الموضوع أخطر مما يعتقد : اقتحام الكونغرس.. مخاطر جهل التاريخ وتهافت أسطورة براءة الأميركيين

2021-01-10

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) إن تاريخ الولايات المتحدة حافل بحوادث عنف سياسي أكثر دموية وتدميرا من حادث الاقتحام، الذي شهده مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي، والذي حرض عليه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وذكرت الصحيفة في مقال بقلم عضو هيئة تحريرها، برنت ستيبلس، إنه بالرغم من ذلك، فإن الجهل بالماضي المروع الذي وثقه المؤرخون كان جليا بشكل مؤلم بعيد اقتحام الغوغاء للكونغرس، حيث ظهر كبار المعلقين على الحدث ليكرروا على مسامع الناس أن ما حدث كان عملا شاذا، ولا يمثل الشعب الأميركي.

ورأت نيويورك تايمز أن هذا النسيان المقصود لتاريخ الولايات المتحدة، الذي فاقمته الأسطورة القائلة ببراءة الأميركيين، أثبت خطورته على أصعدة مختلفة، فقد قاد العديد من الأميركيين للنظر إلى إصرار ترامب على فوزه في انتخابات خسر فيها بالفعل، واحتضانه المتزامن للتطرف اليميني، على أنه مسرحية سياسية ستختفي من المشهد بهدوء عندما ينصب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة.

وأبرزت الصحيفة خطأ المنطق القائل "ما الضير في التهكم عليه؟ ترامب سيغادر قريبا"، فقد اتضح أن الجمهوريين في الكونغرس الذين سايروا حيلة ترامب، قد شجعوا حشدا من الغوغاء، الذين تربوا على الأكاذيب الرئاسية وتصديق الوهم القائل بأن الرئيس قد سرق منه الفوز في الانتخابات الرئاسية.

وقالت إن اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص، يجب أن يوضح للجميع أن احتمال اندلاع العنف السياسي في أميركا هو بمثابة نهر من البنزين، ينتظر ديماغوجيا مثل ترامب، ليرمي فيه بعود ثقاب مشتعل.

وذكرت نيويورك تايمز أن الظروف التي قادت لاقتحام ونهب مبنى الكونغرس شبيهة بتلك التي شهدتها أميركا في القرن الـ19، عندما تراجع الجنوبيون عن حقبة السماح للسود بتقرير مصيرهم المعروفة بحقبة إعادة الإعمار، وأطلقوا العنان لعهد الاستبداد العنصري.

فقد ردد ترامب خلال انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خطاب دعاة تفوق البيض الجنوبيين خلال تلك الحقبة الغابرة، وذلك عندما أكد كذبا وقوع تزوير واسع النطاق في التصويت بالمدن ذات الأغلبية السوداء.

واختتم الكاتب بأن الأيام التي سبقت غزو الغوغاء لمبنى الكونغرس عكست العديد من أصداء الانقلاب المخطط له بشكل معقد، والذي نفذ ضد حكومة مدينة ويلمينغتون، بولاية كارولينا الشمالية عام 1898، حين أطاح العنصريون البيض بحكومة تم انتخابها من خلال تحالف ضم ممثلين عن الأميركيين من أصل أفريقي والبيض الليبراليين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي