشظية والبعض يكتبون روايات متشظية ويفقدون خيط الحكاية والبعض الاخر مهجوس برواية التاريخ وفي رواية التاريخ في استطراد على بعض الموضوعات التي وردت في الاداب العالمية ولكن ؤيما تكون بطريقة افضل او اقل بهذا القدر اوذاك ، لا ارى على سبيل المثال فوراق جوهرية بين شفرة دافنشي وعزازيل مع ان كاتب رواية عزازيل امتلك خاصية مهمة فيما يتعلق الايماء الى محنة الديانات وليست المسيحية فقط هو كتب عن الديانة المسيحية وكتب عن العلاقة بين الوثنية والمسيحية وكيف ان هذه العلاقة كانت تكفيرية في نهاية المطاف الوثنيين الموحدين كفروا والمسيحية مثل مدرس بولس الرسول وهكاذ المتوالية في تكفيرات لم يكفروا بعضهم البعض كما ولو انه يريد انتاج تاريخ الديانات ، ونحن كلنا في نفس هذه المصيدة حتى على المستوى الاسلامي فيما نحن بصدده الان ، فيها اشارة كاشفة لمشكلة مركزية في التاريخ وهي مشكلة الاشتباك العسير بين الدين المؤسسي وبين الحياة ، ومشكلة الاشتباك العسير بين التأمل الفلسفي المفتوح وبين الواقع ، تلك المشكلة التي كتب عنها يوما ما ابن رشد عندما قال في فصل المقال بين الشريعة والحكمة بالاتصال وقال انه الحكمة فلسفة والشريعة دين وقال اذا التقت الحكمة مع الشريعة في الفضائل فلا مشكلة وبالتالي امسك العصا من الوسط ، وليس كما فعل القديس مارتن لوثر الاول وقال ان الحكمة تتماهى مع الشريعة جبراً والشريعة تتماهى مع الحكمة جبراً وتبعاً لذلك اوصل المفهوم اللاهوتي الكنسي المسيحي الى فضاء الفلسفة اليونانية الاولى وفض الاشتباك العسير بين ما يسمونه في الاداب المسيحية بالوثنية اليونانية وبين الدين المسيحي اقصد ان يوسف زيدان كان مكاشف حقيقي ولكنه كتب في اطار الديانة المسيحية اضف الى وجود الركاكة البنائية والنصية والرسوبية ، وهناك بعض الورايات فيها اقحامات سياسية مباشرة او اقحامات واقعية مباشرة او هموم ، المأمول ليس هذا دور الادب والفن فدور الادب والفن ان تنطلق من واقعة بسيطة مهما كانت وان تمتلك قوانين النص وبناءه ويعرف القارئ من خلالها انك تكتب عن واقعه قبل خمسة الاف سنة لكنها موجودة اليوم فالتاريخ يعيد انتاج نفسة بكيفيات ملهاوية ماساوية وللتاريخ دهاء حتى انه يظل يدور في متوالية معنية تصاعداً وهابطاً لكنه في الاخير كل حقيقة انسانية هي موجودة ، فالمد السردي في العالم العربي ايجابي على كل حال لان هذا التراكم سيفضي بالضرورة الى اشياء جيدة ،


اريد ان اقول رأيي الشخصي في جائزة بوكر الاخيرة والتي نالها الروائي المصري يوسف زيدان هو يستحق ان ينال الجائزة وأنا لا اقول في هذا شيئاً ، ولكن من خلال معرفتي الاسماء المرشحة من كل العالم العربي وبآلية الجائزة الاولى الاصلية البريطانية ، يفترض ان مثل هذه الجائزة ان ترتقي الى ذات المعايير الاولى للجائزة الاصلية وان تضع بعين الاعتبار الظروف الخاصة للعالم العربي لان الكاتب في بريطانيا وفي العالم الاخر عندما ينشر ينشر من خلال دار واحدة وعلى مدى سنوات طويلية ضمن اتفاق بعيد المدى ، اما الناشر في العالم العربي فأنه يضطر الى ان ينشر في كل مكان متى ما تيسر الامر وبالتالي هنالك كثير من المبدعين لم يتمكن دور النشر من تشريحهم لانهم لا يمتلكون ثلاث كتب في نفس الدار وفي نفس المكان ، وبالتالي هذا ينطوي على نوع عدم القييد ولا اقول الظلم الصحيح ، يفترض ان يصار الى معايير تتناسب مع الظروف العربية حتى نكتشف مواهب في هذه الجازية واي جوائز اخرى مشابهة

**كلمة اخيرة؟
السياسية سعدت منذ ان صدرت وخاصة لجهة اعتمادها قواعد معايير بصرية استثنائية في اطار صحافة التوب ليت وايضا اطفاء جماليات الابيض والاسود على المطبوعة في بداياتها الاولى والامساك بحيوية المهنة بقدرملحوظ مقارنة مع التوب ليت السائد في اليمن ، احياءاً لروحية الاصدار في وكالة الانباء اليمنية سبأ الى استطردت على مراحل اخرى ، وايضا الموقع الالكتروني التي اعتمدت على اسس اساسية تتعلق بجمالية المكان والموقع وتقسيمه بكيفية معينة واتمنى ان يسير الركب على هذا المنوال ومزيد ومزيد من الابتكار والتطوير وخاصة فيما يتعلق بالخدمة الفوتغرافية وابرزها الخدمة الفوتغرافية الرسمية التي لابد ان تخرج من اطار النبطية المتعارف عليها لمجلس الوزارء وللبرلمان وندخل في اطار الصورة التعبيرية المقربة لوزير يرقد وهو في المجلس ولاخر ينفعل بطريقة غير سوية وهذا يعمل في كل مكان وهي صورة حقيقية ليست كاذبة ، والصورة المقربة تلعب دور كبير في الصحافة العصرية على اعتبار انها صورة معبرة تعبر عن الغضب وتعبر عن الانفعال وتعبر الاسترخاء وتعبر عن الراحة ولكن يجب ان يكون هذا الأمر فيه رشد مش مبالغة ومش تصيد فلا بأس من انتقد انفسنا قبل ان ينتقدنا الآخرون ، ولا يجوز لقائد سياسي وحكومي في موقف معين في مرفق ان ينام او لا يحترم مواعيده او ان يكون كرسيه شاغر وليش مانطلع في الصفحة الاولى كرسي فلان شاغر يأخي مجاش وعليه ان يكتب ان كنت ذاك اليوم مريض مش مشكلة ، وانا اعتقد انه في فضاء مهم لتقديم رسالة عن طريق الصورة الفوتغرافية التي تعمم من قبل الوكالة بوصفها المعنية اولاً وثانياً وثالثاً بصورة البرتوكولية الرسمية ، وقس على ذلك التلفزيون نفس طريقة ودائرة الالتقاط للصور الرسمية لم تتغير منذ الثمانينات إلى الآن، فما معقول أن تصور الاجتماعات بنفس النسق وبنفس الطريقة التي كانت قبل عشرات السنين كما ولو أنها تابوا ونص مقدس، فلا شيء مقدس في التصوير والتحرير ولابد من حراك وتغيير وهذا يقتل إلى حد كبير صحافتنا المرئية وصحافتنا والمطبوعة فلا يلتفتون الناس لنشرات الأخبار وليست نشرات الأخبار اليومية مجال لنعيد تكرير إيقونات يمكن أن نضع فيها خبر يخص وزارة معينة في إنجاز أساسي ، لكن الاستعراض البانورامي الميكنيكي كما تفعل كل المؤسسات العربية الرسمية بهذا الشكل وان سرنا على هذا الشكل يمكن أن نغير في إطار هذا الثابت بهذا القدر أو ذاك. صحيفة السياسية
 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي