سياحة وطنية : أهالي المدينة الزرقاء يعيدون اكتشافها بعد غياب السياح

2021-01-07

كورونا يعزل شفشاون ويحرمها من زائريهاشفشاون (المغرب) – تعتبر مدينة شفشاون الجبلية واحدة من المدن القليلة التي لم تسجل أي حالات إصابة بكورونا في المغرب، إذ أن المدينة الخلابة بواجهتها المطلية بدرجات اللون الأزرق المميزة، عزلت سكانها عن العالم، وأبعدت الفايروس لأشهر.

والتزم الشفشاونيون بيوتهم في انتظار أن تتبدد سحابة الوباء من سماء المغرب، فيما نصبت ممرات التعقيم بالقرب من الأسواق والساحات العمومية للتقليل من مخاطر انتشار الفايروس.

لكن الآن ومع إعادة فتح الدولة الواقعة في شمال أفريقيا بحذر في محاولة لإنعاش اقتصادها المتعثر، تقف شفشاون هادئة، مهجورة من قبل السياح الذين لطالما شكّلوا شريان حياتها.

وعلى الرغم من شبح الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 7000 شخص في المغرب وتسبب في ركود الاقتصاد، فقد أدى إغلاق شفشاون الواقعة شمال المغرب إلى تحولها إلى متنفس غير متوقع لسكانها.

وبدا أن غياب السياح لالتقاط الصور بجانب أبوابها المنحوتة الشهيرة وسلالمها المميزة قد حرر أحد أكثر المواقع التي تم تصويرها في المغرب، مما أعطى سكانها فرصة لاستيعاب الجمال الهادئ لمدينتهم.

واغتنم عدد من المارة فرصة فتح الفضاءات والساحات العمومية للتجول في أزقة المدينة العتيقة، وخاصة بساحة “وطاء الحمام” التي تعتبر القلب النابض لمدينة شفشاون.

وحرص السكان على لبس الكمامات الواقية والمحافظة على التباعد الاجتماعي، وأخذ البعض منهم يتسكع في زقاق المدينة، والبعض الآخر يتسلق تلة لمشاهدة غروب الشمس.

ويراقب الراعي بن عمر (65 عاما) غروب الشمس أثناء رعي ماشيته، وتجلس سيدة مسنة بجانب قطتها خارج منزلها في زقاق مهجور من السياح.

ويجلب الصيادون صيدهم اليومي من الأنهار القريبة، ويبيعون السردين في زوايا الشوارع الضيقة، بينما يحمل الأطفال صواني المعجنات التي تصنعها عائلاتهم لبيعها.

ويقف صبي يُدعى جاد (11 عاما) لالتقاط صورة له أثناء بيع معجنات محلية الصنع.

وكان غالبية زوار المدينة خلال عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، من السياح المحليين بدلا من الزوار الأوروبيين والصينيين الذين عادة ما يتجولون في الشوارع الضيقة.

وكافح أصحاب المتاجر الذين يبيعون السجاد والمعاطف الصوفية والهدايا التذكارية للعثور على زبائن.

ويعوّل المهنيون منذ يونيو الماضي على السياحة الداخلية لاستدراك بعض خسائر الموسم السياحي الذي توقف بشكل كامل منذ شهر مارس الماضي.

ووفقا لوكالة الأنباء المغربية، قال عبدالسلام المودن، نائب رئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين، “السياحة الداخلية هي صمام الأمان، ويتعين على الفاعلين السياحيين اليوم الاهتمام بالسياح الداخليين لضمان إقلاع الاقتصاد وانتعاش الصناعة السياحية، والحرص على استدامة هذا الإقلاع في المستقبل”.

لكن مع دخول حظر التجول الليلي حيز التنفيذ، والذي تم تعميمه في جميع أنحاء البلاد لمنع التجمعات الكبيرة خلال موسم العطلات، اضطرت المطاعم في الساحة الرئيسية الصاخبة عادة بجوار القصبة التاريخية إلى إبعاد الزبائن لإغلاقها مبكرا.

وأبقت مدينة شفشاون، الشهيرة بحسن ضيافتها والجميلة بجوها الربيعي وأزقتها العتيقة، ناسها داخل الأسوار، وتضرب لما بعد الجائحة موعدا للزوار.

وإن كان إيقاع الحياة الطبيعية قد بدأ في العودة إلى المدينة، فإنه أبعد ما يكون عن الوتيرة العادية خلال هذه الفترة من العام التي تشهد فيها مدينة شفشاون توافدا كبيرا للسياح، من المغرب والخارج، للاستمتاع بجوها الجبلي ومنتزهاتها الطبيعية الخلابة.

إذ تعد المدينة التي تُعرف باسم “لؤلؤة المغرب الزرقاء”، واحدة من أفضل الوجهات في المملكة، وغالبا ما تكون مكتظة بالفنادق المحجوزة بالكامل.

ولطالما اجتذبت أجواؤها الهادئة والأزقة الزرقاء الرائعة والمناظر الطبيعية الجبلية الشاملة ومسارات المشي لمسافات طويلة السياح، خاصة من إسبانيا والصين، حيث يتمتع مواطنوها بالسفر دون تأشيرة إلى المغرب.

وكانت مدينة شفشاون قد احتلت في العام 2016 المركز السادس كأجمل المدن في العالم في تصنيف مجلة “كوندي ناست ترافيلر” الأميركية حول ترتيب أجمل المدن في العالم.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي