فريد من نوعه وأثار إعجاب العلماء.. الديناصور الأغرب في التاريخ

الامة برس-متابعات:
2020-12-24

أوبيراجارا جوباتوس أول ديناصور غير طائر يعثر عليه بجلد محفوظ

اكتشف فريق علماء دولي بقيادة باحثين، من جامعة "بورتسموث" (University of Portsmouth) البريطانية و"المتحف الألماني للتاريخ الطبيعي" (the State Museum of Natural History Germany)، الديناصور الأكثر دقة وتأنّقا من حيث المظهر على الإطلاق، ويقولون إنه يلقي الضوء على الكيفية التي ورثت بها الطيور مثل الطواويس قدرتها على التباهي بريشها الملون الأخاذ.

ووفقا للدراسة التي نُشرت في دورية "كريتاشياس ريسيرش" (Cretaceous Research)، فإن ما يميز الديناصور الجديد، ذا الرجلين بحجم الدجاج، الذي عاش منذ 110 ملايين سنة فيما يعرف بشمال شرق البرازيل الآن، هو وجود فراء طويل أسفل ظهره وشرائط قاسية بارزة إلى الخارج من كتفيه، وهي صفات لم يسبق رؤيتها من قبل في سجل الحفريات.

فريد من نوعه

وأطلق على هذا الديناصور اسم "أوبيراجارا جوباتوس" (Ubirajara jubatus) تيمنا باسم سيد الرمح الهندي "Tupi"، وذلك في إشارة إلى الأشرطة الموجودة على أكتافه، أما "جوباتوس" (jubatus) فهي تأتي من المعنى اللاتيني (Maned) أو المتوج.

ووفقا للعلماء فإن الديناصور من الداخل كان عاديا بهيكل عظمي مشابه للعديد من الديناصورات الصغيرة من العصر الجوراسي السابق. أما من الخارج فقد كان مختلفا جدا. وكان "أوبيراجارا" أول ديناصور غير طائر يعثر عليه بجلد محفوظ في شبه القارة القديمة في جندوانا. وباستخدام الأشعة السينية اكتشف الباحثون المشاركون في الدراسة العناصر الهيكلية والأنسجة الرخوة المخفية سابقا، مما سمح للباحثين ببناء صورة واضحة لهذا الديناصور الغريب.

ويعتقد العلماء أن شرائط هذا الديناصور العجيبة التي تبرز من كتفيه، والتي يعتقد أنها مصنوعة من الكيراتين، هي من المادة نفسها التي تشكل الشعر والأظافر، وكانت تستخدم للإبهار من أجل التزاوج أو لترهيب الأعداء.

ويقول ديفيد مارتل، أستاذ علم الأحياء القديمة بجامعة "بورتسموث"، الذي ساعد في الدراسة "هذه الشرائط لا تشبه أي شيء رأيته في الطبيعة من قبل، هناك الكثير من الديناصورات الغريبة الأخرى، لكن هذا الديناصور لا يشبه أي منها".

هناك الكثير من الديناصورات الغريبة لكن هذا الديناصور هو الأكثر غرابة (يوريك ألرت)

شرائط الكتف

ووصف الباحثون شرائط الكتف الطويلة والمسطحة والصلبة من الكيراتين بأنها "غامضة"، وقد وُضعت على الكتف بشكل لا يعوق حرية الحركة في ذراعيه وساقيه، فم يكن ذلك ليحد من قدرة الحيوان على الصيد والتأهب وإرسال الإشارات.

كما أن هذه الشرائط ليست حراشف أو فروا، ولا ريشا بالمعنى الحديث. ولكنها تبدو مثل هياكل فريدة لهذا الحيوان. ويعتقد العلماء أن هذه الهياكل المتقنة ربما تكون قد حسنت فرص الديناصور الصغير في البقاء على قيد الحياة.

ففي الوقت الذي كان لكثير من الديناصورات قمم عظمية، وأشواك وزخارف، ربما استخدمتها للتباهي، فإن هذا الديناصور الصغير قد استخدم الكيراتين الذي يعد بديلا أفضل بكثير لحيوان صغير، لأنه -أي الكيراتين- لا يحتاج إلى طاقة كبيرة من الجسم مثل العظام لإنتاجه، كما أنه خفيف الوزن ومرن ويمكن استبداله بانتظام في حالة تلفه.

ذكر وليس أنثى

ومع أنه لا يوجد دليل على ذلك، لكن البروفيسور ديفيد مارتل يعتقد أن حفرية الديناصور هي لذكر، ويرجع ذلك إلى التفاوت بين الذكور والإناث من الطيور، حيث إن ذكور الطيور هي التي تملك تلك الميزات التي تحاول من خلالها جذب الإناث للتزاوج.

ويقول مارتل إن "من المحتمل أن العينة كانت ذكرا، وشابا أيضا، وهو أمر مثير للدهشة نظرا لأن قدرات العرض الأكثر تعقيدا مخصصة للذكور البالغين".

وتشتهر الطيور الحديثة بريشها المتقن وعروضها التي تستخدم لجذب رفاقها، مثل الطاووس وطيور الجنة من الذكور، ويوضح ديناصور "أوبيراجارا" أن هذا الميل إلى التباهي ليس سمة فريدة من نوعها للطيور، بل شيء ورثته الطيور عن أسلافها من الديناصورات.

من جهته يشير الباحث روبرت سميث، من جامعة بورتسموث، المشارك بالدراسة، إلى أن سمات هذا الديناصور الصغير تنبض بالحياة مما يثير التساؤل عن سبب التزين بهذا الشكل الذي يجعله ظاهرا بوضوح لكل من فريسته والحيوانات التي تود افتراسه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي