أصاب هدفاً على بُعد 70 كيلومتراً

الجيش الأمريكي يطور مدفعاً عملاقاً أطلق “أطول قذيفة” في التاريخ

متابعات الأمة برس
2020-12-24

مدفع أمريكي عملاقطوّر الجيش الأمريكي مدفعاً عملاقاً استطاع إطلاق قذيفة مدفعية على مسافة 70 كيلومتراً، ليصيب أهدافه بدقةٍ شديدة، فيما يُعتقد أنها كانت أطول قذيفة مدفعية موجهة بدقة في التاريخ، إذ عادلت إطلاق قذيفة من لندن إلى باسينغستوك أو لوتن.

وفق تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن الوصول إلى علامة الـ70 كيلومتراً كان هو الهدف الرئيسي لما يُدعى بمنظومة القذائف المدفعية ذات المدى الممتد، إذ جرى تسجيل الضربة الناجحة في ميدان رماية يوما لاختبار الأسلحة بولاية أريزونا.

يُذكر أن الجيش الأمريكي أجرى اختباراً سابقاً في مارس/آذار الماضي، سجل مسافة 65 كيلومتراً فقط.

تفوق الجيش الأمريكي

يأتي هذا في وقت يواصل فيه الجيش الأمريكي اختبار قذيفة مدفعية موجهة جديدة تحمل اسم Excalibur S، من تصميم شركة الدفاع الشهيرة Raytheon، تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي "GPS" لتغيير مسارها، وجهاز توجيه بالليزر لإصابة الأهداف المتحركة.

كما تختبر البحرية الأمريكية قذيفةً جديدة.

في هذا السياق، قال العميد جون رافيرتي، المسؤول عن مشروع تطوير المدفعية: "لا أعتقد أنّ الخصوم لديهم القدرة على ضرب هدفٍ بهذه الدقة من هذه المسافة".

وكما هو الحال مع صواريخ "المواجهة" التي يتم إطلاقها من الجو، كان هدف المشروع هو تطوير مدفعية تستطيع قصف مواقع العدو بعيداً عن نطاق ضرباته الانتقامية.

تطوير النظام الجديد يهدف إلى ضمان تحمُّل القذيفة للضغط المكثف أثناء الإطلاق، حتى تصل إلى هدفها دون الإضرار بآليات التوجيه.

على خلاف هذا الاختبار، فإنه قد فشل اختباران أُجريا في اليوم نفسه، حيث عجز الأول عن إصابة الهدف بسبب قوة الرياح، بينما شهد الثاني عطلاً فنياً. لكن الاختبار الثالث "أصاب هدفه بدقة"، وفقاً للعميد.

فيما يُخطّط الجيش الأمريكي لأن تكون المدفعية الجديدة جاهزةً للنشر بحلول عام 2023.

الأكبر على الإطلاق

وكان أطول مدى لمدفع تم إنتاجه على الإطلاق هو مدفع باريس الألماني في الحرب العالمية الأولى.

إذ كان يستطيع إطلاق قذيفة وزنها 106 كغم إلى مدى يبلغ 130 كيلومتراً، لكن الهدف كان يجب أن يكون بحجم مدينة؛ لتعويض النقص في الدقة.

بينما كان أكبر مدفع مصمم على الإطلاق هو المدفع العملاق الذي يُدعى مدفع بابل الكبير، الذي اخترعه الكندي جيرالد بول للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وكان من المفترض أن يصل طول أنبوب المدفع إلى 156 متراً، لكن المشروع لم يكتمل على الإطلاق نتيجة اغتيال بول عام 1990.

فيما توجد بقايا المدفع حالياً داخل متحف الحرب الإمبراطوري في دوكسفورد بمقاطعة كامبريدجشاير.

لهزيمة روسيا والصين

يمر الجيش الأمريكي بمرحلة حاسمة، حيث تعيد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تجهيز نفسها؛ لتتمكن من مجابهة خصم قوي من القوى العظمى بعد تركُّز صراعاتها لما يقرب من عقدين من الزمن، على مكافحة التمرد المسلح.

إذ تشكل روسيا تحدياً تقليدياً للقوة البرية للجيش الأمريكي بتشكيلاته المدرعة الكبيرة التي تهدد دول البلطيق، فضلاً عن صواريخها الباليستية طويلة المدى ومدفعيتها وصواريخها الأرض-جو، حسبما ورد في تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.

وفي المقابل، سيتركز صراع محتمل مع الصين على السيطرة على البحر والمجال الجوي فوق المحيط الهادئ. ولمجابهة هذه القدرات سيتعين على الجيش الأمريكي نشر صواريخ طويلة المدى مضادة للسفن ومروحيات في الجزر النائية والدول الحليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وحتى على أسطح سفن البحرية الأمريكية.

وعليه شكّل الجيش الأمريكي عام 2017 ثماني فرق متعددة الوظائف بقيادة عمداء؛ لتطوير جيل جديد من الأسلحة بسرعة وتكلفة معقولتين. وهذه المبادرات بعيدة المدى للتحديث يطلق عليها مجتمعةً "The Big Six" أو "الستة الكبار"، والتي تهم أساساً الصواريخ بعيدة المدى، الجيل الجديد من المدافع والمروحيات، إضافة إلى السفن الحربية والغواصات، فضلاً عن الطائرات بدون طيار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي