كورونا يعمق العنصرية ضد السود في أميركا

الصحافة الأميركية
2020-12-27

لا تستثني الإصابة بفيروس كوفيد-19 أي شخص، غير أن هذه الأزمة الصحية كشفت عن مدى تجذر الممارسات العنصرية في المجتمع الأميركي.

وفي مقالها الذي نشرته مجلة "أتلانتيك" (The Atlantic) الأميركية، قالت الكاتبة باتريس بيك إن أكثر من 50 ألف أميركي من ذوي البشرة السوداء توفوا جراء فيروس كورونا المستجد، وذلك وفقا لبيانات "كوفيد راشيل داتا تراكر" (COVID Racial Data Tracker)، وهو ثمرة تعاون بين مشروع تتبع كوفيد لمجلة "أتلانتيك" ومركز جامعة بوسطن لأبحاث مكافحة العنصرية. ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم أقل من الأرقام الفعلية، حيث لا توجد أي معلومات حول العرق الذي ينتمي إليه ما يقارب 20 ألف شخص، من مجموع 319 ألف أميركي توفوا جراء كوفيد-19.

ورغم أن عدوى فيروس كورونا لا تستثني أي شخص على أساس العرق أو الطبقة الاجتماعية أو الجنس أو العمر، فإن الجائحة عرّت جميع الفوارق العنصرية التي ترتبط بالسود في الولايات المتحدة، حيث يرتفع معدل الوفاة بهذا الفيروس لديهم بنحو 1.7 مقارنة بالبيض؛ وهذا يعني أنه لولا الممارسات العنصرية الممنهجة في صلب النظام الأميركي لكان 19 ألف شخص من ذوي البشرة السوداء على قيد الحياة حاليا.

ولعدة قرون، تحدث السود عن المصاعب التي يواجهونها، مسلطين الضوء على معدلات الفقر والفصل في السكن والبطالة والتدهور البيئي الذي تعاني منه المناطق التي يمثلون فيها أغلبية، غير أن مخاوفهم ومشاغلهم يتم تجاهلها إلى حد كبير، وتواصلت هذه الممارسات وتعمقت أكثر أثناء الجائحة.

وذكرت الكاتبة أنه قبل وقت طويل من ظهور البيانات، كان السود متأكدين من أن فيروس كورونا المستجد سيدمر مجتمعاتهم الهشة. ومع ارتفاع عدد الوفيات، أضحت وحشية العنصرية الأميركية جلية أكثر، حيث استُبعد المواطنون السود الذين ظهرت عليهم أعراض كوفيد-19 من الخضوع للاختبارات ليموتوا في منازلهم.

وأشارت الكاتبة إلى أن مجتمع السود شهد فترات عصيبة بعد وفاة العديد من الأفراد، وبحلول نهاية يوليو/تموز الماضي، كان عدد الأطفال السود الذين ماتوا جراء كوفيد-19 ضعف عدد الأطفال البيض.

وفي حين أن شريحة كبيرة من الأميركيين بإمكانهم البقاء في مأمن من الفيروس من خلال المكوث في المنزل، فإن شريحة مهمة من المواطنين السود من العمال الأساسيين ليس لديهم خيار سوى مواجهة الوباء والتوجه إلى العمل؛ لذلك فقد كثيرون حياتهم أثناء مزاولة وظائف غير آمنة وذات أجور زهيدة.

يقول حارس أمن -في العشرين من عمره، ويعمل في إحدى الشركات، ورفض الكشف عن هويته- "لم يكن مديرنا التنفيذي الأبيض في المكتب خلال الأسابيع الستة الماضية، ولم يكترث لأمر أيّ منا، ولم يرسل لنا حتى رسالة شكر عبر البريد الإلكتروني. أشعر بالخيانة. كنت أحب عملي والأشخاص الذين أعمل معهم، لكنني الآن أشعر بالاستياء من الحماية التي يحصل عليها بعض الناس في حين يتم إرسال آخرين -مثلي- إلى الخطوط الأمامية".

ووفقا لدراسة حديثة أجرتها مؤسسة "قيصر فاميلي" (Kaiser Family)، فإن واحدا من كل 3 أشخاص من السود يعرف شخصا مات جراء الإصابة بفيروس كورونا، كما أن واحدا من كل 3 أشخاص من السود أكد أنه لن يحصل على اللقاح.

ورغم أن التجارب السريرية أظهرت أن اللقاح آمن وفعال، فإن عدم الثقة في المؤسسات الطبية الأميركية التي يهيمن عليها البيض آخذ في التعمق، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع عدد السود الذين ماتوا بسبب هذا الفيروس، رغم وجود اللقاح.






شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي