قال: الحكاية قريبة من تجربتي ..

نعيم صبري: الرواية بحر عميق و الفن ليس له قواعد

2020-12-02

   الروائي نعيم صبري

القاهرة- محمد شبانة

نعيم صبري صاحب مشروع روائي، أخلص له، وكرّس له كل وقته ومجهوده إلى درجة أنه قرر منذ ربع قرن أن يتفرغ للكتابة بشكل عام، رواياته تدور أحداثها في إطار واقعي رغم تعدد الأزمنة، وتغير الأبطال، وهو دائماً يعتبر القلم رفيقه.

حول أحدث رواياته «صافيني مرة» وأعماله التي تعاد طباعتها من وقت لآخر، كان لنا معه هذا الحوار.

 يمتلك الشاعر الجرأة على كتابة الرواية، لكن الروائي لا يجرؤ أن يكتب الشعر، ما السر؟

الفن ليس له قواعد، والكل يبدأ شعراً، لأن الشعر أقرب للأغنية، والرومانسية فإذا كانت موهبة الشعر متأصلة فسوف يستمر شاعراً، وإذا لم يكن كذلك فسوف يغير الاتجاه لنوع آخر من الإبداع، أعتقد أن من يبدأ بالرواية يكمل فيها، لأنها تمنح حرية في التعبير، بينما الشعر لديه قيود، وكان هذا أحد الأسباب، التي جعلتني أنتقل إلى كتابة الرواية، أنا كتبت الشعر، والمسرح الشعري، وكان الموضوع صعباً جداً، لأن المسرحية كانت تستغرق مني بين سنتين وثلاث سنوات، فإحساسي بالقيود والرغبة في حرية التعبير هما سبب التحول.

هل مازلت تكتب قصائد شعر أم اكتفيت بالرواية؟

من آن لآخر أكتبه، لكن لا أجمعه في كتاب، ولم أحتفظ به.

 كيف ترى رواية «شبرا» بعد 20 سنة من صدور طبعتها الأولى؟

لها مكانة كبيرة عندي طبعاً، فيها71 شخصية وحتى لا يتوه القارئ خلال قراءتها، وضعت رسماً كروكياً، فعندما تحرك كل هذا العدد من الشخصيات فهذه ليست عملية هينة أبداً، لذلك كنت حريصاً قدر الإمكان، على أن تكون الشخصيات الرئيسية واضحة جداً حتى لا تختلط على القارئ مع الشخصيات الفرعية، كلمني المخرج خيري بشارة من 15 سنة أي بعد نشرها بخمس سنوات، لتحويلها إلى فيلم، لكن مع صعوبات الإنتاج توقف المشروع، ليس غريباً أن الرواية لم تتحول إلى فيلم أو مسلسل، فأنا بطبعي أنفر من العلاقات العامة.

اللغة بحر عميق

 لماذا يتأرجح أسلوبك في الكتابة بين العامية والفصحى؟

موضوع اللغة هو أكثر ما يجهدني في كتابة الراوية، لا أكتب العامية، ولكن أكتب الفصحى الدرامية أو التراكيب العامية بمفردات فصيحة ولن تجد الكلمات العامية في كتاباتي إلا نادراً، فجهودي كلها في موضوع اللغة تنصب أساساً على الاقتراب الدرامي مثل مسرح نعمان عاشور وألفريد فرج كتبا بهذه الطريقة، لكن لن أكتب مثلاً على طريقة لغة يوسف وهبي: عليك اللعنة، أو اغرب عن وجهي يا أحمق، لأنك قد تضحك في مواقف درامية قد لا يكون للضحك فيها موضع، ككاتب رواية أو دراما مسرحية، لابد أن تنتبه للغة وتبذل فيها مجهوداً وبالتالي تصل اللغة إلى القارئ كما لو كانت عامية، فلابد أن أكتب ما يقترب منها مع محافظتي على الفصحى، لأنني مهتم بكتابة الفصحى، نجيب محفوظ كانت له كتابات كثيرة قريبة من ذلك، موضوع اللغة في الراوية بحر عميق.

الشخصية الروائية

هل تعبر «صافيني مرة» نموذجاً للرواية الواقعية؟

بالفعل هي كذلك وفيها أحكي عن جيلنا، وفيها جزء من سيرتي الذاتية أو بتعبير أدق جزء من خبرتي العملية، فهي عن طالب جامعي، اخترت له كلية الهندسة، لتكون الحكاية قريبة من تجربتي الذاتية، هذا هو الجزء الواقعي من شخصيتي، لكن ليس بقية الرواية يجب على الأديب أن يختار الشخصية المناسبة لخبرته، حتى لا يكتب كلاماً فارغاً، نجيب محفوظ عندما سألوه: لماذا لم يكتب عن الريف، قال: لا أعرفه فكيف أكتب عنه؟ الروائي ليس بهلواناً، لكنه يكتب عن خبرات حياتية عايشها بالفعل، الروائي لابد أن يكتب عما يعرفه، لأنه يجب أن يحترم القارئ.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي