علماء يكتشفون حرباء جديدة.. أصغر الزواحف المعروفة على الإطلاق

متابعات الامة برس:
2021-02-07

محمد شعبان: تمتاز الحرباء بقدرتها البارعة على تغيير لونها استجابة للبيئة المحيطة والضوء الساقط عليها، إلا أن العلماء قد اكتشفوا حديثا نوعا من الحرابي التي قد لا تحتاج إلى تغيير لونها للتخفي، وذلك لكونها متخفية بالفطرة نظرا لحجمها الصغير.

ففي دراسة حديثة نشرت في دورية "سينتيفيك ريبورتس" (Scientific Reports) يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي، اكتشف العلماء هذا النوع من الحرابي الصغيرة جدا -والتي أطلق عليها اسم "بروكيسيا نانا" (Brookesia nana)- في منطقة من الغابات المطيرة الموجودة في شمال مدغشقر.

عثر الباحثون أثناء دراستهم على ذكر وأنثى من هذه الحرابي النانوية التي تأخذ حجم بذرة دوار الشمس، إذ يمكنها الوقوف بكامل طولها على طرف أصبعك. كان طول الذكر 13.5 مليمترا، امتدادا من الأنف حتى المَجمَع حيث موضع الإخراج والتكاثر، في حين كان طول الأنثى 19.2 مليمترا.

وبذلك فإن الذكر يعد أصغر الزواحف الموجودة على الأرض بعدما نال هذا اللقب من البرص الكاريبي القزم المعروف علميا باسم "سفيروداكتيلوس أرياسيا" (Sphaerodactylus ariasae) الذي يبلغ طوله 16 مليمترا.

ويثير العثور على مثل هذه الزواحف الصغيرة أسئلة بالغة الأهمية ترتبط بالحدود الدنيا لما قد تكون عليه الأعضاء داخل جسم الفقاريات. كما أنها تسلط الضوء على التنوع البيولوجي المثير والموجود في جزيرة مدغشقر والمُعرض للخطر الشديد إثر التعدي البشري على الطبيعة هناك. إذ يعتقد العلماء أن الحرباء سيتم إدراجها قريبا ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.

ونظرا لتزايد نسبة الفقر وزيادة عدد السكان في هذه المنطقة، فإن هناك تزايدا مستمرا في إزالة الغابات المطيرة لإفساح المجال أمام الأنشطة الزراعية والحيوانية. وهو بالطبع ما سيؤثر على التنوع البيولوجي المذهل الموجود في جزيرة مدغشقر، مما يهدد بقاء هذه الحرابي. ولذا فقد أُدرجت المنطقة، التي اكتشفت بها هذا الحرابي مؤخرا، محمية طبيعية جديدة في مدغشقر.

أعضاء متباينة ونمط متكرر

وبحسب التقرير الذي أورده موقع "لايف ساينس" (Live Science) فإن "الشكل التشريحي العام للزواحف يتشابه إلى حد ما مع الثدييات والبشر. إلا أن تضاؤل أعضاء هذه الزواحف أمر يثير الدهشة"، كما يقول عالم الزواحف فرانك جلاو الذي قاد الدراسة في مجموعة ولاية بافاريا لعلم الحيوان (Bavarian State Collection of Zoology) في ميونخ بألمانيا.

ولأن هذه الكائنات صغيرة جدا، فإنه كان من الصعب تحديد كونها بالغة أم لا. وعندما فحص العلماء أعضاءها التناسلية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، لاحظوا وجود بويضات في مبيض الأنثى. غير أنه كان من الصعب تحديد عمر ذكر الحرباء، الأمر الذي تطلب فحصا دقيقا للأعضاء التناسلية.

ومن المعروف أن ذكور السحالي والثعابين تملك زوجا من الأعضاء التناسلية الأنبوبية التي تبقى في وضع مقلوب داخل الجسم حتى يحين وقت التزاوج. كما أن ذكور الحرباء غير البالغة تمتلك أعضاء تناسلية ملساء. وهو ما لم يجده الفريق عندما فحصوا ذكر الحرباء، مما يعني كونه ذكرا بالغ.

وبقياس الأعضاء التناسلية للذكر، لاحظ العلماء أن طولها يصل إلى 2.5 مليمتر، أي ما يقرب من 18.5% من طول الجسم الكلي. غير أن هذه السمة تعتبر من الأشياء المعتادة في الحرابي. إذ يتراوح طول الأعضاء التناسلية في 52 نوعا من الحرابي بين 6.3% و32.9% من طول الجسم الكلي، أي بمتوسط 13.1% من طول الجسد.

غير أن هذا النمط المتكرر في الحرابي يعد "مثيرا للاهتمام، إذ غالبا ما يكون لأصغر الأنواع أعضاء تناسلية أكبر نسبيا"، كما يقول مارك شيرز المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة بوتسدام (University of Potsdam) في ألمانيا، كما نُشِر على مدونته الخاصة. ويرى شيرز أن ذكور هذه الكائنات قد حافظت على أعضائها التناسلية كذلك كي توائم بين طولها وطول الأنثى.

ولأن العلماء قد عثروا على فردين فقط من حرابي "بروكيسيا نانا"، فإنه من الصعب تعميم هذا الاستنتاج على جميع الحرابي التي تنتمي للفصيلة نفسها. فقد يكون هناك أفراد أخرى من النوع نفسه أطول أو أقصر منهما. إلا أن التباين بين طول الأنثى بالنسبة للذكر يعد أمرا ثابتا، وهو ما يعرف باسم "ثنائية الشكل الجنسي" (Sexual dimorphism).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي