رغم أنه يكتب منذ فترة بعيدة، ورغم أنه بدأ حياته الأدبية بكتابة الشعر وحمل في فترة ما لقب شاعر الجامعة، إلا أن الروائي مكاوي سعيد لم يعرف لدى القارئ العربي إلا بعدما وصلت روايته الأشهر "تغريدة البجعة" إلى القائمة النهائية لجائزة البوكر العربية.
ورغم الشهرة الكبيرة التي حازها في الوسط الأدبي والثقافي مازال هذا الكاتب يصر على أنه صوت الهامش والمهمشين ويفتخر بأن أغلب صداقاته من الوسط الأمي والعوام والمشردين الذين لا يقرأون. وهو يعترف في هذا الحوار بأن كل كتاباته لا تكون إلا ترجمة حقيقية للواقع المشوه بكل تناقضاته، وانتصارا للطبقات المسحوقة، وكشفا للمستور والمسكوت عنه.
أصدر مكاوي سعيد مجموعته القصصية الأولى "الركض وراء الضوء" ثم كانت رواية "فئران السفينة" التي غاب بعدها مدة طويلة ليخرج إلينا أخيرا برائعته "تغريدة البجعة" وما تركته من أثر طيب في الوسط الثقافي المصري والعربي. كان في تونس في الفترة القريبة الماضية بدعوة من معرض تونس الدولي للكتاب فكان لنا معه هذا الحوار الممتع والمنفلت من كل القيود والمجاملات.
* بدايتك كانت شعرية ثم اتجهت إلى القصة القصيرة وأخيرا كانت مرحلة الرواية، فهل هذا مسار كل كاتب أم هو خاص بمكاوي سعيد؟
- أعتقد أن أغلب الكتاب يبدأون بكتابة الخواطر ثم يتجهون إلى الشعر وفيهم من يبقى في هذا الفن ومنهم من يتجه إلى فنون أخرى كالرواية، لذلك عادة ما تكون البداية شعرية ثم يتم الانتقال إلى تجارب إبداعية أخرى.
* رغم أنك تكتب منذ فترة طويلة إلا أنك لم تعرف إلا حين وصلت روايتك "تغريدة البجعة" الى القائمة النهائية لجائزة البوكر فهل يعود هذا إلى عدم انتظامك في الكتابة؟
- أنا كاتب مقل جدا ولا أكتب الا الأشياء التي ترضيني وأصبر على كتاباتي كثيرا ولا أهتم بالنشر رغم أنني أملك دار نشر، ولا أنشر إلا الكتابات التي أكون راضيا عنها تماما وهذا لا يحصل كثيرا لأن مزاجي متقلب.
* كأنك تكتب بروح الهواية رغم أنك تكتب منذ أمد بعيد؟
- أعتقد أن أفضل تعبير عن الكتابة هو أنها كتابة بروح الهواية، لأن الكتابة الاحترافية هي كتابة سمجة وفيها كثير من التكلف والذهنية المبالغ فيها التي لا ترضي أحدا، ورغم أن هناك الكثير من النقاد الذين كتبوا عني وتناولوا تجربتي بالدرس إلا أن سعادتي الكبرى تكون حينما يعجب أحد القراء العاديين بكتاباتي ويناقشني حولها ويعطيني ملاحظاته.
* لماذا لم تواصل تجربة الشعر رغم أنك كنت شاعرا متميزا في الجامعة؟
- صحيح فقد كنت على مسافة قصيرة من إصدار ديواني الأول بتشجيع من زملائي في الجامعة الذين توجوني كشاعر لجامعة القاهرة وهذا لقب كبير في تلك الفترة نظرا لوجود الكثير من الشعراء المتميزين، ولكنني بيني و بين نفسي في لحظة صفاء موضوعية، قررت عدم نشر هذه المحاولات واعتبرتها غير صالحة وغير مؤهلة للانضمام الى خارطة الشعر العربي. بعد ذلك كانت لدي بعض المحاولات في القصة القصيرة وجدت صدى لدى بعض النقاد فواصلت التجربة وأصدرت مجموعتي القصصية الأولى "الركض وراء الضوء" ثم كانت رواية "فئران السفينة" التي فازت سنة 1991 بالمركز الأول في مسابقة سعاد الصباح للقصة.
* كيف عشت تجربة وصول روايتك "تغريدة البجعة" الى القائمة النهائية لجائزة البوكر؟
- تجربة "تغريدة البجعة" تماشت تماما مع القارئ المصري بدليل أن الطبعة الأولى قد نفدت في شهر وحتى قبل أن تترشح الى جائزة البوكر وصلت إلى الطبعة الرابعة. أما بالنسبة للجائزة فقد رشحت هذه الرواية من ضمن مجموعة من الأعمال الأخرى، وقد فوجئت حقيقة بالاهتمام الذي نالته هذه الرواية على المستوى العربي وقد وصلت الآن إلى الطبعة العاشرة وهي بصدد التحول إلى فيلم سينمائي من كتابة بلال فضل وإخراج خيري بشارة ولعل قيمة جائزة البوكر هي أنها عرفت بتجربتي على المستوى العربي.
* قصصك ورواياتك وكتاباتك يحضر فيها بوضوح هذا الانتصار للمهمشين وأطفال الشوارع والمشردين فهل هو اختيار مقصود؟
- أنا أعتبر نفسي أساسا من الهامش، وحتى في الحركة الأدبية المصرية عشت طويلا في الهامش ولم أظهر في واجهة الصورة إلا أخيرا، إذن أنا أنتمي إلى هذا الهامش وعلاقاتي كلها مع المهمشين ومحبي الهامش وصداقاتي أيضا، وحينما أكتب أكتب عن تجربة وعن صدق وعن أشياء أعرفها لذلك أعتبر أن الكتابة الحقيقية هي الكتابة عما تعرفه.
أنا أكتب عن الذين أعرفهم بصرف النظر عن القارئ، وما يهمني هو أن يتماشى هذا القارئ مع الأشياء الحقيقية التي أكتبها وهذا ما لن يحدث إذا زيفت الواقع وكتبت عن الأشياء الجميلة التي تحدث مثلما يفعل عديد الكتاب الذين يكتبون عن المرفهين والأثرياء وأصحاب المنتجعات وهذه الكتابات لها جمهورها الخاص الذي لا أعرفه.
* هل تهمك الجوائز أستاذ مكاوي؟ وكيف تنظر إلى علاقة الإبداع بالجوائز عموما؟
- هذا سؤال مهم بالنسبة الي، لأن الجوائز عادة ما تطرح الكثير من الإشكاليات، هناك أثرياء يقدمون جوائز بأسمائهم وهناك من يعترض على هذه الجوائز وبالنسبة إليّ أرى أن مثل هذه الجوائز مهمة ولكن المشكل أن هناك نوعا من النقاد المتحيزين وهناك شق آخر على درجة كبيرة من الأمانة.
الجائزة مهمة جدا في حياة الكاتب. وحينما تكتشف في مصر أن النشر في سلسلة حكومية يتطلب الانتظار مدة خمس أو ست سنوات، فكيف سيكون حال الكاتب الذي لا يستطيع اللجوء إلى دور النشر الخاصة لأنها ستطالب بمقابل النشر وهو لا يملك أموالا. من هنا تأتي الجوائز كقيمة تعويضية عما صرفه الكاتب خلال رحلته في الكتابة وفي نفس الوقت تمنحه ثقة في كتاباته وتجعله معروفا وتجعل دور النشر تتهافت عليه ولا تطالبه بأموال النشر.
أنا مع الجوائز بشرط أن تكون لجان التحكيم نزيهة وعادلة وتحترم العمل الأدبي بغض النظر عن الاسم الذي كتبه سواء كان معروفا أم غير معروف.
* ولكن هذه الجوائز ألا تقيد الكاتب ويصبح كاتبا يكتب تحت الطلب؟
- لا أعتقد ذلك، لأن من يكتب من أجل الجوائز لا يتحصل عليها على الأغلب وبذلك يدخل في عملية اتهام الجائزة وأعضاء لجنة التحكيم وهذه المهاترات التي نراها كل يوم على أعمدة الصحف ،أعتقد أن الجائزة الحقيقية بالنسبة الى كاتب أتقن عمله، هي جائزة القراء واهتمامهم بالأثر الأدبي وتتبع تفاصيله.
هذا المحك الرئيسي للكتابة التي يجب أن تعبر عن إرادة شخصية لحب الإبداع واحترام القارئ المتقبل الرئيسي للعملية الإبداعية، بعد ذلك إذا تم ترشيح هذا العمل إلى جائزة معينة فيا حبذا. أما أن تكون الكتابة مباشرة لجائزة معينة فهذا خطأ كبير.
وقد فوجئت في المدة الأخيرة بأن الكثير من الشعراء تركوا كتابة الشعر واتجهوا إلى الرواية طمعا في الجوائز. أعرف أنه من حق كل كاتب أن ينوع في إنتاجه الإبداعي ولكن أن يكتب من أجل الجوائز فإنه في النهاية لن ينالها. الجوائز تأتي حين لا تعيرها اهتماما ولا تنظر إليها.
* برأيك هل هناك رواية هامشية ورواية برجوازية وأخرى سياسية أم أن الإبداع كل لا يتجزأ؟
- بالطبع الإبداع كل لا يتجزأ وأنا ضد التقسيمات الأدبية التي تطلق الأحكام والنعوت المختلفة التي لا طائل منها، فماذا يعني أن تكون هذه رواية شبابية وأخرى للكهول، وهذه رواية للشمال وأخرى للجنوب، وهذه رواية نسائية وأخرى رجالية، هذه التقسيمات والتوصيفات يطلقها الكتاب العاجزون عن المنافسة الإبداعية الحقيقية والكلية، الكاتب الحقيقي يلتزم بكتابته وخطه الإبداعي وموهبته ولا يختبئ وراء لافتات وتسميات لا طائل منها.
* هل تسربت سيرتك الذاتية إلى روية تغريدة البجعة؟
- أي كاتب لا بد أن يتسرب جزء من سيرته الذاتية إلى عمله الفكري. ومن هنا قد تكون بعض الملامح من السيرة قد تسربت إلى هذه الرواية. الكاتب في النهاية يكتب سيرته الذاتية وسيرة الآخرين ويمزجهما بالخيال ومدى معرفته بالواقع الذي يكتب عنه. وحين يقتنع القارئ بأن هذه الرواية أو تلك تشبه سيرتي الذاتية فهذا نجاح للعمل -حسب رأيي-، الذي استطاع أن يقنع القراء، لأن الكاتب لا يستطيع أن يكون كل الشخصيات المختلفة ويتلون مثلها.
* من أين تستمد شخصياتك وتختلقها؟
- الموضوع هو الذي يفرض شخصياته، وأنا حينما كتبت تغريدة البجعة كان فيها الشاعر والفنان التشكيلي وفيها طفل الشارع المشرد وفيها المواطن البسيط العادي وأيضا المثقف وفيها المواطنة الأمريكية التي أتت خصيصا إلى مصر لتصور فيلما عن أطفال الشوارع وفيها المواطن الألماني الذي يشتغل في شركة المرسيدس وفيها أيضا المواطنة السنغافورية التي أحبت الشاب المصري وتزوجته، هذه الشخصيات هي التي تدعونا الى دراسة واقعها وتتبع حركاتها داخل بيئتها وأمكنتها المتعددة. إذن فالشخصية هي التي تدفعك إلى دراسة الواقع وليس العكس.
* هل تشبهك هذه الشخصيات المتمردة والمنفلتة والهامشية؟
- هناك شخصيات تشبهني تماما وهناك أيضا شخصيات لا تشبهني بل هي تناقضني وهي من اختلاق الخيال والواقع النثري.
* هل يمكن أن نتحدث عن رواد جدد للرواية في مصر من أمثال علاء الأسواني ومكاوي سعيد؟
- أعتقد أن هذا نتيجة طبيعية لصيرورة الحياة، فنحن نكتب منذ فترة بعيدة وقد كنا في فترة ما مهمشين ولا نجد حتى من يستمع إلينا فنقرأ قصص بعضنا البعض أو نتحدث عن أملنا في الكتابة وأحلامنا بالنشر.
أنا أعتقد أننا أخذنا دورنا الطبيعي وهناك كتاب في مصر لم يأخذوا دورهم الطبيعي إلى حد الآن وهم كتاب جيدون ولكن القارئ العربي سوف لن يكتشفهم إلا بعد مدة طويلة وهذا نتيجة الأسماء المكرسة في الساحة وهذه مشكلة كبيرة. وربما أعتبر نفسي محظوظا لأن جائزة البوكر قد عرفت بي على المستوى العربي ولفتت النظر إلى كتاباتي، لذلك أرجو أن ينال هذا الجيل حظه ويتعرف عليه الجمهور العربي.
* لاحت شخصية المثقف في "تغريدة البجعة" شخصية مهمشة وتبحث عن مكانها في مجتمع متخلف، فهل هذا إحالة على وضعية المثقف في مصر والعالم العربي؟
- هذا أكيد، لأن من يعاني و أكثر من يضحى به في المجتمعات العربية هو المثقف. فبمجرد كلمة أو ملاحظة من بعض القوى الظلامية المنتشرة بكثرة في مجتمعاتنا العربية، بمجرد هذه الملاحظة على جملة أو مقطع في رواية نقيم الدنيا ونقعدها ويجتمع مجلس الشعب ويقع حجب هذا الأثر الإبداعي وتكفير صاحبه وهذا خطير جدا.
أسهل شيء في مجتمعاتنا هو التضحية بالثقافة، والمبدع غالبا لا يجد من يساعده ويقف الى جانبه وحتى وزارة الثقافة عادة ما تقف الى جانب المثقفين باستحياء ولا تنهض بدورها كاملا. وهذه المحاصرة التي يتعرض لها المثقفون الحقيقيون عادة ما تكون بمساندة الأنظمة العربية التي لا تريد مثقف ينقدها ويكتب عن عيوب المجتمع وإنما تريد أشباه كتاب يجاملونها ويكتبون أدبا ترفيهيا. لكل ذلك أغلب الشخصيات المثقفة في رواية "تغريدة البجعة" شخصيات تتعرض للمشاكل والمضايقات والتهميش وهذا ترجمة حقيقية للواقع العربي المتخلف.
*هل يعود هذا النفس الشعري في الرواية إلى بداياتك الشعرية؟
- هذا أكيد وهو يعود أيضا إلى أن شخصية الرواية شاعر. وهذا طبعا يعود أيضا إلى الموضوع المطروح في الأثر الأدبي.
* كيف يسعى الكاتب مكاوي سعيد إلى تحقيق هذه المعادلة الصعبة بين البعد الواقعي والمعاني المطروحة في الطريق والبعد التخييلي الفني؟
- أنا منذ بداياتي كنت أراهن على الكتابة البسيطة الجميلة التي تصل إلى القارئ دون تقعر واستعلاء من الكاتب على القارئ، وفي فترات معينة سادت نوعية من الكتابات الذهنية التي يصرح أصحابها كل يوم أنهم قرأوا كل كتب التراث وكل كتب الفلسفة الإغريقية وهدا نوع من الاستعلاء والتظاهر لا أستحسنه، أنا أحب الكتابة القريبة من الناس التي تصرح بهمومهم وجراحهم وتغوص في تفاصيلهم.
* هل يعني هذا عدم اهتمامك بالرواية الذهنية؟
- الرواية الذهنية لا تعنيني كتابتها ولكنني أقرأها، وحسب رأيي أن هذه الرواية تحتاج الى نوع معين من التلقي ومستوى ثقافي كبير، ولكن في مجتمعاتنا الشرقية العربية التي ترتفع فيها نسب الأمية هذا النوع لا يتلاءم مع شعوبنا، خاصة أن الرواية لم تظهر إلا منذ فترة ليست بالبعيدة عكس المجتمعات الغربية التي تزدهر فيها هذه الرواية الذهنية لأن تاريخ الرواية هناك تاريخ عريق.
من هنا لا يجوز لنا أن نقلد الغرب في هذا التمشي لأن تاريخنا غير تاريخهم وخصوصية مجتمعاتنا غير خصوصية مجتمعاتهم. فإذا كان لهم حق التجريب فهذا لا يحق لنا في المرحلة الراهنة. انظر مثلا إلى أدباء أمريكا اللاتينية الذين عرفوا كيف يعبرون عن بيئتهم وأخذوا تراثنا -و من ضمنه ألف ليلة وليلة -وخلقوا منه الواقعية السحرية فاهتم بهم الغرب، وكان أجدر بنا نحن أن نختلق هذه الواقعية السحرية لأنها موجودة في تراثنا وتتواءم مع مجتمعاتنا.
* روايتك القادمة هل ستكون مشابهة لرواية تغريدة البجعة؟
- في الحقيقة الآن أعيش فترة استراحة المحارب وأتابع ردود الفعل والنقاشات والملاحظات حول رواية "تغريدة البجعة" ولم أختر موضوع روايتي القادمة ولكنني أشتغل على كتاب سيصدر عن دار الشرق يتحدث عن 30 شخصية قابلتها في "وسط البلد" على مدى 20 سنة وكتبت كل شخصية بطريقة أدبية فيها الواقعي وفيها المتخيل.
وهذه الشخصيات كان يمكن لها أن تكون شخصيات مثقفة هامة وتحتل مكانة ريادية و أغلبها من الكتاب والشعراء والموسيقيين والفنانين التشكيليين ولكنها انتهت كلها إلى الضياع والجنون والموت والاختفاء. أنا أحلل هذه الشخصيات بطريقتي والكتاب سيكون بعنوان "مقتنيات وسط البلد" والمقتنى في اللغة التشكيلية المصرية هو أثمن شيء وأنا أعتبر هذه الشخصيات أثمن شيء ولكن للأسف اختفت هذه الشخصيات. وهذا الكتاب تخييلي، هو أشبه ما يكون بكتاب المرايا لنجيب محفوظ.
* اليوم هناك العديد من الآراء التي تقول بموت الشعر وبروز الرواية، فكيف ينظر مكاوي سعيد إلى المسألة؟
- أنا أحب الشعر كثيرا وأحب أيضا القصص القصيرة كثيرا وأراهن على أن المستقبل سيكون للقصة القصيرة وليس للرواية وذلك لأن هذا النوع الفني الإبداعي يتماشى كثيرا مع العصر ولكنه مازال لم يتماش مع الجمهور العريض بالشكل الكافي، ولكن المستقبل سيكون حتما للقصة وكذلك للشعر الذي يبقى أثره ورسالته واضحين وربما النفور الذي يعيشه القارئ اليوم من الشعر هو نتيجة دخول عديد المفاهيم الفلسفية والتعقيدات التي لا طائل منها على هذا النوع من الإبداع.
وأما مسألة زمن الرواية و الرأي الذي أطلقه الناقد جابر عصفور فهو رأي مقبول ولكن في حدود الأدب المكتوب. لأنني أعتبر هذا العصر عصر الصورة و"الملتميديا" وليس عصر الشعر فحينما تصور "كليبا" تافها لمدة 3 دقائق سيشاهده في لحظة 200 مليون مشاهد، بينما حينما تكتب رواية لن توزع أكثر من 20 أو 30 ألف نسخة.
* علاقتك بالسينما وطيدة من خلال كتابتك لعديد السيناريوهات لأفلام تسجيلية و توثيقية، فكيف تحكم على هذه التجربة؟ وكيف تنظر إلى علاقة السينما بالأدب؟
- أنا أحب السينما كثيرا واستفدت كثيرا في عملي الأخير "تغريدة البجعة" من التقنيات السينمائية والمونتاج واللغة المشهدية البصرية التي وظفتها في وصف الأماكن، لذلك أعتقد أن السينما أكبر إضافة للأدب، فهي تخلد بصريا الأثر الأدبي وتجعله مفتوحا على جمهور واسع.
والأعمال الأدبية العظيمة ستخلدها السينما خاصة في هذا العصر الذي تحكمه الصورة ولا يحكمه الكتاب وأتمنى أن تتحول كل أعمالي الأدبية إلى أعمال سينمائية حتى تنتشر أكثر.