هل تسمح فرنسا العلمانية بالحجاب؟

خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية
2009-06-09
ساركوزي يؤيد وضع الحجاب مقتديا بأوباما لكنه يشدد على ان احترام علمانية البلاد.

باريس – من ناديج بولجاك - ايد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت 6-6-2009 حرية المسلمات في وضع الحجاب، على غرار ما اكده نظيره الاميركي باراك اوباما في خطابه في القاهرة، مبديا في الوقت نفسه تحفظات لكن بدون ذكر قانون حظر الحجاب في المدارس.

وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اوباما في كان شمال غرب فرنسا قبيل مراسم الذكرى الخامسة والستين لانزال القوات الحليفة على شواطئ النورماندي "انني اوافق كليا على خطاب الرئيس اوباما بما في ذلك مسألة الحجاب".

ودعا اوباما في خطابه الموجه الى العالم الإسلامي الخميس في القاهرة الدول الغربية الى عدم ممارسة ضغوط على المسلمين في ما يتعلق بممارسة شعائرهم الدينية، منتقدا الذين يحددون "الثياب التي يترتب على المرأة ارتداؤها".

واثأر كلام الرئيس الأميركي استياء دعاة حقوق المرأة في فرنسا.

وقال ساركوزي "يمكن لأي فتاة في فرنسا ان تضع الحجاب ان كانت ترغب في ذلك. هذه حريتها".

لكنه شدد على "الحدين" اللذين وضعا لهذه الحرية وهما اولا حظر الحجاب في مكاتب الادارات العامة "لاننا في بلد علماني" ولان "الموظفين هنا من اجل الجميع"، وثانيا ضرورة ان يكون قرار وضع الحجاب نابعا من "حرية اختيار" المرأة.

ولم يذكر ساركوزي القانون الفرنسي الذي يحظر الرموز الدينية الظاهرة ومنها الحجاب في المدارس الرسمية.

واثار القانون الصادر عام 2004 جدلا محتدما في فرنسا وكان ساركوزي نفسه عارضه في بادئ الأمر في وقت كان وزيرا، قبل ان يعود ويؤيده.

وأبدى ساركوزي في نهاية 2003 مخاوف من ان يرى مسلمو فرنسا في مثل هذا القانون "عقابا او إهانة" لهم.

غير ان ساركوزي رضخ في نهاية المطاف للضغوط الشديدة ولا سيما من الرئيس آنذاك جاك شيراك ووافق على قانون يحظر الرموز الدينية الظاهرة كالحجاب الإسلامي والقلنسوة اليهودية والصليب المسيحي في المدارس.

وتمكن خلال زيارة الى القاهرة في كانون الاول/ديسمبر 2003 في الحصول على موافقة مفتي الديار المصرية شيخ الأزهر محمد سيد الطنطاوي على هذا القانون.

ولطالما طرح ساركوزي نفسه سواء كوزير او فيما بعد كرئيس في موقع المدافع عن "العلمانية الايجابية"، آخذا بعين الاعتبار بصورة خاصة وجود اربعة الى خمسة ملايين مسلم في فرنسا.

وتعرض ساركوزي جراء هذا الموقف للعديد من الانتقادات في صفوف اليسار واليمين على السواء لاتهامه بالمس باحدى الدعائم الاساسية للجمهورية الفرنسية.

وازدادت هذه الانتقادات حدة حين اعلن ساركوزي في 20 كانون الاول/ديسمبر 2007 في كنيسة القديس يوحنا في روما ان "على صعيد انتقال القيم وتعلم التمييز بين الخير والشر، لا يمكن إطلاقا للاستاذ ان يحل محل القس او الكاهن".

وبعد يومين على خطاب اوباما الموجه الى العالم العربي والإسلامي، حرص ساركوزي على التذكير السبت بانه "بذل الكثير من الجهود" هو ايضا حين كان وزيرا للداخلية "حتى يتمكن مسلمو فرنسا من عيش ايمانهم" في اشارة بصورة خاصة الى انشاء المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية.

 

 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي