تجارب لمقاتلات B-1B الأميركية تحمل صاروخ كروز

2020-12-03

جمال نازي

كشفت القوات الجوية الأميركية النقاب عن لقطات جديدة لاختبار، يتضمن قاذفة طراز B-1B Lancer تحمل صاروخاً جديداً من طراز JASSM، وفقاً لما نشرته Popular Mechanics الأميركية.

ويعد الاختبار، الذي لم يجرِ خلاله إطلاق حقيقي للصواريخ، خطوة مبكرة نحو تجارب تسليح قاذفات B-1Bبصواريخ JASSM.

وجرى تثبيت الصواريخ على نقطة تعليق خارج الطائرة القاذفة للقنابل والصواريخ، مما يزيد من عدد الصواريخ التي يمكن أن تحملها كل قاذفة بنسبة تصل إلى 50%.

تجربة ناجحة لقاذفات B-1B

إلى ذلك، قام قطاع الاختبارات 412 في قاعدة إدواردز الجوية بتزويد قاذفة طراز B-1B بنقطة تعليق خارج الهيكل وتحديداً خلف قمرة القيادة بصاروخ طراز JASSM، وثبت نجاح التجربة وجدوى الفكرة خلال اختبار التحليق.

وصممت القاذفات طراز B-1B في الأصل كمقاتلة ذات قدرات نووية استراتيجية، حيث تستطيع حمل صواريخ كروز ذات رؤوس حربية نووية على نقاط تعليق مثبتة أسفل الطائرة. لم يسبق استخدام إمكانيات نقاط التعليق المثبتة أسفل بدن المقاتلة فعليًا من قبل، لأنه تم تحويلها إلى قاذفة غير نووية امتثالًا لالتزامات معاهدة الحد من الأسلحة النووية. يتم حاليًا استخدام B-1B كمقاتلة هجومية طويلة المدى قادرة على الانطلاق لمساعدة القوات البرية من خلال مهام إسقاط القنابل أو إطلاق صواريخ كروز. وفي أبريل 2018، أطلقت قاذفات B-1B صواريخ JASSM على منشآت الأسلحة الكيميائية السورية.

تعاط مع متطلبات مستقبلية

ويتحول الجيش الأميركي مؤخرًا من الحروب البرية في العراق وأفغانستان إلى مواجهة القوات العسكرية الروسية والصينية.

وتطلب هذا التغيير في الموقف المزيد من المقاتلات النفاثة والدبابات والصواريخ، وجميعها أسلحة لا تستخدم في عمليات ضد تنظيمات مثل داعش أو طالبان. كما يتطلب التحول أيضًا مقاتلات بعيدة المدى قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى أو فائقة السرعة، من أجل التعامل مع المسافات الهائلة والمساحات الشاسعة، التي ينبغي قطعها عند التعاطي مع أهداف في آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا.

مزايا صواريخ كروز المطورة

يعد صاروخ كروز طراز AGM-158 JASSM جو-أرض أحد أنظمة الأسلحة الرئيسية لمحور الحرب الكبرى الجديد. تتميز الصواريخ طراز JASSM بالتخفي والدقة والذكاء، حيث إنها قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الحديثة ومن ثم توجيه ضربة قوية. تعد صواريخ طراز JASSM كبيرة، لكن التحديثات الأخيرة على قاذفة B-1 تعني أنها بات يمكنها حاليًا حمل ما يصل إلى 24 صاروخاً من طراز JASSM داخل غرفتي الذخيرة بالمقاتلة.

مدى 1770 كم

ولعل أحد من أفضل قدرات الصواريخ طراز JASSM هي المدى الطويل، إذ يبلغ مدى صاروخ JASSM القياسي 229 ميلاً أي حوالي 370 كم، بينما يتوقع أن يبلغ مدى الإصدار ER بعيد المدى المقرر دخوله الخدمة عام 2024 نحو 621 ميلاً أي حوالي 999 كم. أما الإصدار طراز JASSM- XR للمدى الأقصى فسيمكنه التحليق لمسافة حوالي 1100 ميل (ما يعادل 1770 كم) لإصابة الهدف.

أكبر حمولة كروز في التاريخ

إن مدى الصاروخ كروز طراز JASSM، لا سيما نطاق الإصدارين -ER و -XR، يعني أن الطائرة الحاملة يمكن أن تطلقه إلى حد كبير من خارج نطاق الدفاعات الجوية للعدو، مما يجعل القاذفة والطاقم آمنين نسبيًا مقارنة بالقاذفات المزودة بصواريخ ذات مدى أقصر أو قنابل السقوط الحر التقليدية.

وذكر سلاح الجو الأميركي أن القاذفة B-1 المعدلة يمكنها حمل ما بين ستة و12 صاروخاً من طراز JASSM على نقاط تعليق خارجية. ويعزز هذا التعديل إجمالي تحميل B-1 بالصواريخ إلى ما بين 30 و36 صاروخًا، فيما سيعد أكبر حمولة لصواريخ كروز التقليدية في أي قوة جوية على مستوى العالم.

أبعاد لوجيستية واستراتيجية

إلى ذلك، سيحتاج سلاح الجو الأميركي إلى عدد أقل من المقاتلات بمقدار الثلث تقريبًا لتنفيذ نفس الضربة، التي كان يتم تنفيذها قبل التعديلات والإصدارات الجديدة. وسيمكن لـ 12 قاذفة فقط إطلاق ما يربو على 432 صاروخاً موجهاً بدقة ضد أهداف العدو، وسيزود كل منها برأس حربي واحد شديد الانفجار يزن 1000 رطل أو حوالي نصف طن.

قوة ردع رهيبة

تمثل عمليات التطوير والتعديلات الجديدة طفرة نوعية في قطاع واحد من ثالوث قوة الردع الأميركية، إذ لا يمكن أن تجازف دولة ما بالمخاطرة بشن حرب ضد الولايات المتحدة الأميركية، حيث يمكن أن تتكبد خسارة لما يصل إلى نحو 400 أو أكثر من مقرات القيادة ومستودعات الإمداد وأنظمة الدفاع الجوي ومحطات الطاقة ومواقع المهام الأساسية الأخرى يومياً بمجرد انطلاق 12 قاذفة طراز B-1 فقط مسلحة بصواريخ كروز من إصداري ER وXR من طراز JASSM.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي