هيثم عبدالحفيظ: معرض "عودة" بداية جديدة في مشروعي الفني

2020-12-14

 معرض التشكيلي هيثم عبد الحفيظ

سماح عبد السلام

بعد أربع سنوات من معرضه الأخير "جسرًا لغد"، وثمان معارض فردية قدمها التشكيلي الدكتور هيثم عبدالحفيظ على مدار رحلته الفنية التي بدأها منذ ربع قرن، جاء معرضه الجديد " عودة "، والذى استضافه أخيرًا جاليرى سماح بالزمالك، ليُشكل بالفعل عودة حقيقية برؤية جديدة يسعى الفنان لاتباعها فى تجربته الفنية القادمة.

لم يأت اختيار د. عبد الحفيظ لعنوان " عودة " من فراغ ولكنه بالطبع وجه رسائل من خلال هذا العنوان وما يحتويه من مضامين شتى، ربما أوجز بعضها فى كلمة مقتضبة بكتالوج المعرض عندما قال: "ال عودة حق لأنها في الحقيقة جزء من معنى الرحلة، أليس الذهاب فعل ابتداء لزم للإياب والذى بدونه لا يكون؟!.

العودة حق وإن استحالت فى الواقع المادى بضيق حدية "الزمكان"، نجدها تعبير إلى رحابة الواقع الإنسانى لتحل فى الإنسان ذاته فتتحقق فى كينونته، وترتبط برؤيته وتتجلى ظاهرة فى بعض من عاداته والإ.. فماذا يكون الحنين؟.

حل الطائر كبطل وثيمة أساسية بمعرض " عودة "، سواء فى اللوحات أو عمل الأنستاليش/ التجهيز فى الفراغ ، فقد أخذ الفنان الطائر بشكل رمزى، لم يتعامل مع طائر بعينه ولكنه اختار طائرًا خرافيًا يعطى إحساسًا بأنه غراب أو عصافير، طائر بدون تفاصيل أو عيون واجنحة، ثم عمل على تطويعه فى اللوحات.

يتحدث د. عبد الحفيظ لوسائل إعلام عربية حول ماهية معرضه ويقول :" لا أسع لتقديم شرح للوحة، بل أفضل ترك الموضوع مفتوح للمتلقى حيث أرى أن الفن رسالة لابد أن تكون صالحة لكل الأزمنة، فضلًا عن أن شرح العمل يحد من الرؤية له، ولكنى كتبت كلمة موجزة عن المعرض تكشف رؤيتي للعمل".

ويقول: "أردت التعبير عن العودة بمعناها الشامل في معرضي. فال عودة في اللغة العربية هى عودة للحضارة والوطن للقيم والأنتصار. أى شئ نعود من خلاله لشئ أفضل. أن نعود لمكانة مصر كبلد حضارية. لابد أن يكون لدينا حلم، إذن هناك رسالة وهدف ما ابتغيه".

ويواصل: "تفرغت للفن بعد ترك عملى الوظيفي بأعبائه كوكيل سابق بوزارة الثقافة أو أستاذ بكلية الفنون الجميلة، التي تحد من إبداعي.

 إذن هي عودة بشكل آخر، أحتاج وقتًا للتأمل وأحاول العمل على تقديم معرض بشكل سنوي لكى أعمل على تعويض نقص العرض الذى حدث لى خلال 15 عاما العمل".

ورأى أن معرض " عودة " هو المعرض الثامن ولكنه يرى أنه بداية جديدة في مشروعه الفني، نظرًا لأن تنفيذه جاء فى وقت تفرغي التام له فشعرت بحالة من الصفاء الذهني لتلك التجربة، على العكس من معرضه السابق "جسرًا لغد"، الذى كان يشوبه نوعًا من الأستعجال".

 معرض التشكيلي هيثم عبد الحفيظ

وفى خطوة جريئة تحسب لقاعة العرض تضمن المعرض عمل ينتمى لمجال التجهيز في الفراغ تماشى مع ثيمة المعرض الخاصة بالطائر، حيث قدم الفنان طيورًا مجسمة تسقط من السطح إلى أسفل، تضمن العمل صوت عصافير وغربان تمتزج مع أمواج البحر والرياح، انستاليش لكى يكمل فكرة المعرض.

استغرق تنفيذه قرابة 45 يومًا، صنع الطيور المجسمة من سلك مغطى بطبقات القماش لكى تعطى إحساس الطيور بألوان مختلفة، وفى الخلفيه لوحة تجريدية كبيره لكى تخدم العمل. كل هذه العناصر تساهم فى صنع حالة حوار بين المتلقى والعمل وتدفعه لمزيد من التساؤل حول ماهيته.

وبمتابعة المعرض نجد سمة تنوع الأحجام البالته التي تصدرها اللون الأخضر وتنوع درجات الأزرق، هناك لون بطل وألواناً أخرى تساعده، إلا أن الفنان يشير إلى عشقه لجميع الألوان. ويلفت إلى رهبة البعض من التعامل مع اللونين الأخضر والأحمر ولكنه تناولهما بطريقة مريحة للعين.

أما عن الخامات فقد تنوعت ما بين الأكريليك والباستيل مع الفحم نظراً لأن الفنان خريج قسم جرافيك ومن ثم نجد سمة سيطرة على الأبيض والأسود الذى يحاول دمجه مع التصوير بحيث يعطي نتيجة فريدة.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي